كرونو

None

حَسّنوا تسويقَكم رحِمكم الله.. يُحسِن الآخرون نظرتهِم لنا ولَكم..!

محمد زايد (البطولة)

مخطئ من يعتقد أن المنتخبات الوطنية تُمثل رياضةً معينة فحسب، و مخطئ من يظن أن دورها يقتصر فقط على المنافسة في الميدان، بل المنتخبات الرياضية قد تعكس ثقافة شعب بأكمله، و تُسوق صورة مُتخيلة لملايين من مواطنيها لكل أرجاء المعمور دون شك.


قد نجد أن العديدين مِنّا يكوّن فكرة ما، سلبية كانت أم إيجابية تجاه بلد معين، بناء على ما يقدمه فريقه الوطني في إحدى الرياضات مثلا، وتحديدا، كرة القدم، والقصد ما دون المنافسة الرياضية، بشكل مباشر أو غير ذلك.


قارياً وإقليمياُ، تجدنا نأخذ انطباعا معينا حول إحدى المنتخبات الشقيقة والصديقة، ومن ثمّة شعبها وثقافتها وحتى طِباعها ربما، بعديد الجزئيات الخارجة عن إطار المنافسة الرياضية كما سبق ذكره، ومن بين هذه الجزئيات نجد الإعلانات، والتي تضم أحيانا لاعباً أو لاعبيْن أو حتى منتخباً بأكمله، وهنا قد تساهم هذه الإعلانات بحكم قربها من المشاهد العربي عامة، في تغيير نظرتنا لهذا الآخر أو العكس، سواء بالإيجاب أو السلب، حسب مستوى هذا التسويق.


شخصيا أعاود مشاهدة عدد من الإعلانات المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا أستمتع و أندهش في ذات الآن لدرجة الإبداع التي وصل إليها الأشقاء في أرض الكنانة، فيكفي أن تشاهد إعلانا واحدا وترى حجم البهجة التي يخلفها لديك هذا الإعلان، لأسباب مختلفة، بل إن القيمة الفنية لبعض هذه الإعلانات تفوق أحيانا تلك الخاصة ببعض الأغاني المصورة لمؤديين معروفين على الساحة، ناهيك عن الانطباع العام الذي يعكسه هذا التسويق، والذي يجعلك مرتبطا ولو جزئيا و آنيا بثقافة بلد كمصر، بسبب إعلان لم تتعدَّ مدته الدقيقتين، و هذا فقط للاستدلال وليس للحصر.


لا يقتصر الإبداع فقط هنا على إخوتنا هناك، بل حتى نظراءهم في تونس أنتجوا إعلانا قبل أيام، بطابع "روسي مونديالي"، أقل ما يمكن أن يوصف به هو "الإبداع بكل ما تحمل الكلمة من معنى".


ليس من حقنا مقارنة إعلاناتنا بإعلاناتهم ربما، فالمقارنة هنا جائرة وظالمة، بل قد تعتبر سوء أدب إن صح القول، كيف لا، و نحن في أبرز إعلاناتنا وأكثرها تميزا، نجمع لاعبي المنتخب كما يجتمع أعضاء فرقة "الدقة المراكشية"، و نلبسهم قميصا موحد اللون و نأمرهم "بالشطيح والتنقاز"، ثم ينتهي الإعلان، في صورة تضر حتما بالكرة الوطنية و منتخبها و علمِها أيضا، وكأن هؤلاء لا يمثلون 40 مليون نسمة كما ذكرنا سلفا، فيضحي ظهورهم لدى الآخرين بشكل صاغر ومحدود الرؤية، تقليلا من قيمتهم وقد يساهم ولو بشكل غير مباشر في استصغارنا واستصغارهم.


أفَلَيس لدينا إذن ما نصدره للغير سوى تلك الأفكار المتكررة بذات الروتين والملل و النظرة العقيمة، بغض النظر عن المنتوجات؟


وكيف للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن توافق على ظهور من يمثلوننا أمام الأغيار بصورة قد تبدو غير لائقة ولا تناسب مكانتهم الحقيقية، بل ولا تعكس ثقافتنا ولا هويتنا، فهل تقتصر هذه الهوية والثقافة فقط على الرقص وأنغام "الطبل والقراقب"؟ أم أن مخيلاتنا وطاقاتنا محدودة إلى هذه الدرجة؟


فَلْتُحسّنوا تسويقكم رحمكم الله.. يُحسِن الآخرون بِنظرتهم لنا ولَكم..!


للتواصل مع الكاتب: m.zaid@elbotola.com

عرض المحتوى حسب: