كرونو

هنري ميشيل
هنري ميشيل

الرَّاحل هُنري مِيشيل .. مُتيَّمٌ بالمملكة ومُهَندِسُ "ملحمة 1998"

أيوب رفيق (البطولة)

الهدوء كان أهمُّ سِماته، وبرودة الأعصاب جعلته مُميَّزاً عن معظم المدربين الذين كانوا ينفعلون مع مجريات المقابلات، فقد كان بِخلافِهِم، يكتفي بِلَوْكِ عَلْكَتِه، ومُتابعة لاعبيه من دكة البدلاء، دون أن يُحرِّك كثيرا السَّاكن، لدواعٍ رُبَّما تتنوَّع بين الثِّقة فيهم ورفع الضَّغطِ عنهم، وكذلك كطبيعةٍ في شخصيته. 


يودِّعُ عالم كرة القدم، اليوم الثلاثاء، المدرب الفرنسي هنري ميشيل، بكثيرٍ من الحسْرة والأسى، لكن مشاعر المغاربة تأتي كثيفة أكثر من غيرهم، باستثناء الفرنسيين، وهم الذين يحتفظون له بذكرى قيادة "" في سنة 1998 ببلده، وذهابه رفقة مجموعته ضحية المؤامرة البرازيلية - النرويجية. 



قبل أن يكون هنري ميشيل، الذي رأى النور سنة 1947، مدرِّباً، خاض مسيرة كروية تتَّسِم بالاستقرار؛ ذلك أنه قضى 16 سنة في صفوف نانت الفرنسي، بعدما أمضى موسميْن مع أس أيكس، ثم علَّق بعد ذلك حِذاءه واتَّخذ مكانه في بنك الاحتياط. 


"لقد كان صادقاً ومُستقيماً ومتواضعاً، وأكثر من ذلك عاشقاً للمغرب"، يقول عنه عبد السلام وادو، الدولي السابق، الذي خبِرَ شخصية الراحل الفرنسي، حينما قاد المنتخب المغربي في ولايته الثانية، والتي امتدت لستة أشهر فقط، ما بين 2007 و2008. 



أما ولايته الأولى كمدربٍ للأسود، فقد انطلقت من 1995 وبلغت خط النهاية مع حلول سنة 2000، وهي التي شهدت تحقيق رِفاق مصطفى حجي ونور الدين النيبت لنتائج إيجابية، أهمها الوصول إلى المحفل العالمي بالديار الفرنسية، سنة 1998.


فيما دشَّن هنري مشواره التدريبي كمُساعد للمنتخب الفرنسي 1982، ثم صار بعد ذلك بسنتيْن المدرب الأول عن "الديوك"، ليقودها إلى احتلال المرتبة الثالثة في مونديال 1986 بالمكسيك، مُشرفاً على نجوم مثل تيغانا وجون بيير بابان. 



راكم الفرنسي في مسيرته جملة من التجارب وعرَّج على العديد من المنتخبات والأندية، غير أن بصمته على الكرة المغربية ستظل محفوظة له، خاصَّة أنه حمل كذلك إلى حيازة لقب كأس الاتحاد الإفريقي سنة 2003. 


وكما يُكِنُّ له المغاربة الوِدَّ ويقْتَرنُ في ذاكرتهم بالكثير من المشاعر، فإنه كذلك يُضْمِر للمملكة وشعبها فيضاً من الأحاسيس الجميلة، بناءً على الفترة التي قضاها فيها، إذ قال عنها: "من لا يشعر بالحنين لتلك الفترة، لقد مرت بسرعة كبيرة .. لقد عِشنَا لحظات جد رائعة ولينة، وكذلك اليوم عندما ألتقي اللاعبين يُخيل لي وكأننا لم نفترق أبدا، إنها علاقة ارتباط قوي بالمغرب ورجاله، وأود أن أشكرهم على ذلك".

عرض المحتوى حسب: