كرونو

None

"بيكهام-مانيا".. كيف خاض الريال أكثر فترات التحضير ضجة؟

تباينت الوجهات منذ تفضيل أندية الصفوة على مستوى العالم السفر خارج حدود قارة أوروبا لنصب معسكر تحضيري قبل بداية منافسات الموسم الكروي، زيارات إلى شرق الكوكب وأخرى إلى الولايات المتحدة، وثقة غير مفهومة في معسكرات أفريقية.


ذكريات شهور الصيف لدى مشجعي كرة القدم لا تعتبر الأفضل، وهم يعلمون جيدًا أن ربما الأرباح المادية والترويج لتلك الوجهات أصبح هو الهدف الرئيسي للإدارات متجاوزًا الأهداف التقنية نفسها، ولكن جماهير ريال مدريد كانت على موعد مع فترة تحضير مختلفة ربما كانت وستكون الأشهر  على مستوى تاريخ كرة القدم ككل.


في صيف عام 2003 ظفرت الصين بحق استضافة كتيبة "الجلاكتيكوس" التاريخية لنادي عاصمة الإسبان، في وقت كان يضم فيه الميرنجي أشهر أسماء نجوم المستديرة، لتتصدر  مدينة "يوان" الواقعة في جنوب الصين المشهد عالميًا، بعدما شهدت توافد آلاف السياح من أجل حلم بالتقاط صورة مع رونالدو أو الحصول على توقيع لزيزو.


كان معسكر ريال مدريد يمر بسلام كأي معسكر آخر حتى السادس والعشرين من يوليو لعام 2003، موعد وصول صفقة الفريق المثيرة للجدل "ديفيد بيكهام" للانضمام إلى رفاقه عبر مطار "كونميج"، الذي استقبل طائرة خاصة تُقل لاعبًا إنجليزيًا كلّف اللوس بلانكوس 20 مليون يورو، ولكنها لم تكن كأي طائرة أخرى.


بيكهام في ذلك الوقت كان اللاعب الأكثر ضجة في العالم، الهدف الأول لأي شركة تبحث عن وجه للترويج لمنتجاتها، عشرات المُعلنين يطلبون فقط موعدًا ولو بعد أشهر في جدول مزدحم لجناح أيمن أنيق، ترويج لساعات ملابس رياضية وأخرى غير رياضية نظارات أحذية مرورًا بأول إعلان ترويجي من لاعب كرة عالمي للملابس الداخلية.


هبطت طائرة صاحب الـ28 عامًا وفي انتظارها مئات الصحفيين والمصورين من داخل سور الصين وخارجه، ومع تسريحته التي كانت تشبه المحاربين القدامى للساموراي، أصبح اسم بيكهام يسطر تاريخًا.


تعاقد الريال مع "بيكس" أحدث طفرة على صعيد أرباح الميرنجي، التي ارتفعت من رقم 98.2 مليون يورو في 2001 إلى 190 مليون يورو في 2005، بينما مان يونايتد الذي قاده غضب السير أليكس فيرجسون للتخلي عن الدجاجة التي تبيض ذهبًا خسر 10 ملايين يورو من أرباحه في الموسم الذي تلى رحيل نجم الجماهير المفضل.



مبالغ قياسية عديدة أغلقت عليها خزائن الريال بفضل هذا المعسكر، ويكفي للتدليل على مدى النجاح هو إعلان شركة "أديداس" عدم قدرتها على مواكبة الضغط الهائل من جماهير كرة القدم على شراء القميص رقم 23 الخاص بفريق ريال مدريد في شهر أغسطس من عام 2003، حيث قال شخص داخل الشركة "في هذا التوقيت كنا نضع اسم أو صورة بيكهام على أي منتج خاص بريال مدريد، وكان هذا كفيلاً بنفاذ الكميات قبل ترويجها، كنا نوفر عدد إضافي من خطوط الإنتاج الخاص بنا من أجل طباعة قمصان ريال مدريد".


بينما شخص آخر يدعى "زهونج بهوا" مالك لأحد متاجر بيع الأقمصة الرياضية في الصين تحدث لصحيفة "ماركا" قائلاً "في هذا الوقت حين علمت أن بيكهام سيرتدي رقم 23 ولن يرتدي القميص رقم 7 حاولت اقتناء أكبر عدد من الأقمصة، بحثت في كل مكان داخل وخارج الصين، ولكنني لم أجد طلبي، وصل الأمر إلى درجة الاستحالة، لدرجة أنني بحثت عن أقمصة مقلدة، وأيضًا لم أجد".


في كل حصة تدريبية داخل المعسكر كان يتسابق المصورين لاختراق سياج السرية الذي وضعه المدرب "كارلوس كيروش"، فندق الإقامة كان محاطًا بشكل شبه يومي بالجماهير، التي كانت تطارد حافلة النجوم في تحركها من الفندق إلى ملعب التدريبات كمعنى حقيقي لموكب فريق ملكي.


  

عرض المحتوى حسب: