كرونو

محمد الناهيري
محمد الناهيري

الناهيري .. لاعبٌ وَاجَهَ "عاصفة الانتقادات" باجْتِهادٍ قَطَفَ ثِمارَهُ وقوَّةٍ ذِهنية قادته إلى الانْبِعاث من جديد

اخْتَارَ ، لاعب ، التَّعاطي مع الانتقادات التي طالته من طرف أنصار فريقه، عقب الإقصاء من ثمن نهائي "" على يد الرجاء الرياضي، بروحٍ إيجابية ورباطةِ جأشٍ وعزمٍ على مُضاعفة المجهودات والرَّفع من نسقِ الاستعدادات، مُديراً ظهره للشُّحنات السِّلبية التي حَمِلها الهجوم الذي لقيه صاحب الـ28 سنة وما سُجِّل على أدائه ومردوده.


لم يَكُن القرار الذي أصدره النادي الأحمر بإنزال اللاعب إلى فريق الأمل لينَالَ ويُثبِّط إصراره على الانبعاث من جديد، حيث قَارَبَ مرحلة الفراغ التي مرَّ منها بأمثل صورة؛ تجلَّت في العمل المُضني والتداريب المتواصلة التي سُرعان ما أفرزت ثِمارها مع أول فُرصة تُتاح لمدافع الفتح الرياضي سابقاً.


وإذا كان ثمة لاعبون يتفاعلون مع انتقادات الأنصار بتصلُّبٍ حاد وتشنج، وآخرون تمتص منهم المؤاخذات وعبارات اللَّوم عُنصر الثِّقة، فإن الناهيري بدا مُتقبِّلاً ما وجَّهته إليه جماهير الفريق الأحمر، مؤْثِراً استخلاص الجانب الإيجابي وتحويل ذلك إلى وقودٍ يُعينه على المضي قدماً واستعادة مكانته في قلوب مشجعي "وداد الأمة".


المدافع الذي تُوِّج رفقة بـ"الشان" سنة 2018 عضَّ على "قبلة الحياة" التي سنحت له بالنَّواجذ، بعدما جرى إعادته للفريق الأول والاعتماد عليه كأساسي في مواجهة ، برسم الجولة الثالثة من دور مجموعات ""، والتي آلت للوداد أربعة أهداف لهدف.





"ما عانيناه بعد هزيمتنا أمام الرجاء كان صعباً، والجميع يُدرك ماذا حدث لي عندها، لذلك عمدت إلى مشاهدة الفيلم السينمائي الشهير 'روكي'، الذي بعد انهزامه عاد ليتدرب بقوة أكبر وبنسق أعلى، وهو ما سِرت على منواله. بعد ذلك 'روكي' سيواجه بطلاً روسيا سيهزمه، وأشبِّهُ البطل الروسي بفريق بيترو أتليتيكو"، يقول الناهيري، في تصريح لـ"البطولة" عقب مقابلة الفريق الأنغولي.


ومضا الدولي المغربي مُتحدِّثاً عن "روكي" في إحالةٍ على وضعيته وتطابقها مع حِبكة وقصة الفيلم السينمائي وبطله بالقول: "روكي حالياً جاهز لأي شيء، أنا مستعد لخوض أي مباراة حتى لو كانت ستُجرى الآن، الأهم أن 'روكي' حاضر وبمعنويات مرتفعة وحالة بدنية جيدة".


نزعة الناهيري الهجومية تنبعث مع غاريدو


ما إن استلم الإسباني خوان كارلوس غاريدو العارضة الفنية للوداد الرياضي، حتى طرأت قفزة نوعية على مردود الناهيري داخل رقعة الميدان، إذ اكتسب اللاعب الثقة مجدداً ووطَّدَ الوِصال بنزعته الهجومية التي اشتهر بها، رغم تقيُّده بأدوار دفاعية يُلزمه بها مركزه كظهير في الرواق الأيسر.





وهزَّ اللاعب الشباك في مناسبتيْن خلال مباراة التونسي، قبل حواليْ أسبوعيْن، برسم ذهاب ربع نهائي "دوري أبطال أفريقيا"، كما زار المرمى في مقابلة فريقه، اليوم الخميس، أمام اتحاد طنجة، لحساب مؤجل الجولة الـ18 من ""، والتي فاز ها الفريق الأحمر بهدفيْن نظيفيْن.


ويبدو أن القوَّة الذِّهنية التي تسلَّح بها الناهيري في مواجهة "عاصفة الانتقادات" التي غمرته كانت لها الكلمة الفصل في عودته إلى مستواه، وفرض نفسه مجدداً داخل المنظومة البشرية للوداد الرياضي، بصورة استعاد بها أنصار الفريق ثقتهم وإيمانهم بمدافع الدفاع الحسني الجديدي سابقاً.


وبوسع مواصلة المدافع المغربي المسار بنفس الإيقاع والنَّسق مساعدة فريقه على مُجابهة التحديات التي تنتظره هذا الموسم، أبرزها نصف نهائي "دوري أبطال أفريقيا"؛ حيث سينازل الأهلي المصري، في حوارٍ حافل بالضغوطات النفسية.

عرض المحتوى حسب: