سجل البرتغالي كريستيانو رونالدو "هاتريك" ضد إسبانيا الجمعة، في الدور الأول لكأس العالم 2018، ليعلن نفسه المرشح الأبرز لنيل الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة السادسة، بينما لم يتمكن غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي من الرد السبت.

كان كل العالم في انتظاره، وأتى جوابه بتثبيت أكثر من الحضور.

حمل رونالدو (33 عاما) على منكبيه منفردا منتخب بلاده بطل أوروبا 2016، في مواجهة أبطال العالم 2010 وأوروبا 2008 و2012، ومنحه التعادل في اللحظات الأخيرة بنتيجة 3-3.

أمام عدد من زملائه في ريال مدريد الإسباني، حال رونالدو دون خسارة منتخب البرتغال أمام جاره "الايبيري" الذي دخل المباراة على خلفية أزمة كبرى في جهازه الفني، بعد إقالة مدربه جولن لوبيتيغي قبل يومين من المباراة وتعيين فرناندو هييرو بدلا منه، بعد قيام الأول بالتعاقد لقيادة النادي الملكي الإسباني بعد النهائيات، من دون اطلاعه مسبقا الاتحاد المحلي.

منذ الدقيقة الرابعة، سجل رونالدو هدفه الأول من ركلة جزاء كسبها بنفسه، وأضاف الثاني من تسديدة بعيدة أخطأ الحارس الإسباني دافيد دي خيا في التعامل معها، لينهي المباراة بهدف التعادل في الدقيقة 88 من ركلة حرة رائعة لم يحرك لها دي خيا ساكنا.

- على أرض الملعب وخارجه -

أصبح رونالدو الجمعة رابع لاعب في التاريخ يسجل في أربع نسخ متتالية من كأس العالم. حقق ذلك في ختام يوم كانت الأنباء المتعلقة به تأتي من مكان آخر: العاصمة الإسبانية، حيث أفادت مصادر قضائية عن اتفاق بينه وبين مصلحة الضرائب لطي صفحة الاتهامات بالتهرب الضريبي.

وأكدت مصادر قضائية لوكالة فرانس برس أن النجم البرتغالي وافق على دفع مبلغ 18,8 مليون يورو في إطار اتفاق يهدف إلى وقف الملاحقات ضده في قضايا التهرب الضريبي في إسبانيا.

وإذا وافقت مصلحة الضرائب على هذا الاتفاق، ستتوقف الملاحقات القضائية التي تقوم بها النيابة العامة في مدريد، بعدما فتحت ملف القضية في 13 يونيو 2017، ووضعت البرتغالي رهن التحقيق.

وفي حال الذهاب في الاتفاق حتى النهاية، سيتجنب البرتغالي دفع غرامة قد تصل إلى 28 مليون يورو، أو حتى السجن.

باتت كل هذا التفاصيل ثانوية ليل الجمعة على ملعب فيشت في سوتشي. قال رونالدو بعد المباراة: "أنا سعيد جدا، إنه إنجاز شخصي جديد لي، أحد أفضل الإنجازات في مسيرتي. لكن بالنسبة لي الأهم هو ما فعله الفريق. لقد واجهنا أحد المرشحين للفوز بهذا المونديال وتقدمنا عليه مرتين".

"سي آر 7" كان أيضا موضع تقدير من هييرو. قال نجم ريال والمنتخب الاسباني سابقا "عندما تلعب أمام لاعب مثل كريستيانو رونالدو، يجب التوقع بأن تسجل فيك الأهداف وأن يحصل ما حصل في مباراة اليوم".

- ميسي يضيع ركلة جزاء -

ضاعف رونالدو غلته من الأهداف في كأس العالم في أمسية واحدة. في مشاركاته الثلاث السابقة، اكتفى بتسجيل هدف في كل منها. أمس، وبعد المباراة الأولى لمنتخب بلاده في المجموعة الثانية، وجد نفسه في صدارة قائمة الهدافين في روسيا 2018.

بات رونالدو بسرعة يحظى بأفضلية في السباق نحو الحذاء الذهبي للمونديال، متحديا بصراحة منافسيه المرجحين: ميسي والبرازيلي نيمار.

كان الموعد المنتظر مع ميسي الذي تقاسم مع رونالدو جائزة الكرة الذهبية بالتساوي في الأعوام العشرة الأخيرة، للرد السبت في المباراة الأولى لمنتخب بلاده ضمن منافسات المجموعة الرابعة، ضد آيسلندا التي فاجأت الجميع ببلوغها ربع نهائي كأس أوروبا 2016.

حققت آيسلندا المفاجأة أيضا السبت على ملعب سبارتاك في موسكو: المنتخب الاسكندينافي الذي يشارك للمرة الأولى في كأس العالم، يرغم الأرجنتين بطلة 1978 و1986 على التعادل 1-1. المفاجأة الأكبر؟ ميسي يفشل في استغلال فرصة ذهبية أتيحت له: ركلة جزاء في الدقيقة 64، تصدى لها ببراعة حارس ايسلندا هانيس هالدورسون.

في المبارزة الدائمة بينهما في كل بطولة تجمعهما، أكانت الدوري الاسباني، دوري أبطال أوروبا، أو كأس العالم، فاز رونالدو "بالنقاط" في الجولة الأولى على حساب ميسي: 3-صفر.

أما نيمار، فعليه أن ينتظر دوره الأحد في المواجهة بين منتخب البرازيل وسويسرا ضمن المجموعة الخامسة.

هل سيتمكن ميسي أو نيمار من مجاراة أداء رونالدو؟ المستطيل الأخضر سيكون الحكم، الا ان الأكيد ان النجم البرتغالي رفع السقف عاليا في مباراة الجمعة، وفرض نفسه في موقع أفضلية للكرة الذهبية السادسة بعد 2008 و2013 و2014 و2016 و2017.