كرونو

لاعب تشيلسي كالوم هودسون-أودوي
لاعب تشيلسي كالوم هودسون-أودوي

هودسون أودوي.. خرج من "قفص الموهبة" إلى ويمبلي

لطالما كانت هناك رغبة من الذين يشعرون بالحنين إلى الماضي الضائع في كرة القدم البريطانية، في العودة للأيام التي تعلم فيها اللاعبون مهاراتهم في الشوارع بين المنازل أو في قطع الأرض الخالية بالمدن الصناعية والقرى.


لكن الوقت تغير وأصبحت اللعبة أكثر تنظيما على مستوى الناشئين أكثر من أي وقت مضى، ويذهب طلاب المدارس الابتدائية إلى تدريبات أكاديمية تابعة وهم يرتدون ملابس رياضية لشركات عالمية وأصبحت الشوارع مليئة بالسيارات وغاب اللعب الارتجالي.


لكن هناك مجموعة من الشبان الذين شقوا طرقهم في الشوارع، رغم أن ذلك حدث بشكل مختلف قليلا.


فالعديد من المجالس المحلية أنشأت مناطق محاطة بأسوار، تعرف "بالأقفاص"، حيث يمكن للأطفال ممارسة كرة القدم بحرية، دون قلق من ذهاب الكرة أمام السيارات أو التسبب في كسر نوافذ الجيران.


واليوم الخميس ربما يشهد ستاد ويمبلي في لقاء ضد ، مشاركة أحد هؤلاء الذين أبرزوا مواهبهم داخل أقفاص جنوب لندن، وهو كالوم هودسون-أودوي جناح .


ويلتقي منتخب الأسود الثلاثة ضد الجبل الأسود في المباراة الدولية رقم 1000 لفريق المدرب ساوثجيت الذي يكفيه نقطة واحدة لبلوغ نهائيات .


وأبلغ هودسون أودوي (19 سنة) مجموعة من الصحفيين خلال المعسكر التدريبي للمنتخب الإنجليزي هذا الأسبوع: "عندما كنت صغيرا اعتدت اللعب في القفص كثيرا واللعب في الشوارع بغض النظر عن المكان للتأكد من أنني أسدد الكرة وأفعل بها أي شيء".


وأنتجت أقفاص جنوب لندن مجموعة من المواهب مثل جادون سانشو لاعب بوروسيا دورتموند وأديمولا لوكمان الذي يلعب في ألمانيا أيضا مع لايبزيج، والموهوب رايان سيسينيون لاعب توتنهام هوتسبير.


ويؤمن هودسون أودوي بأن المنافسة القوية غير الرسمية في كثير من الأحيان تنتج لاعبين لديهم رغبة كبيرة في إظهار قدراتهم الفنية.


وقال: "نريد إظهار مهاراتنا وكل ما يمكننا فعله. منذ أن كنا صغار السن سرنا على نهج واحد وهو أن أي شيء نفعله في التدريب نحاول تنفيذه في المباريات. كانت لدينا العقلية ذاتها منذ نعومة أظفارنا".


كما يساهم ذلك في مقاومة التوتر والضغط كما أظهر هودسون-أودوي في ترقيه السريع من ناشئي تشيلسي إلى الفريق الأول والمنتخب الإنجليزي.


وأضاف: "لا يجب أن تظهر خوفك في أي موقف، عليك إظهار ما الذي يمكنك فعله والثقة في أنك جيد بالقدر الكافي للعب في الفريق الأول، لذلك ممارسة كرة القدم في الأقفاص تساعد كثيرا (في هذا الجانب)".


وأتيحت لهودسون أودوي فرصة الانتقال للدوري الألماني، لكن تولي فرانك لامبارد تدريب تشيلسي خلفا للإيطالي ساري، ضمنت استمراره مع نادي طفولته رغم إغراء الفرص التي وُعد بها في بايرن ميونخ.


وقال: "كنت أفكر في الأمر لأنني شعرت بالغضب لبعض الوقت العام الماضي. أردت اللعب بشكل أكبر وكنت أقول في نفسي ما الذي سيحدث لو فعلت هذا أو ذاك؟".


وأردف: "لكن في الوقت ذاته كنت أفكر أن هذا النادي الذي نشأت فيه وأريد اللعب لفترات أطول ومباريات أكثر. كلما تأتي الفرص يجب أن أستغلها".


واحتاج الأمر إلى نقاش واحد مع لامبارد لإقناع هودسون أودوي بالاستمرار في ستامفورد بريدج.


وبيّن: "(لامبارد) قال إنه يؤمن بي ويريدني أن أبلي بلاء حسنا. لو آمنت بنفسي وهو أيضا ستكون الأمور جيدة لي في هذا الفريق. يريدني أن ألعب تحت قيادته والعمل معه".


وأكد الإنجليزي الشاب سعادته بثقة مدربه، ورغبته في استمراره، مردفا: "تناقشت معه وعلمت أنه يريد استمراري بنسبة 100%".


وفي غياب سترلينج المستبعد من معسكر إنجلترا بعد شجاره مع جوميز، ربما يحصل هودسون أودوي، على فرصة أخرى لإظهار المهارة التي اكتسبها في القفص، بعدما شارك دوليا لأول مرة أمام التشيك في مارس/ آذار الماضي.

عرض المحتوى حسب: