كرونو

None

عمرو فهمي .. "فارس حاول تطهير الاتحاد الأفريقي من الفساد"

فارق السكرتير العام السابق للاتحاد الأفريقي "عمرو مصطفى مراد فهمي" الحياة، صباح يوم الأحد، ليرحل عن عالمنا، المسؤول العربي الشاب، الذي حاول "جاهدًا" طوال عمره القصير 37 عامًا، ترك انطباعًا عن السلوك والخلق الذي يجب أن يتحلى به الشباب في عالمنا العربي، ضمن مختلف مجالات العمل.


عمرو فهمي هو ابن المسؤول البارز في الاتحادين الأفريقي والدولي "مصطفى فهمي"، وحفيد أحد رواد مجال إدارة كرة القدم في القارة الأفريقية "مراد فهمي"، واستطاع خلال فترة وجيزة إثبات إمكانياته الإدارية "الوراثية"، بعد رحلة من الجد والاجتهاد، بدأت بالحصول على شهادات تؤهله لذلك، من خلال بكالريوس إدارة الأعمال، مرورًا بدورات من "الفيفا" في مجال الإدارة.


وانتقل عمرو في عام 2010، من مرحلة المشجع المُتيم بالنادي الأهلي المصري، وأحد مؤسسي رابطته الشهيرة "ألتراس أهلاوي"، إلى الرجل الإداري "المرموق" وبدأ مسيرته داخل الاتحاد الأفريقي والدولي، بمساعدة والده، الذي كان حينها السكرتير العام للكاف، ورئيس لعدة لجان منظمة لبطولات أفريقية ودولية أهمها لجنة كأس العالم 2014 بالبرازيل.


كسب الشاب الطموح خبراته على مدار عشرة أعوام، تدرج فيها في مختلف المراكز، من مساعد مدير لبطولات دولية في 2007 و2010، إلى مدير بطولتي أمم أفريقيا 2013، 2015، مرورًا بالعمل كمنسق في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وانتهاءً بمنصب السكرتير العام للاتحاد الأفريقي.


ولم يمكث أصغر أعضاء أسرة فهمي في منصبه بالاتحاد الأفريقي لأكثر من ثلاثة أعوام، في ظل عدم سكوته على الفساد الذي وجده داخل أروقة الاتحاد الأفريقي، والذي على حد وصفه كان "متغلغلاً" ويحتاج لثورة من أجل القضاء عليه.


وبدأت معركته كفارس ضد المنظومة، بمحاولة فضح الرأس الأكبر "أحمد أحمد"، ولكن الأخير تخلص منه وقام بإقالته من منصبه، بقرار وصف بـ"الفردي والتعسفي" حينها، إلا أن هذا لم يمنع عمرو فهمي، من جمع وإرسال مستندات وملفات هامة للاتحاد الدولي، تظهر الفساد الموجود داخل "الكاف".


وبدوره استجاب الاتحاد الدولي لمراسلات عمرو فهمي، وقرر فرض وصاية على "الكاف" لمدة ستة أشهر، بفعل لجنة ترأستها سكرتيرة الفيفا "فاطمة سامورا"، والتي من خلال تحقيقاتها ووفق التسريبات التي نشرتها "التايمز" مؤخرًا، وجدت إهدارًا "صريحًا" للأموال، ونتائج التحقيقات أدانت أغلب أعضاء اللجنة التنفيذية في تهم تتعلق بالفساد الإداري.




ونعى الاتحاد الأفريقي المسؤول المصري بعد وفاته، عبر موقعه الرسمي بمختلف اللغات، تكريمًا للسنوات التي أفنى فيها عمره من أجل خدمة الكرة الأفريقية.




وكان "عمرو فهمي" يطمح وفق آخر مكالمة تليفونية لأحد البرامج الشهيرة في مصر، لتطهير الكرة الأفريقية، من خلال ملف ترشحه لرئاسة الاتحاد الأفريقي، حيث أعلن نيته منافسة أي مرشح قادم لهذا المنصب، ولكن المرض "الخبيث" لم يُمهله الوقت الكافي من أجل الوصول إلى هدفه، ليرحل عن دنيانا اليوم الثالث والعشرين من فبراير لعام 2020.


عرض المحتوى حسب: