جمال ملكي - البطولة / jamal@elbotola.com
على ما يقارب سنة كاملة، كانت أبواب ملعب مولاي عبد الله قد أغلقت في وجه فريقي الفتح الرباطي و الجيش الملكي، و حرمانهما من استقبال ضيوفهما على أرضية الملعب المذكور، و هذا كله لإصلاحه حتى يكون في أبهى حلة، لاستقبال المنتخبات الأفريقية، و كذلك استضافة مباريات كأس العالم للأندية 2014 ...
أرضية ملعب مولاي عبد الله خلال السنوات الأخيرة، كانت كارثية، بحيث أنها لا تصلح بتاتا للعب كرة القدم، و فور الإعلان عن إغلاقه للإصلاح، لقي هذا الخبر ترحيبا من قبل المغاربة، و اعتقدوا أن الفرصة ستكون مناسبة لمشاهدة عشب طبيبعي جديد في أبهى حلة، لائق لممارسة اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
المغاربة أجمعين، كانوا يترقبون موعد افتتاح أبواب ملعب مولاي عبد الله بلهفة، حتى يشاهدوا مركبا يقع في عاصمة المملكة، و يحتضن مباريات "الزعيم" و الفتح. موعد اكتشاف الجمهور المغربي للمركب في حلته الجديدة، كان يوم 18 نونبر، حين استقبل نهائي كأس العرش، الذي شهد تتويج الفتح الرباطي على حساب نهضة بركان، و هنا كانت الصدمة و الكارثة، بحيث أن أرضية الملعب ظهرت و كأنها لم تعرف أي إصلاحات ...
قبل خوض نهائي الكأس، إنتشرت صورة لأرضية الملعب عبر مواقع التواصل الإجتماعي، يظهر من خلالها العشب متأثرا بالتساقطات المطرية، و هذا ما نفاه وزير الشباب و الرياضة محمد أوزين جملة و تفصيلا، خلال برنامج تلفزيوني، و صرح بأن من يروجون لمثل هذه الصور، ليست لهم غيرة و لا حب لوطنهم (شاهد تصريح أوزين عبر الفيديو بداخل المقال)، كما أنهم أقنع بعض الشيء المغاربة بتصريحه هذا، لكن يبدو أن تلك الصورة حقيقية و ليست بخدعة "مفبركة" ...
بعد الإنتقادات التي تعرض لها القائمون على إصلاح عشب الملعب، بعد مباراة نهائي كأس العرش، كان هناك صراع من الزمن لتفادي "الكارثة" في "الموندياليتو"، و كنا كل يوم نسمع بخبر يفيد أن العشب تم إصلاحه، و أصبح جاهزا لاستبقال نجوم العالم، الذين سيحطون الرحال بالمغرب، و المشاركة في البطولة التي تداع على قنوات عالمية ...
منذ بداية الإصلاحات في ملعب مولاي عبد الله، و السيد الوزير محمد أوزين يخرج لنا بتصريحات يؤكد من خلالها أن أرضية الملعب مشابهة لتلك الموجودة في ملعب "سانتياغو بيرنابيو"، لكن هذه الأرضية لن تصل حتى لجودة ملاعب "مدينة فالديبيباس" الخاص بفريق ريـال مدريد، فكيف لنا أن نتقبل هذه المهزلة الكارثية، نعم الكارثية لأن قنوات عالمية تنقل هذه البطولة، و الكل يعلم أن المغرب هو من ينظم هذه الدورة ...
علينا أن نكون واقعيين، لا يجب علينا ترك هذه المهزلة تمر مرور الكرام، أموال طائلة تقدر بحوالي 22 مليار سنتيم تم صرفها لإصلاح هذا الملعب، فأين هي الأرضية التي تشبه الأرضية الموجودة في ملعب "سانتياغو بيرنابيو"؟ أم أنها تشبهه على الورق و ليس على أرض الواقع؟ ... ننتظر بلاغا توضيحيا و رسميا منكم عاجلا غير آجل لتسليط الضوء على هذه المهزلة، و فتح تحقيق معمق عن المتسبب في هذه "الفضيحة"
و كفاكم عبثا باموال و كرامة شعب، أرهقته كثرة الصدمات التسيرية و الفضائح الكروية. آه نسيت، "يمكن الدودة هي لي كاتاكل التربة" ...
