كرونو

خاص
خاص

الملاعب المغربية بين مقاطعة الألتراس والاعتقالات

عبدالإله بورزيق (البطولة)

بمجرد ما استبشرت كل المكونات الرياضية المغربية خيرا بعودة الدفء إلى المدرجات، ومعها الحماس في المنافسة على درع حتى عادت الألتراس من جديد إلى إعلان المقاطعة، وهذه المرة إلى أجل غير مسمى مع الإبقاء على قرار دخول الملاعب لتشجيع أنديتها فيما تبقى من منافسات كأس العرش المغربي بالنسبة لجماهير الأندية المتأهلة إلى المربع الذهبي.

 

مرة أخرى يسلك الألتراس المغربي لغة الصمت المطبق، وهي لغة السلام والاحترام والاحتجاج إن صح التعبير، لتخرس من جديد مدرجات الملاعب المغربية.

 

قرار العودة إلى المقاطعة هذه المرة إلى أجل غير مسمى يمكن القول أنه بمثابة رد فعل تم اتخاذه مباشرة بعد حملة الاعتقالات التعسفية التي تعرض لها 14 عضوا ينتمون لفصيل "كاب صولاي" المشجع لفريق الدفاع الحسني الجديدي، والذين تم تقديمهم صباح اليوم أمام وكيل الملك بابتدائية الجديدة بتهم تتعلق بالشغب وحيازة الشهب الاصطناعية.

 

هذا الحدث قد يكون السبب الرئيسي في عودة الألتراس إلى اتخاذ قرار المقاطعة بالإضافة إلى أمور أخرى بطبيعة الحال، وهو ما نستشفه من خلال التنديد بالأمر بصريح العبارة وبلغة مباشرة في البيان المشترك والذي سبق وأن تطرقت له صحيفة "البطولة" في مقال سابق.

 

إن حلاوة كرة القدم في المتابعة الجماهيرية، ولا يمكن الحديث عن مباراة لكرة القدم دون الحديث عن عدد الجماهير الحاضرة، وباتخاذ قرار المقاطعة من جديد ستتضرر مجموعة من الأندية بسبب ضعف مداخيلها ومنها أندية كاتحاد طنجة، الوداد والرجاء البيضاويين وعدد من الأندية الأخرى التي تعرف مبارياتها إقبالا جماهيريا منقطع النظير، تحظى بمتابعة أبرز القنوات العالمية والعربية بالنظر إلى الفرجة التي تخلقها مجموعاتها داخل الملاعب.

 

وفي الوقت الذي كان فيه الألتراس المغربي ينتظر ردا واضحا وصريحا بخصوص العودة الرسمية إلى المدرجات، بعد قرار المقاطعة الأول بعد قرار السلطات منع الحركية في المغرب أو أي نشاط لها، يبدو أن رد السلطات الأمنية كان واضحا من خلال اعتقال أعضاء فصيل "كاب صولاي" بالجديدة وتعرض أعضاء آخرين للضرب والسب والشتم لا لشيء سوى لأنهم أرادوا الدخول إلى "كورفا سود" معقل المجموعة الذي تم تخصيصه بداية هذا الموسم لجماهير الفريق الضيف، بعدما تجمهروا أمام مدخل ملعب العبدي، وعلى إثر هذا الرد جاء رد الألتراس سريعا ولم يتأخر كثيرا من خلال إعلان المقاطعة إلى أجل غير مسمى، بين هذا السجال القائم بذاته بين السلطات الأمنية الراغبة في حل الألتراس ووضع حد للحركية المغربية نتيجة أحداث مأساوية عرفت عدد من مباريات البطولة الموسم الماضي، والمجموعات المغربية المعلنة عن قرار المقاطعة فإن كرة القدم المغربية تبقى هي الخاسر الأكبر في خضم هذا السجال، ليبقى السؤال المطروح والذي يفرض نفسه بقوة خلال هذه الفترة هو هل سيصل قرار المقاطعة إلى مباريات المنتخب المغربي خصوصا وأن هذا الأخير تنتظره مواجهات حارقة في إقصائيات كأس العالم روسيا 2018، وتتطلب مساندة جماهيرية وتعبئة شاملة للجماهير أم أن المقاطعة ستقتصر فقط على مباريات البطولة الاحترافية؟

 

 

عرض المحتوى حسب: