كرونو

None

حضور مميز للاعبين من أصول مهاجرة في المنتخبات الألمانية

على غرار الأول، يزخر منتخب تحت 21 عاما بلاعبين ذوي أصول مهاجرة. وقد أثبت هؤلاء اللاعبون الذين شرفوا الكرة الألمانية في بطولة أوروبا تحت 21 عاما، بأنهم هم من سيصنعون مستقبل الكرة في ألمانيا.


المتأمل في التشكيلة الحالية للمنتخب الألماني لكرة القدم، سواء تحت 21 عاما أو المنتخب الأول، يدرك التغيير الذي بدأت تشهده بنية الهرم الكروي في ألمانيا. لاعبون ذوو أصول مهاجرة باتوا يشكلون دعامة المنتخب الألماني. وبخلاف  وهولندا، فإن تواجد عناصر من أصول مهاجرة في تشكيلة "المانشافت" ليس بالأمر المعهود، ولم يظهر بشكل جلي إلا مع الجيل الحالي بقيادة و و.

وبالنظر إلى تشكيلة المنتخب الحالي تحت 21 عاما، التي شاركت في بطولة أمم أوروبا في بولندا، وفازت بها، يظره جليا أن الجيل القادم من المنتخب الألماني سيشهد تواجدا أكثر للاعبين من أصول أجنبية. فحوالي ثلث اللاعبين الذين مثلوا ألمانيا في بطولة أوروبا تحت 21 عاما هم من ذوي الأصول المهاجرة. ونذكر على سبيل المثال، اللاعب تيلو كيهرير مدافع ، المولود لأب ألماني وأم من بوروندي، وزميله في خط الدفاع غيديون يونغ المنحذر من أبوين غانيين، يلعب حاليا في فريق ، وأيضا نجم خط الهجوم الألماني الصاعد، والمولود لأب من ساحل العاج، كان بدوره لاعبا دوليا في منتخب . دون أن ننسى السوري محمود داوود، جوهرة  والمولود بمدينة عامودا في سوريا، قبل أن يرحل في صغره مع والديه للعيش في ألمانيا.

ويشهد منتخب ألمانيا تحت 21 عاما أيضا، ولأول مرة، وجود لاعب من أصول أفغانية، وهو لاعب ، نديم أميري، الذي هاجر والداه إلى ألمانيا في ثمانينات القرن الماضي.


* خضيرة وأوزيل القدوة

اللاعبون ذوو الأصول المهاجرة حاضرون أيضا في المنتخب الألماني الأول وفي جميع الخطوط تقريبا. ففي مركز حراسة المرمى هناك، حارس  بيرند لينو الذي ينحدر والداه من الاتحاد السوفياتي السابق، وهاجر إلى ألمانيا عام 1989. لكنهما ممن يطلق عليهم في ألمانيا مصطلح "ألمان روسيا"، ويقصد به المواطنون الألمان الذين بقوا في مناطق الاتحاد السوفياتي السابق بعد الحرب العالمية الثانية.

أما خط الدفاع فيضم لاعب جيروم بواتينغ، الذي قدم والده من غانا إلى ألمانيا قبل عقود، وإمرى تشان لاعب ، التركي الأصل، و لاعب ، المنحدر من ألبانيا، وأنطونيو روديغر، الذي ولد لأم من سيراليون وأب ألماني. بالإضافة إلى سامي خضيرة لاعب  الإيطالي، المولود لأب تونسي وأم ألمانية ومسعود أوزيل، التركي الاصل والذي اعتبره الإعلام لفترات طويلة منذ انضمامه لمنتخب ألمانيا نموذجا للاندماج داخل ألمانيا. والشاب ليروي سانيه، لاعب ، الذي تعد عائلته نموذجا لمكافحة العنصرية في ألمانيا. فوالده سليمان ساني لاعب دولي سنغالي سابق احترف في عدة أندية ألمانية، أما والدته فهي نجمة الجمباز الألمانية ريغينا فيبر، التي أحرزت ميدالية أولمبية في ألعاب لوس أنجلس 1984.


* قيمة مضافة لألمانيا

وبغض النظر عن أصول اللاعب، فإن الأهم بالنسبة للمدرب الألماني سواء في المنتخب الأول أو المنتخبات العمرية، هو إمكانيات اللاعب الفنية والتزامه بالمعايير التي يضعها الاتحاد الألماني لكرة القدم، وأهمها أن يكون قدوة لمن هم أصغر منه.

ومن خلال إقحام عناصر كثيرة من اللاعبين ذوي الأصول المهاجرة في المنتخبات الألمانية، يوجه المشرفون على كرة القدم الألمانية رسالة مفادها أن هذا الفريق "يمثل الوجه الحقيقي لألمانيا". وهذه رسالة لها قوة رمزية، تظهر مدى الاستفادة الكبرى التي جنتها كرة القدم الألمانية من الهجرة " ويقول موقع فوكوس "لاعبو ألمانيا، مثل الشباب ذوي الأصول لامهاجرة، يمثلون لمجتمعنا إلهاما وعاطفة وشجاعة تدفعه للأمام".

عرض المحتوى حسب: