كرونو

.
.

رأي شخصي | أكذوبة إهانة النجوم في ريال مدريد

بقلم | محمود علي

كان انتقال النجم البرتغالي، ، من إلى في وقت سابق من هذا الصيف، فرصة مناسبة لكل خصوم "الميرنجي" على المستويين الجماهيري والإعلامي للنيل من سمعة النادي وجماهيره، أو هكذا خُيّل لهم.


فمنذ الرحيل المُفاجيء لـ رونالدو عن مدريد في بداية شهر يوليو الماضي وحتى ظهوره الأول مع يوفنتوس في مباراة كييفو الماضية، واتهام واضح بعينه، قديم جديد، لايزال البعض مُصراً على إلصاقه بـ ريال مدريد وجماهيره، وهو إهانة النجوم.


ولـأنهم في الماضي نجحوا في تسويق هذا الاتهام أثناء رحيل عديد النجوم، على غرار أوزيل وآلونسو، دي ماريا وكاسياس، ومن قبلهم، فـ لم يجدوا صعوبة في إلصاق اتهامهم مرة جديدة بنادي القرن الأوروبي.


في الحقيقة أن لكل نجم رحل عن ريال مدريد في أي فترة من فترات النادي التاريخية، قصة ومناسبة مختلفة، يصعب أن تجد مبرراً مشتركاً لهم جميعاً، لكن الشيء الأكيد أن الأمر دائماً لا يكون له علاقة بنادي ريال مدريد نفسه أو جماهيره نفسها.


صحيح أنه من هذا المنطلق، يُفهم جيداً أن الأمر يتعلق فقط برؤساء النادي على مدار تاريخه، وفلورنتينو بيريز على وجه التحديد في العصر الحديث، لكن ذلك لا يعيب بيريز أو ميندوزا من قبله أو من سبقوهما.


فـ ما لا يعيه الكثيرون أن رؤساء ريال مدريد، ورؤساء أي أندية في العالم، لا يمكن أبداً أن تفكر بنفس عقلية جماهيرها، خاصةً عندما يكون الرئيس رجل أعمال ذو فكر استثماري، لا يعرف العواطف والمشاعر والأحساسيس التي تتوفر أكثر في الجماهير باعتبار أنها الشيء الذي دفعها في الأساس لتشجيع هذا النادي أو ذاك.


وعلى الرغم من أن بيريز لم يُبال كثيراً برحيل العديد من النجوم، وآخرهم رونالدو، إلا أنه لم يسلك مسلك العديد من رؤساء الأندية الآخرى في أوروبا، بإجبارهم على البقاء، ولعل موافقته على رحيل رونالدو ووعده بمباراة تكريمية مستقبلية له، كانت خير دليل على ذلك، فما لم يتم الإشارة إليه أو تسليط الأضواء عليه، أن رحيل رونالدو نفسه عن مدريد إلى يوفنتوس وبهذا الرقم في هذا السن، كان جزءاً من وفاء بيريز له على كل ما قدمه لـ الريال، ولم لا وقد كان بيريز وحده، هو صاحب قرار قدومه إلى مدريد، بل وقدوم معظم النجوم التي حلت بـ مدريد منذ الـ 2000، وآخرهم بنزيمة من مجموعة صفقات الـ 2009 التي كان على رأسها رونالدو.


وما لا يلتفت إليه الكثيرون، أن وصم ريال مدريد بأنه النادي الذي لا يحترم نجومه، هو كذلك جزء من حرب باردة تتبعها كبرى أندية العالم المنافسة لريال مدريد، في محاولة لإرهاب لاعبي الأندية الآخرى وإبعاد المميزين منهم عن مدريد، وهي الحرب التي بدأت في 2010، قبل ظهور باريس سان جيرمان في الصورة، حين حاولت بعض الأندية الضغط على الاتحاد الأوروبي للتدخل للسيطرة على الثورة التي قام بها بيريز في ميركاتو ذلك الموسم، والتي قام خلالها بجلب جوزيه مورينيو وآنخيل دي ماريا وريكاردو كارفاليو، وكذلك بيدرو وسيرخيو كاناليس، وغيرهم..


وعلى الرغم من أن بيريز، الناجح جداً في النادي تعاقدياً وإدارياً، لا يوجد بداخله مكان للعواطف ولا في عقله تفكير ولا بداخله نوايا للبحث عن شيء آخر بخلاف مصلحة ناديه، إلا أن جماهير ريال مدريد، وعلى عكس ما يُردده البعض، تملك الكثير من الوفاء لنجومها بل وللنجوم بشكل عام.


فمن كرم إذاً خوانيتو في الموسم الماضي أمام آلافيس؟ ومن كرم آربيلوا في الموسم قبل الماضي في مباراته الآخيرة أمام فالنسيا؟ ومن كرم رونالدو نفسه ومن دعمه ليكون أفضل لاعب في العالم في مناسبات عدة ودخلات عدة بالمدرجات؟ وبعيداً عن نجوم النادي، من هي جماهير الفريق الوحيد التي كرمت أسطورة التنس رافائيل نادال؟ إنها جماهير ريال مدريد.


في الحقيقة أن الربط بين إدارة ريال مدريد وجماهير ريال مدريد والنادي نفسه، في ما يخص رحيل النجوم، ربط في غير محله تماماً، قد يكون بعضه غير مقصود وبعضه مُتعمد، لكن الشيء الذي لن تجده سوى في مدريد، أن الوفاء في مكانه في المدرجات وفي شوارع العاصمة بين مشجعي الريال، والتعاقدات في مكانها في مكتب بيريز بالبيت الأبيض، والرموز محفورة في مقر النادي لا تغادره أبداً.

عرض المحتوى حسب: