كرونو

None

وجهة نظر/ تنظيم السّوبر الإِسباني: "جا يْكحَل لِيها عمَاهَا..!"

محمد زايد (البطولة)

للأسف مرة أخرى نُثبت أننا بعيدون جدا عن تسلق درجات نوهم أنفسنا بأننا قادرون على تجاوزها، ونؤكد للآخر أن كل ما نتقن فعله حقا هو "تجارة الوهم وتسويقه"، و "السوبر الإسباني" خير دليل على ما قيل.

أصبحنا نخجل من خط كلمات مثل هذه سلبية المحتوى والرسالة كل مرة، لا نعلم هل العيب في فكرنا الانهزامي كصحفيين ومنتقدين، أم العيب في من يتقلدون زمام الأمور ولا يريدون أو لنقل لا يعرفون إصلاح الأخطاء والاستفادة من هفوات الماضي البسيط، بل يزيدون سباحة في بحره و"غرقا فيه".

لا أعرف من أين سأبدأ بخصوص ما رأيناه في طنجة، هل من انتقاد الإسبان لأرضية الملعب، أم للخلل التنظيمي الذي رافق عملية دخول الجماهير وغيرها، وللأشخاص "الغرباء" المعتلين للمنصة الشرفية، أم للمسؤول المغربي صاحب "السيلفي" الذي خصصت له قنوات أجنبية فقرة خاصة لتتحدث عن طريقته المثيرة في "استعطاف" ميسي لأخذ صورة تذكارية رفقته، وردة فعل النجم الأرجنتيني التي لخصت كل شيء، وكأن لسان حاله يقول: "أتعبتُموني.. اتركوني وشأني".

لا يمكن اختزال ما وقع يوم المباراة في مقال أو اثنين، و حتى لو فعلنا ذلك، لن يكترث أحد ككل مرة، ولن يعير هذه الانتقادات ودعوات الإصلاح هنا وفي سطور أخرى عبر أقلام زملاء "الاستثناء" أي اهتمام من طرف من يهمهم الأمر، لذلك قلت سابقا أن العيب قد يكون فينا نحن أصحاب الأفكار السلبية كما يلقبوننا، وهذا حقهم طبعا، فلكل عِزّته ولكلٍّ نظرته للصّلاح، ولكلٍّ مفاهيمه لهذا "الصّلاح".

بالله عليكم هل يسعى لتنظيم كأس العالم من لا يتوفر حتى على مراحيض تحترم كرامة المشجع في أفضل ملاعبه، و الدليل استقدام مراحيض متنقلة وُضعت خارجا، وهل يسعى لتنظيم كأس العالم من لازال مشجعوه يقفزون عبر سياج الملعب من أجل ولوج المدرجات خِلسة، وهل يسعى لتنظيم هذه الكأس من يفشل حتى في تنظيف محيط الملعب وتنظيمه وصيانة أرضية ميدانه بل وتوفير حتى شاشات تبث المباراة مباشرة بدل برنامج حواري تفاجأ معه الزائرون واستغربوا له، معلنين فشلنا وضعف تنظيمنا بكل لباقة وروح رياضية، نفتقدها ونفتقد أسسها، هل يسعى لتنظيم كأس العالم من فشل في كل هذا؟

لا أحد سيرفض تقدم هذا الوطن وازدهاره عبر كل المجالات، لكن هذا التقدم لن يتحقق بتنظيم مسابقة كروية مهما كانت قيمتها أولا، بل سيتأتى قبل كل شيء بزرع حب هذا الوطن والغيرة على ماضيه حاضره ومستقبله في أفئدة مواطنيه، والغيور على وطنه بحق لن يصفق للوهم ويدعو له، الوطني بحق سيدعو للإصلاح من مركزه حتى لو كان عاطلا فما بالك بالمسؤول، سيدعو للنهوض بقطاعات حيوية رئيسية في بلادنا، سيسعى لانتشار الوعي وتعميمه وإنهاء كل أشكال المحسوبية والزبونية والظلم والمماطلة في كل المجالات، سيدعو لانتقالنا من التحدث بلُغة التسويف وإلقاء المسؤولية على الآخر، إلى البناء وتحمل تلك المسؤولية كلٌّ من مركزه، لبناء مواطن ووطن مثالي ما استطعنا، آنذاك كأس العالم وما يليه من سيبحث عنّا وليس العكس، وسيصبح تنظيم مسابقة كروية أسهل من تنظيم حفل عشاء.. أو ربما هكذا بدا لي..!

للتواصل مع الكاتب:            


عرض المحتوى حسب: