كرونو

.
.

رأي خاص: ما بعد إقصاء ممثلا الجهة الشرقية من الكأس الفضية"

عمرو البوطيبي (البطولة)

ودع ممثلا كرة القدم الشرقية في دوري المحترفين منافسات كأس العرش مبكرا وخرجا صاغرين من الأدوار الأولى للكأس الفضية بعدما عقدت عليهم جماهيرهم العريضة الآمال للعودة لزمن التتويجات وإعادة التوهج بعد سنوات الضياع والتيه في ظلمات الأقسام السفلى وتوقفت مسيرتهم في محطة سدس عشر المسابقة على يد فريقي النادي القنيطري وإتحاد المحمدية.


فريق النهضة البركانية وصيف بطل الكأس للموسم المنصرم خرج صاغرا على يد فريق النادي القنيطري الذي تمكن بفضل واقعيته وحماس لاعبيه من إيقاف زحف فريق رئيس الجامعة الملكية للعبة بعد انتصاره المستحق عليه في مباراة الإياب بسلا بهدف وحيد قضى به على أحلام فريق باع جلد الدب القنيطري قبل اصطياده، فوز صغير بأجر كبير مستغلا أفضلية وامتياز هدف اللاعب الترابي المسجل في لقاء الذهاب ببركان عندما فاز زملاء برابح بحصة هدفين لواحد دون إقناع ولا إمتاع وبالإجماع وهو ما أعطى الأمل لفريق الكاك للإطاحة بالفريق البرتقالي لتكون الهزيمة مؤشر على أن الفريق ينقصه الكثير وأن المال الوفير ليس ضمانا رسميا لتحقيق الأمجاد والإنتصارات، ويخرج الفريق من الأدوار الأولى وبشكل غير متوقع.


إقصاء في بداية المشوار وعلى بعد أيام معدودة على انطلاق جحيم منافسات الدوري الإحترافي، نزل كقطعة ثلج على محبي وأنصار الفريق الذين لم يصدقوا كيف لفريق صرف أموالا طائلة، وأقام معسكرا خارجيا وتعاقد مع جيش من اللاعبين المحترفين يخرج من منافسات كأس العرش وبتلك الطريقة، خاصة وأن المباريات الودية الكبيرة أعطت الأمل للجماهير على أن البرتقالي يسير في الطريق الصحيح، وخاصة ودية الوداد البيضاوي ببركان والتي فازت فيها النهضة البركانية بهدفين لواحد وبطريقة رائعة وأداء تقني وفني غاية في الروعة والإتقان، لتأتي المنافسات الرسمية وتظهر المستوى الحقيقي للفريق وتدخل الشك والمخاوف في قلوب الأنصار، الذين رسموا أحلامهم على فريق عرف تغييرات جذرية على جميع المستويات بالتعاقد مع مدرب فرنسي معروف إسمه بيرتراند مارشان، ومدرب مساعد بتجربة كبيرة رفقة الرجاء البيضاوي هو هلال الطاير، ومدير تقني فرنسي ومدرب حراس هو الكتامي وطبيب المنتخب الوطني عبد الرزاق هيفتي، وإبرام عدة صفقات مع لاعبين وازنين يتقدمهم الحارس عبد العالي المحمدي في صفقة جعلت منه أغلى حارس مرمى في تاريخ الكرة المغربية، كما أقام الفريق ولأول مرة في تاريخه معسكرا خارجيا بدولة البرتغال دام أسبوعين وخاص أربع مباريات تحضيرية والكثير من التغييرات هيكلة الفريق بشكل إحترافي.


أما الفريق الثاني مولودية وجدة الصاعد هذا الموسم لدوري المحترفين بعد غياب ستة مواسم قضاها في ظلمات القسم الثاني، فقد خرج هو الآخر من منافسات كأس العرش الذي حاز على أربعة ألقاب، في زمن غابر أصبح مجرد ذكرى لعل الذكرى تنفع الوجديين وظلت صور بالأبيض والأسود، تؤرخ للزمن الذهبي لسندباد الشرق وتصيب العشاق والأنصار بالأسى على زمن ولى بلا رجعة كانت فيه المولودية تزلزل الملاعب الوطنية تحت أقدام أقوى الفرق، وإسمها يبطل وضوء فرق تتبجج اليوم بالعالمية والزعامة.


خرجت المولودية الوجدية من دور سدس عشر كأس العرش على يد فريق من الهواة، هو إتحاد المحمدية بعد ذهاب كله عذاب انتهى بالبياض في النتيجة والسواد في قلوب المحبين، وفي مباراة الإياب انتهت الحكاية بأسوأ رواية وودعت المولودية المنافسات بعد أداء كارثي وعروض تقنية وفنية دون المستوى جعلت المدرب يلصق الهزيمة في أخطاء اللاعبين تارة وفي الحظ تارة أخرى وكأنه ملاك لا يأتيه الخطأ من بين يديه ولا من خلفه.


ولعل الخروج من كأس العرش وأمام فريق من الهواة لم يكن ليشكل صدمة للمحبين والعارفين بخبايا الأمور على ما يجري ويدور داخل الفريق الأخضر، فالخروج مائلا من خيمة دوري 16 غشت وهزيمة الفريق في اللقاء النهائي من طرف فريق آخر من الهواة هو الإتحاد الإسلامي الوجدي، أنبأ على أن الفريق سيعاني الويلات هذا الموسم كما أن الجماهير الوجدية صبت جام غضبها على الإنتدابات التي قام بها المكتب المسير والمدرب الجزائري أيت جودي، بسبب ضعف مردودية وعطاء أغلب اللاعبين والتفريط في لاعبين ذوي الخبرة والتجربة، كما أن البعض بدأ يتحدث عن تكثلات تقع بين اللاعبين بسبب التمييز بين اللاعبين القدامى والجدد وعن رغبة البعض في مغادرة القلعة الوجدية لغياب مناخ يشجع على الإستمرارية، ناهيك عن مطالبة البعض بمستحقاته المادية العالقة بذمة المكتب المسير الذي يقوده الرئيس خالد بنسارية لولاية ثانية.

عرض المحتوى حسب: