كرونو

هيرفي رونار ونور الدين أمرابط
هيرفي رونار ونور الدين أمرابط

كيْفَ تَنْتَهي الكُرة المغربيةُ من ربطِ مصيرِها بالأشخاص؟ رونار وأمرابط نموذجاً..

أيوب رفيق (البطولة)

قدرُ الكرة المغربية أن تظل مرتبطة بالأشخاص لا البرامج والاستراتيجيات، ويقترن نجاحها بهذا المدرب وذاك اللاعب، وهو ما بدا جلياً عقب مشاركة في بروسيا.


شَغَلَ الفرنسي ، ولازال، العامَّة والخاصة في الوسط الرياضي المحلي، وسط تناثر التلميحات، وتناسل الأنباء حول إمكانية ترجله عن سفينة "أسود الأطلس"، وقد وقَّع على حصيلة يعتبرها الكثيرون إيجابية.


ربان المنتخب الإيفواري سابقاً، بدأ، بالفعل، في التأسيس لهوية تكتيكية وصبغة فنية صار المنتخب الوطني مُتَّسِماً بها، وتبلورت بوضوح في المحفل المونديالي، مما يجعل الآمال الجماهيرية في استمرار التقدم والتطور، رهينةً ببقاء "الثعلب".


لكن ماذا لو رحل رونار عن أسوار "الأسود"؟ وقَفَزَ من القارب المغربي، هل ستعود كرتنا إلى نقطة الصفر؟ ونجدد وصالنا مع النكسات والتعثرات التي ابْتُلينا بها لأكثر من عقد من الزمن؟


في الواقع، هي تساؤلات ستظلُّ معلّقةً، ومرتبطةً بعامل الزمن للإجابة عليها، مادامت اللعبة الشعبية الأولى في المغرب تعوزها المخططات ذات الأمديْن المتوسط والبعيد، وتخضع نتائجها لمزاجية المسؤولين الذين يتعاقبون على تدبير شؤونها.


في العقود الأخيرة، لم تتبلور سياسة كروية واضحة المعالم، يمكن أن يتم اعتمادها لسنوات طويلة، حتى لو تغير القائمون عليها، بل الحال أن الاستراتيجيات تُقبر وتُمحى، لمجرد حلول قائمين جدد عليها.


ما بين الاستناد على اللاعب المحلي حيناً والاعتماد على الأسماء الممارسة في أوروبا في أحيانٍ أخرى، واللجوء إلى المدرب الأجنبي تارةً والاستعانة بخدمات نظيرة الوطني تارةً أخرى، ظلت الكرة المغربية بلا بوصلة، حتى أصابتها الضبابية في الرؤية.


ليس هناك من سبيل يُجَنِّبُ المغاربة من أن تَخْفَقَ قلوبهم مع مصير مدرب أو لاعب سوى إرساء منظومة تكون أعلى وأكبر من أي فرد، يَسِيرُ وِفْقَهَا الجميع مهما كانت قيمته، وحينئذ لن يصير المدرب واللاعب سوى لبِنةٍ صغيرة من ورشٍ ضخم.


عندها، لن نصب جام غضبنا على و لأنهم اختاروا لغة المال وانتقلوا إلى الخليج، ولن نتعلق بهيرفي رونار، لأن الاختيارات ستكون غزيرة أمامنا لتعويضهم، وذلك كنِتاجٍ لبرامج ذات جودة عالية تُفرز لنا مئات اللاعبين والأطر الفنية.

عرض المحتوى حسب: