كرونو

مصطفى حجي
مصطفى حجي

هكذا اكتوى المغاربة و الجزائريون بنار المؤامرة

عثمان رضى (البطولة)

انتهت أمس آخر الجولات الإقصائية المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم 2015 بغينيا الاستوائية، و التي أفرزت 16 منتخبا متأهلا لهذا العرس القاري، و لكن و على غرار ما عودتنا عليه الكرة الإفريقية في الآونة الأخيرة فإن أي حدث لا يمر إلا و تعتريه بعض الأحداث الغريبة و المثيرة للانتباه، و هو ما يعكس مدى فرادة و غرابة كرة القدم في هذه القارة السمراء.

 

ففي لقاء و أمس في آخر لقاءات الجولة الرابعة من الاقصائيات، شهد هذا اللقاء حادث غريب في الدقائق الأخيرة للنزال، عندما اكتفى الفريقان باللعب السلبي، و عمدا إلى إضاعة الوقت حتى ينتهي اللقاء بالتعادل و يتأهل كلا الفريقان، و هو سلوك يتنافى مع قيم كرة القدم المبنية على التنافس الشريف، و إتاحة الفرصة لكل الفرق و المنتخبات، أما هذا السلوك الذي تابعنا أمس فيمكن إدخاله في خانة المؤامرات الكروية بما أن لاعبوا الفريقان اتفقوا في وقت من أوقات المباراة على إنهاء اللقاء بالتعادل السلبي.

 

و بالحديث عن المؤامرة الكروية، تجرنا ذاكرتنا إلى محطات كروية تاريخية و عالمية عرفت فيها أحداث مؤامرة بين فريقين أو منتخبين معينين على حساب منتخب أو منتخبات أخرى، اما أشهر هذه المؤامرات و التي بقيت مرسخة في أذهان متبعي كرة القدم خاصة من و فهي مؤامرة النمسا و ألمانيا سنة في مونديال اسبانيا سنة 1982 و مؤامرة البرازيل و النرويج سنة 1998 في مونديال فرنسا.

 

فإذا كانت الكرة المغربية و الجزائرية تفرقها الندية و الحماس، و الحساسية الكروية المبالغ فيها، فإنه ما يوحد  تاريخ البلدين كرويا هو هاذين الحدثين البارزين الذين عرفتهما الكرة المغربية و الجزائرية أيضا، فالمنتخب المغربي كما المنتخب الجزائري اكتويا بنار المؤامرة و منعا بفعل فاعل و بطريقة غير مشروعة من صناعة المجد و التاريخ في أكبر حدث كروي في المعمور، فبعد متابعتنا ل"فضيحة" أمس لا بأس أن نتجول قليلا عبر الزمن و نتابع كيف أبكت المؤامرة الكرة المغربية و الجزائرية ومنعتها من المرور للدور الثاني من كاس العالم.

 

مونديال 82 : هكذا تآمر الجرمان على الجزائريين

مثل المنتخب الجزائري في مونديال 82 المنطقة العربية و المغاربية، لكنه لم يكن أبدا مرشحا لخلق المفاجئة و إحراج المنتخبات الكبيرة التي واجهها في دور المجموعات، ففي لقاءه الأول أمام المنتخب الألماني و عكس ما كان يتوقعه الجميع تمكن المنتخب الجزائري من الفوز على بطل العالم بهدفين لهدف، أما في اللقاء الثاني فقد انهزمت الجزائر أمام النمسا بهدفين لصفر، و كان يكفي الجزائريين الفوز في اللقاء الثالث لضمان التأهل للدور الوالي و ذاك ما كان عندما انتصر على الشيلي بثلاثة أهداف لهدفين.

 

لكن في اليوم الموالي و في اللقاء الذي جمع بين المنتخب الألماني و النمساوي في آخر لقاءات المجموعة، حدث ما لم يكن في الحسبان، فأي نتيجة عدى فوز ألمانيا بهدف لصفر كافية لتؤهل المنتخب الجزائري، لكن حصل ما كان يخشاه الجزائريين و اتفق المنتخبان الألماني و الجزائري على إنهاء اللقاء بهذه النتيجة حتى يتسنى لهم المرور معا.

 

و قد اعترف لاعبوا المنتخب الألماني في ما بعد بهذه المؤامرة كان أبرزهم الحارس الشهير شوماخر، كما ان الاتحاد الدولي اعترف ضمنيا بهذه الفضيحة الكروية بعدما عدل في النسخة الموالية قانون اللقاءين لأخيرين من دور المجموعات و باتا يقامان في موعد واحد حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث.

 

مونديال 98 : عندما أجهضت البرازيل حلم المغاربة

هي بالتأكيد احد المحطات السوداء في تاريخ كرة القدم العالمية، ففي مونديال فرنسا 98 كان المغرب الممثل الثالث للعرب و الثانية للمنطقة المغربية بعد تونس و السعودية، لكن المغرب هو من خلق الحث في هذا المونديال و لفت انتباه عشاق المستديرة في كل ربوع المعمور، ففي لقاءه الأول أمام النرويج خرج المغرب بنتيجة التعادل، و في اللقاء الثاني انهزم المغرب بثلاثية أمام المنتخب البرازيلي القوي، و بالثلاثية أيضا تفوق المنتخب المغربي على نظيرة الاسكتلندي.

 

و في الوقت الذي ظن الجميع أن المنتخب المغربي سيمر للمرة الثانية في تاريخه للدور الثاني، بعد النتيجة المحصلة و نتيجة اللقاء الآخر بين البرازيل و النرويج، حدث ما لم يكن في الحسبان، فالمنتخب البرازيلي و بعد أن علم بنتيجة المغرب، سمح للفريق النرويجي بطريقة غريبة بتسجيل هدفين، علما انه كان متقدما بهدف نظيف حتى الدقيقة 80 من عمر اللقاء.

 

ليسمح المنتخب البرازيلي للنرويج بالمرور على حساب المنتخب المغربي الذي كان يجمع البعيد قبل القريب على أحقيته في المرور للدور الثاني، و تحرم الكرة المغربية و العربية و الإفريقية من التمثيل في الدور الموالي بقدرة قادر و بفعل فاعل، و هي الأحداث التي ستبقى راسخة في أذهان المغاربة و الجزائريين كما ستظل أيضا وصمة عار وشمت على جبين المستديرة.

 
 
 
 

عرض المحتوى حسب: