• أستون فيلا
    تشيلسي
  • مانشستر يونايتد
    بيرنلي
  • وست هام
    ليفربول
  • يوفنتوس
    ميلان
  • أتليتيكو مدريد
    أتليتيك بلباو
  • شباب المحمدية
    إتحاد تواركة
  • حسنية أكادير
    الجيش الملكي
  • أولمبيك آسفي
    اتحاد طنجة

كرونو

كأس الأمم الإفريقية
كأس الأمم الإفريقية

هل انتصر المغرب و "ايبولا" على "الكاف" ؟

عثمان رضى (البطولة)

بعد ان قررت الحكومة المغربية، بتوجيه من وزارة الصحة رفع طلب رسمي للإتحاد الإفريقي لكرة القدم من أجل تأجيل كأس إفريقيا للأمم التي كان من المزمع تنظيمها بالمغرب منتصف يناير المقبل بداعي الخوف من تفشي داء الايبولا الفتاك و الذي ينخر الجسد الإفريقي في الأسابيع القليلة،  لم تكن الأعين مسلطة فقط على ردة فعل الاتحاد الإفريقي من هذا الطلب، الذي سارع على الرد بالرفض التام لأي تأجيل و لدوافع يعلمها الجميع ترتبط بالأساس بالنقل التلفزي و المستشهرين و لأجندة الكاف، بل كانت الأنظار موجهة أيضا لردة فعل بعض الدول الإفريقية، التي كان يعتقد أنها تتحين هذه الفرصة و لن تفوتها على نفسها من اجل تعويض المغرب و تنظيم هذا الحدث القاري الهام و الذي يجلب أنظار الملايين من عشاق المستديرة في القارة السمراء.

 

و مع تمسك المغرب بقراره "السيادي" و الذي لا رجعة فيه، و تشبث الاتحاد الإفريقي أيضا بتنظيم هذه البطولة القارية العريقة في الزمان المحدد سلفا و المتفق عليه، بادر هذا الأخير عبر كاتبه العام المغربي هشام العمراني إلى مراسلة العديد من البلدان الإفريقي بغية تعويض المغرب في تنظيم هذا الحدث القاري، فقد راسلت الكاف العديد من الاتحادات الإفريقية على غرار الاتحاد الجنوب إفريقي و الغاني و السوداني و النيجيري و المصري و الجزائري و غيرها من البلدان الإفريقية التي بدا للكاف أنها لن تفلت فرصة استضافتها للمونديال الإفريقي.

 

المغرب على حق و "الكاف" على خطأ !

و كما كان متوقعا، فقد اتجهت أنظار المغاربة إلى قرار الدول الإفريقية و مواقفها من اجل تنظيم هذا الحدث القاري، فتهافت البلدان الإفريقية على تنظيم الكان، يعني أن المغرب هو الوحيد من يغرد خارج السرب، و أن الايبولا ليس إلا ذريعة اتخذها المسئولين المغاربة من أجل تأجيل أو إلغاء استضافة المغرب للكان، و هو ما سيضع حتما المغرب و الكرة المغربية في موقف لا يحسد عليه و هو ما سيضع رأسها كذلك تحت مقصلة العقوبات الإفريقية و التي قد تذهب إلى حد تعليق المشاركات المغربية في المنافسات القارية لمدة ليست بالقصيرة.

 

لكن أول الغيث جاء من أقصى شرق القارة و بالضبط من السودان، عندما رفض السودانيون تنظيم هذه التظاهرة في بلادهم و السبب هو داء الايبولا. فبعد أن أبدى الاتحاد السوداني لكرة القدم رغبته في تعويض المغرب،ارتفعت مجموعة من الأصوات، خاصة من المجتمع المدني السوداني تنادي بعدم التقدم لطلب استضافة بطولة رفض المغرب تنظيمها بسبب داء فتاك يصيب القارة و هو ما حدا بالجهات الرسمية للاستجابة لهذه المطالب  وتقيم رفضها الرسمي للكاف لتعويض المغرب و استضافة ال"كان" الذي يحتمل إصابته بالايبولا.

 

أما الصفعة القوية التي تلقاها الاتحاد الإفريقي، و التي شكلت عنصر ارتياح للمغرب و المغاربة و التي أعطت مصداقية كبيرة للدفعات و التبريرات التي قدمها المغرب، هي رفض جنوب إفريقيا عملاق القارة الإفريقية الاقتصادي و المنظم السابق لكأس العالم لكرة القدم سنة 2010 لتنظيم هذه التظاهرة.

 

فبالرغم من أن رئيس الاتحاد الجنوب إفريقي لكرة القدم أعلن سابقا أن بلاده لن تنظم التظاهر لسبب وحيد، هو رغبتها في عدم إحراج المغرب، كما فعلت سابقا أستراليا التي أحرجت بلاد نيلسون مانديلا بعد  أن سادت بعض الشكوك حول جاهزيتها لتنظيم كأس العالم، إلا أن رصاصة الرحمة كان قد اطلقها وزير الرياضة الجنوب إفريقي في جسد الكاف عندما أعلن أن بلاده لن تنظم رسميا هذه المنافسة بسبب داء ايبولا الفتاك. فهذه التصريحات الصادرة من بلد بحجم جنوب افريقيا،  قد تؤدي لا محالة إلى بعثرة أوراق الكافـ و ستدفعه أيضا إلى مراجعة موقفها من قرار المغرب.

 

هل سيرضخ "الكاف"؟؟

هو السؤال الذي يطرح نفسه أمام هذه الظروف و المعطيات السالفة الذكر، فإلى جانب رفض هذه الدول لتعويض المغرب، خرجت للواجهة أيضا مجموعة من التصريحات لعدد من رموز كرة القدم العالمية، كان آخرها أسطورة كرة القدم الفرنسية و الرئيس الحالي لاتحاد الأوربي للعبة ميشيال بلاتيني الذي ساند قرار المغرب، و أكد أن حياة الإنسان و صحته أهم بكثير من كرة القدم و بالتالي وجب عدم المغامرة بها.

 

و أمام هذا الوضع يبدو أن "الكاف" ليس أمامه إلا الخيارات التي طرحها المغرب و التي تعوض إقامة المنافسة في القترة الممتدة بين 17 يناير و 8 فبراير، اللهم إذا ما اتفق الطرفان على خيارات أخرى جديدة في  الاجتماع والمباحثات التي سيجريها الاتحاد الإفريقي في الرابع من الشهر المقبل بالرباط أمام أعضاء من الحكومة المغربية، و التي من المحتمل أن تركز على الخصوص بالتطور الحاصل في احتواء هذا الداء اللعين.

 

و عليه، فإن الضغط الذي كان في البداية على كاهل المغرب و السلطات المغربية التي اتخذت قرارا جريئا و مفاجئا للجميع تحول اليوم إلى ظهر الاتحاد الإفريقي الذي وجد نفسه أمام إجماع إفريقي على الدوافع و المبررات المغربية، و سيجد نفسه أيضا أمام مسؤولية إيجاد تواريخ ملائمة للوائح الفيفا، حتى يتسنى للمحترفين الأفارقة في الدوريات الأوربية المشاركة رفقة منتخباتهم، هذا في حالة ما لم تلغ التظاهرة نهائيا أو ما لم تقدم دولة إفريقية أخرى على خطوة غير محسوبة العواقب و تبادر إلى تعويض المغرب و تنظيم "الكان" في يناير المقبل.

عرض المحتوى حسب: