شكَّلت الأزمة الصحية التي ألمَّت بالمغربي الأصل عبد الحق نوري، شهر يوليوز من السنة الماضية، هزَّة نفسية ورجَّة عنيفة حرَّكت مشاعر كافة الفرقاء والمكونات داخل عالم كرة القدم، من جماهير ولاعبين ومسؤولين ومدربين، دون استثناء، نظراً للحمولة الإنسانية التي تَكْتَنِزُها حالة النجم الصاعد لأياكس أمستردام. 

ولعلَّ أبرز النجوم الذين يواصلون اسْتِحْضار نوري مع تعاقب الزَّمن وتواتر الأيام، نجم برشلونة عثمان ديمبيلي، والذي بدَا مُتأثِّراً للغاية منذ إغماء اللاعب في ودية فيردبريمن، السنة الفارطة، ضمن الاستعدادات لبداية الموسم الكروي المنصرم.

الدولي الفرنسي المُتوَّج مع منتخب "الديوك" بلقب كأس العالم سخَّر كافة الإمكانيات الرَّمزية المُتاحة له لإعلان مُساندته ومؤازرته للاعب الهولندي الجنسية، والتي برَزت في مجموعة من المواقف "الإنسانية" التي أبداها ديمبيلي المُنحدر من أصول موريتانية. 

وبينما كان عبد الحق نوري يرقد تحت الرعاية الطبية، ارتأى ديمبيلي وضع صورة المغربي الأصل كغلاف لحسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهي الصورة التي لازالت صامدة لحدود الآن، في خطوة رمزية تعكس مدى تأثر الفرنسي بما حدث للاعب أياكس. 

كما عَمِد اللاعب المتألق حالياً مع برشلونة إلى وضع إسم نوري ورقمه "34" على الحذاء الذي أجرى به كأس السوبر الإسباني أمام إشبيلية، الشهر الماضي، بمدينة طنجة المغربية، وهو اللقاء الذي أحرز فيه الفرنسي هدفاً أهدى به اللقب لـ"البلاوغرانا"، علاوةً على مباريات أخرى آخرها لقاء إيندهوفن. 

الالتفاتات الإنسانية لديمبيلي لم تتوقَّف عند هذا الحد، بل امتدَّت إلى استقبال شقيق نوري، يوم الثلاثاء المنصرم، عقب مواجهة إيندهوفن الهولندي بمسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث حصل نجم "البارسا" على قميص نوري، بينما نال شقيق هذا الأخير قميص ديمبيلي مع برشلونة. 

وتشاء الصُّدف أن يتطابقا كل من ديمبيلي ونوري في السِّن، إذ يبلغان 21 سنة، كما يُمارسان في ذات المركز على أرضية الملعب، وهو الجناح، وقد سبق لهما كذلك خوض عدة مباريات مع الفئات السنية المختلفة للمنتخبيْن الفرنسي والهولندي. 

هذا ويُحرز نوري بعض التطور في حالته الصحية، علما أنه يشكو من تلف دماغي، وذلك بعدما قال شقيقه، قبل بضعة أسابيع، إنه بدأ يُحرِّك حاجبيْه كوسيلة يُعبِّر بها عن إدراكه تُجاه أفراد أُسرته، على أمل الاستمرار في التحسن مستقبلاً.