بقلم | محمود ماهر (البطولة)

ضرب المهاجم الدولي المغربي «وليد أزارو» أكثر من عصفور بحجر واحد بالهدف الذي سجله مساء اليوم الثلاثاء في مرمى نادي “وادي دجلة” بالجولة الـ 32 من منافسات الدوري المصري الممتاز.

القادم من الدفاع الحسني الجديدي في يونيه 2017 بمبلغ 1.2 مليون دولار، ابتعد في صدارة لائحة هدافي الدوري المصري عن أقرب منافسيه على اللقب «جون أنطوي» بفارق 4 أهداف قبل ثلاث مباريات من نهاية الموسم.

لكن مُتابعة تصدر “الأسد الجائع في بلاد الفراعنة” للائحة الهدافين، ليس من ضمن العصافير التي اصطادهم بهدفه أمام دجلة الليلة.

العصفور الأول

أثبت ابن الـ 22 ربيعًا استعادته لثقته في نفسه فيما يخص تسجيل الأهداف من الانفرادات الصريحة.

للمرة الثالثة أو الرابعة هذا الموسم ينجح أزارو في هز شباك خصوم الأهلي من إنفراد، فعلها أمام الاتحاد السكندري والزمالك والرجاء المطروحي، وها هو يكررها أمام وادي دجلة، ليُسكت جمهور الأهلي الذي دأب على نقده بسبب تفننه في إضاعة الإنفرادات وضعف استغلاله للتمريرات البينية الذكية التي تصله من زملائه وتضعه في مواجهات مباشرة مع المرمى.

ظل عشاق الأهلي يتحدثون عن الإنفراد الذي أضاعه أزارو أمام الترجي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي على ملعب برج العرب العام الماضي، حتى موعد مباراة الإياب، ما أثر بالسلب عليه وأشعره بضغط نفسي غير عادي ليُهدر فرصة مماثلة في تونس كادت تطيح بأحلام الفريق!.

واعتقد الجميع أن بتسجيله لهاتريك أمام النجم الساحلي في إياب نصف النهائي، سيتخلص أزارو من هذه الآفة، وسيستعيد ثقته في نفسه ويتعامل باحترافية مع أنصاف الفرص أمام “الوداد” في النهائي لكنه واصل إحباط الجمهور بتسرعه وتهوره الكبيرين.

لكن من الواضح أن أزارو بات أكثر هدوءًا وثقة الآن، ويُجيد إجادة كبيرة في التسجيل من الانفرادات دون معاناة وبثقة في النفس، بعدما كان يظهر عليه تلعثمًا غريبًا ومريبًا في موقف "واحد ضد واحد".

العصفور الثاني

أن تغيب لمدة 15 يومًا عن فريقك وأنت هدافه الأول..وخلال أسبوعين يسقط فريقك في فخ التعادل السلبي مع أحد أندية الوسط “سموحة”، ويفوز بأعجوبة على الداخلية في كأس مصر بثنائية للاعبي وسط الملعب “عمرو السولية وإسلام محارب” دون أن يتمكن بديلك الرئيسي “مروان محسن” من التسجيل أو تهديد المرمى أكثر من ثلاث مرات واضحة، وعندما تعود تُسجل هدف الفوز الوحيد، هذا من السيناريوهات العظيمة بالنسبة لك يا أزارو، سيناريو له دلالة على مدى أهميتك للفريق بعدما كنت منبوذًا لشهور طوال..

أكبر المُتفائلين لأسد أطلس، لم يتوقع قدرته على التسجيل في أول مباراة يلعبها منذ يوم الثاني من ابريل الجاري عندما خرج أمام طنطا في الشوط الثاني، متأثرًا بشد في العضلة الخلفية، إلا أنه صمم على الاحتفاظ بالنسق لأطول فترة ممكنة ومواصلة تسجيل الأهداف لتحطيم المزيد من الأرقام القياسية، وتأكيد أهميته الكبيرة للفريق أمام وسائل الإعلام التي لم تكف عن مهاجمته.

العصفور الثالث

تربعه على عرش أفضل هداف أجنبي في تاريخ الدوري المصري الممتاز، في موسم واحد إذ تخطى الثنائي الأفريقي “آمادو فلافيو وجون أوتاكا”.

وسجل الدولي النيجيري الأسبق “جون أوتاكا” 17 هدفًا مع الإسماعيلي في موسم 2001/2000 ما ساعده على الانتقال إلى صفوف نادي السد القطري ومنه إلى لينس الفرنسي عام 2002.

وشاركه عرش أكثر الأجانب تسجيلاً للأهداف في موسم واحد، اللاعب الدولي الأنجولي الأسبق “أمادو فلافيو”، بمُعادلته لهذا الرقم في موسمه الثاني مع الأهلي (2007/2006)، علمًا بأنه سجل هدف يتيم في موسم 2006/2005 عن طريق الصدفة أمام غزل المحلة، لكن الساحر البرتغالي “مانويل جوزيه” وضع ثقته الكاملة فيه، كما يفعل المدير الفني الحالي للأهلي "حسام البدري" مع أزارو، الأمر الذي مكنه من تسجيل 18 هدفًا وإزاحة أوتاكا وفلافيو من على عرش أفضل هداف أجنبي في موسم واحد، والعودة للعب مع المنتخب المغربي الأول.

أرقام مؤهلة لأحد كبار أوروبا

لعب وليد أزارو حتى هذه اللحظة 42 مباراة مع الأهلي، ساهم في تسجيل 34 هدفًا، 27 منهم حملوا توقيعه، 18 في الدوري، 6 في دوري أبطال أفريقيا، هدف في كأس مصر، هدف في كأس السوبر، و7 تمريرات حاسمة، وجلب 9 ركلات جزاء لزملائه.

خلال مشوار ابن "سوس" مع بطل القرن في أفريقيا، تُوج بلقب الدوري المحلي وكأس السوبر، وترشح لنهائي دوري أبطال أفريقيا، وهذه الإنجازات تؤهله لخوض تجربة احترافية قوية رفقة أحد أكبر أندية أوروبا، حال تلقي الأهلي لعرض مالي ضخم.

تابع الكاتب "محمود ماهر" على فيسبوك