كرونو

خاص
خاص

" هَا العار لاَ مَا تاقِيو فينا وْجه اللّه.. "

محمد زايد (البطولة)

لم تُفد اليوم تلك الألقاب "الودية" التي حققها منتخب بنعبيشة في وقت سابق، و قُدر لجيل كروي بالكامل أن ينتهي عهده باكرا جدا، بعد الإقصاء المخيب الذي مُني به منتخبنا الأولمبي مساء أمس السبت، أمام المنتخب التونسي ضمن إقصائيات كأس أفريقيا لأقل من 23 عاما، والمؤهلة للألعاب الأولمبية "ريو دي جانييرو" 2016.


لن نعود لأطوار اللقاء ولا لحيثياته، ولا لما ارتكبه الحكم المورياتني من جُرم في حق لاعبينا، لأن البكاء على الميت لن يعيده للحياة، بل  سبنكي حالاً ظنّناه قد يتغير،  سنبكي حسرة على أمل عقدناه في جيل خيّب ظننا.


لن ننعتهم ب "الوْليدات" الذين لا حول لهم و لا قوة، لأن هؤلاء بمدربهم يحملون شعارا وطنيا على صدورهم، هدفهم الأول والأخير الاستماتة لرفعه بين مصاف الكبار، و التضحية بكل ما يملكون لأجل ذلك، أو التنحي جانبا تاركين المهمة لمن هم أكثر استعدادا لتأديتها.


قدرُنا أننا بوطنٍ، رُفع علمه عاليا ذات صيف من سنة 1984 بلوس أنجلوس بالألعاب الأولمبية بسبب مضمار سباق، هذا المضمار عرّف بلداً كان الكثيرون يجهلون موقعه في الخريطة، حين تولى سعيد عويطة و نوال المتوكل هذه المهمة، وجعلا من المغرب، اسما يُتداول على ألسن العديدين، و يُذكر بأبرز المحطات والصحف الإعلامية،  فكانت بداية لاستثمارٍ تعرض للإفلاس في السنوات الأخيرة، ولم تمنعه المحاولات البائسة من عودته بتلك القيمة التي كان عليها في وقت سابق.


بقدر ما يُولي ملك البلاد محمد السادس اهتماما و حرصا كبيرا على "تنقية" الوسط الرياضي وإعادة هيبته، بقدر ما نلمس في مسؤولينا "تجاهلا "مستفزا، و ارتجالا "عبيطا"، يزيد من إغراق اسم المغرب الرياضي في مستنقع المجهول أكثر وأكثر.


لإِنّه من العبث أن يتم نسف جيل كروي بكامله بسبب خطأ تحكيمي أو فُتوة بعض "الطُّغاة" بملعب رادس، قد يتحملون فعلا جزءًا هينا من المسؤولية، لكن ليس كل المسؤولية  أرجوكم: "لقد كانوا تائهين، خائفين و مترددين، بعيونهم فزع و تحملٌ لطاقةٍ ليست بحجمهم، و قُبلة وليد الصبار لرأس الحكم تجسد مدى الرهبة التي كانت تتعشّش في هؤلاء، وكأنهم أُخبروا قبلاً أنهم سيواجهون رفقاء ميسي وليس منتخباً تونسياً أقصى ما يملك، خُبث كروي ونُضج تاكتيكي لا أقل ولا أكثر"، فمن فعل فيهم ذلك قبل المباراة؟ الجواب لكم.


للمرة الألف، ننادي مسؤولينا بهذا الوطن الحبيب، أن "يتقو فِينا وْجه الله" بالعامية، فما تعيشه رياضتنا اليوم، وبالأخص كُرتنا، تجعل المواطن البسيط، والذي يُعتبر المساند الأبرز والمتتبع الأول لما سبق، يتكبد كدراً وهماًّ غير الذي تُخلفه تبِعات زمن قاس، و حينها نتساءل لماذا يصطفون بالمقاهي لمساندة برشلونة وريَال مدريد؟


ما تركه السابقون ممن ذكرْنا، سواء كرويا أو عبر الرياضات الأخرى و خاصة ألعاب القوى، أضحى اليوم ماضياً جميلا، نتذكره كلما جاءنا الحنين لفرحة مفقودة على هذه المستويات، وكأننا نستشعر أن الزمن لن يجود بمثل تلك اللحظات، و لَنتيجة الأمس لخير دليل علي ما ذُكر، فنحن الذين توسّمنا خيرا في هذ الجيل، بعد أن غرتنا ميداليات متوسطية وفرنكفونية، حسبنا  و اختلنا هذا المنتخب برأس مجموعة ما بألعاب البرازيل الأولمبية للعام المقبل، قبل أن نستفيق على واقعنا المعتاد، والذي أضحى ملازما لنا منذ أزل، ولسان الحال يخاطب المسؤولين مرة أخرى: "هَا العار لاَمَا تاقِيو فينا وْجه الله.. "

m.zaid@elbotola.com

 

عرض المحتوى حسب: