كرونو

مصطفى مستودع 1999
مصطفى مستودع 1999

خاص: "مصطفى مستودع يسترجع افضل ذكرياته"

حاوره: محمد زايد (البيضاء)


التقى موقع "البطولة" بمصطفى مستودع، أحد أبرز لاعبي الفريق الاخضر في سنوات التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، لاعب حقق لوحده تسعة ألقاب بين المحلي والقاري، وكانت له مشاركة بكأس العالم للاندية، سنة 2000 بالبرازيل، بل يعتبر من اللاعبين العرب القلائل المدونين لأهداف بشباك حارس مرمى فريق ريال مدريد الحالي "ايكر كاسياس".


تكن له الجماهير المغربية عامة، وليس الرجاوية فقط، محبة واحتراما خاصا، لتواضعه وانضباطه واخلاصه للقميص الذي يرتديه، لا يختلف اثنان على موهبته الفذة وطباعه الخجولة.


رفض في بداية الأمر اجراء أي حوار، لكن بعد الحاحنا وتشبتنا بالتحدث إليه، وافق بابتسامته المعهودة عليه، حين علم أن العديد متلهف لمعرفة جديد مصطفى مستودع، أو لنقل، مكان اختفاء مصطفى مستودع.

 

مدة طويلة لم نعد نسمع شيئا عنك، أين اختفى مصطفى مستودع؟


(باسما) أنا موجود، لكني لا أحب الأضواء كعادتي، والكل أظنه يعرف هذه الأشياء عني، أحب دائما البقاء خلف الستارة، أو لنقل بالعامية، "نمشي جنب الحيط"، لذلك فضلت عدم الظهور مجددا، لأني لست من هذا النوع الذي يتهافت على عدسات الكاميرا، أو أن يكون بطل صفحات لجرائد.

 

لكن هناك جمهور يسأل عنك ومن حقه معرفة أخبارك وجديدك، لأنك شئت أم أبيت تعد واحدا من صناع تاريخ الرجاء البيضاوي، وهذا يفرض عليك التواصل مع محبيك؟


لا أنكر هذا، وجمهور أكن له احتراما ومعزة خاصة، فهو كان سندي الأول من بعد الله عز وجل خلال السنوات التي قضيتها مع الفريق الاخضر، والحمد لله أني لا زلت ألتقي ببعضهم خارج أسوار البيت، وحين يتعرف علي أحدهم، يستفسرني عن أوضاعي الحالية، وهذا هو الربح الحقيقي للاعب مهما كان، ألا و هو محبة الجماهير له واحترامها.

 

تشتغل اليوم (سِرًّا) بنادي الرجاء الرياضي، وقليل هم من يعرفون هذا الأمر، هل يمكن أن تطلعنا على مهمتك داخل ناديك الأم؟


مهمتي هي الاشراف على فئة عمرية معينة داخل النادي، والتداريب تنطلق بالمساء دائما، لذك فهي دائما ما تكون دون متابعة جماهيرية أو ما شابه، باستثناء بعض أولياء الأمور، الذين يأتون لمتابعة أبنائهم.

 

ارتباطا بالرجاء دائما كيف تقيم أداء الفريق الأول الى حدود الساعة؟ 


سأقول شئيا واحدا بخصوص الفريق الأول، هو "اتركوا امحمد فاخر يعمل"، لأني أعرف الرجل جيدا، وبالطبع الكل يشاهد الآن تحسن أداء الفريق مقارنة مع انطلاق الموسم، وأي فريق دائما ما يحتاج بعضا من الوقت لينسجم أداء لاعبوه وكذلك لايجاد "التوليفة" المناسبة لكل المباريات، وبحكم تجربتي مع فاخر، أعتبره من أبرز الأطر الوطنية، وألقابه تتحدث عنه، فقط، فليتركوه و شأنه.


هل لك موقف خاص معه؟


نعم أكيد، موقف أتذكره دائما، حين كنت حديث الالتحاق بفريق الرجاء، لأني قدمت من أزقة وحاوري الحي الى النادي الاخضر مباشرة، دون المرور بأي تجربة تكوينية قبلا، لذلك العديد من من أبجديات المستديرة لم أكن لأفقأها، وذات يوم، وبينما أتدرب لوحدي بعد انقضاء الحصة الجماعية، فاجأني فاخر الذي لاحظني وأنا أحاول تسجيل الهدف من زاوية مغلقة، وصرخ بصوته المعتاد" ماشي بحال هاكا كانمركيو، تماك غاتعطي الكرة لصاحبك غيماركيها احسن منك، آش هاد الكورة عندك"، وجه الي خطابه هذا بانفعاليته المعهودة، وبلهجته التي تخلط بين العربية "الدارجة" والكثير من الفرنسية، حيث كان يراقبني من أحد النوافذ دون علمي، حتى أتاني يحمل نصائحه تلك، و التي كانت فعلا درسا لن أنساه، واستفدت منها شخصيا، وكذلك فريقي بشكل كبير، حيث سجلنا أهدافا عدة، يبقى أبزرها وأهمها، هدف الانتصار على فريق غولد فيلز الغاني، في نهائي دوري أبطال افريقيا لموسم 2007.


على ذكر هذا النهائي، والذي حقق به جيلكم الذهبي ذاك أول لقب افريقي له، ماهي أهم اللحظات التي بقيت عالقة بذهنك لحد الان، خاصة وأنك أصبت بكسر في ذاك اللقاء وأتممته رافضا المغادرة؟


نعم كنت قد أصبك بكسر على مستوى الأنف، ونزفت دماً ليس بالهين، وللحظة ما، كنت سأغادر الملعب، لكنني لم أستطع ذلك، فقلت في قراراة نفسي، حتى لو كلفني ذلك حياتي، فلن أغادر اللقاء الا وأنا متوج، أو على نقالة نحو المستشفى، وأتذكر أن مباراة الذهاب انتهت لصالح الغانيين بهدف لصفر، و هي نتيجة كانت بمثابة حافز لنا لتحقيق نتيجة ايجابية إيابا، ولكن بعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي هنا بالدار البيضاء، بدأنا نشك في قدراتنا ونحن المنهزمون ذهابا بهدف، قرُبت المواجهة على الانتهاء، وجاءتني كرة يمين مرمى الحارس الغاني، ولأني استوعبت درس فاخر ذات يوم جيدا، لم أسدد الكرة من تلك المنطقة، بل مررتها لنزير الذي سجل هدف التعادل، وكانت فرحتي لا توصف بعد الهدف، والحمد لله أننا حققنا اللقب القاري ذاك الموسم.


وماذا عن كأس العالم للأندية بالبرازيل ؟


يمكن أن أصنف مباراة أفضل مباراة للرجاء في التاريخ، وهدفي الثاني في شباك ، الاغلى طوال مسيرتي، ولا أعتقد أن أحدا سينسى تلك المباراة ممن حضروها، ولا حتى جماهير الفريق الاخضر أو الجماهير المغربية عامة، ذكريات خاصة لن تنمحي من ذاكرتي ما حييت.

 

كلمة أخيرة لمجاهير الرجاء التي اشتقات لمصطفى مستودع؟


أقول لهم أني دائما مخلص لهم، وليعذروني ان اختفيت عن الانظار، فأنتم تعرفون طباعي "الخجولة"، والتي لا تمنعني ولن تمنعي من مبادلتكم المحبة والاحترام.

عرض المحتوى حسب: