كرونو

أرضية المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله تغمرها المياه
أرضية المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله تغمرها المياه

حينما ينقلب السحر على الساحر

أيوب رفيق 

طفح الكيل و بلغ السيل الزبى ، فما عُدت أدري كيف أُمسك ذلك الخيط الرفيع من الأمل في أن يتحالف النجاح مع كرة مغربية حادت منذ زمن عن مسار الإنجازات على البساط الأخضر ، فاصطدمت بفشل آخر في احتضان المنافسات و تنظيم المسابقات ، يوم قرّرت التحدث بلغة الإبداع ، رغم تلعثمها في تلاوة الأبجديات و استيعاب حروفها .

 

حينما غمرت مياه التساقطات المطرية أرضية المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله ، و ما خلّفه ذلك من صور قاتمة و حقائق مؤلمة قابلها المغاربة بجميع أشكال السخرية على المواقع الإجتماعية ، أيقنت أن العامّة سئمت تحمّل الخيبات و الرضى بالنكسات ، فآثرت مواجهتها بسلاح التهكم و الإزدراء ، حتى تُحصن أعصابها و تُخمد ثورتها .

 

ففي بلد إسمه المغرب ، يحدث أن يستغرق ترميم منشأة رياضية شهورا ، فتنهار مرافقها مع أول قطرة غيث ، لم تأتِ إلا لتعري واقعا لثّمه مسؤولون يمتهنون التحايل و يُجيدون المراوغة ، في سبيل حفظ مصالحهم و تحقيق أهدافهم .

 

في بلد إسمه المغرب ، يحدث أن ينبري الوزير المعني للدفاع عن جودة الإصلاحات التي خضعت لها البنيات و التجهيزات ، مُشهرا سيفه في وجه كل مشكك و مطُلقا سهامه تجاه كل مرتاب ، في الوقت الذي تشكو منه المرافق جملة من الأعطاب و تقاوم الرياح للبقاء على قيد الحياة .

 

في بلد إسمه المغرب ، يحدث أن تُصرف حزمات مالية بقيمة الملايير على إعادة تهيئة بنى تحتية و تجهيزات رياضية ، حتى يُفاجئ المواطن بفداحة الخسائر و يلمس حجم التلاعبات ، و هو يُدرك تمام الإدراك أن ما من شخص سيتحمل التبعات سواه ، حين يجد نفسه مجبرا على إنعاش خزانة الضرائب و سد خصاصها .

 

الآن و قد بلغت مهزلة المركب الرياضي بالرباط كل ربوع الدنيا و أصقاع الأرض ، فلا بديل عن الضرب بيد من حديد على كل من ثبت ضلوعه في ارتكاب هذا الجرم المُشين ، هذا إن سلّمنا بسلك طريق الديمقراطية و ربط المسؤولية بالمحاسبة ، أما إذا وقع غير ذلك ، فلا ضير ، فالمواطن اعتاد الجلوس على بساط النكبات و التدثر برداء الخسارات .

عرض المحتوى حسب: