أيوب رفيق (البطولة)

تفْتح قضية يوسف فرتوت، المُنضم حديثاً إلى العارضة الفنية للمغرب التطواني، بعد يوميْن فقط من اتفاقه مع اتحاد الزموري الخميسات، الباب أمام استحْضار حالات مُشابهة في عالم المستديرة، رغم اختلاف السياقات، وتفاوت شهرة الأسماء التي سار الدولي المغربي السابق على دربها.

وقد تبدو مسألة إدراج لاعب الوداد الرياضي سابقاً ضمن خانة لاعبين ومدربين أقدموا على ذات الخطوة مَدْعاةً لبعض السخرية؛ أمام البَوْن الشَّاسع الذي يفصل الكرة المغربية عن نظيرتها الأوروبية، وتباين قيمة عناصرها الكروية، لكنها تأتي لتُظهرَ أن ما حدث له ماضٍ في تاريخ المستديرة على المستوى الدولي.

عمر القادوري .. اتفاق مع طرابزون وتوقيع لإمبولي

على هامش مشاركة المنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، جالس عمر القادوري مسؤولي نادي طرابزون التركي بمقر إقامة "أسود الأطلس"، بل اتفق معهم على كافة تفاصيل العلاقة التي ستربطهما، و"وقَّع" بعد ذلك على عقد مبدئي يُضفي شيئا من الرّسمية على انتقاله لـ"بلاد الأناضول".

بيد أن ذلك سُرعان ما تم تقويضه بعد انتقال نهائي لصاحب 27 سنة إلى صفوف إمبولي، في آخر أيام الميركاتو الشتوي الماضي، ليُصيب جماهير الفريق التركي ومسؤوليه بالذهول، قبل أن يصرح بشأن ذلك بالقول: "لقد كان هناك اتفاق مبدئي، لكنني لم أوقِّع"، رغم تداول الصور التي أظهرت اللاعب وهو يهم بالتوقيع على وثائق معينة.

من جهته، أكد طرابزون عبر ممثليه لجوءه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل الطعن في مشروعية انضمام المغربي إلى إمبولي، الممارس أنذاك في "دوري الدرجة الأولى الإيطالي"، والحصول على خدمات اللاعب أو نيْل تعويض مادي على الأقل، وهو ما لم يُترجم فعلياً من طرف المسؤولين الذين لم يتبيَّن بعد ذلك طرقهم لأبواب "الفيفا".

فيتولو .. تحايل على الفراغ القانوني وانقلاب مفاجئ

ساعات عقب إعلان نادي إشبيلية وتأكيده لتوصله مع اللاعب فيتولو لاتفاق قِوامه تجديد العقد بين الطّرفيْن، اختار الدولي الإسباني نادي أتليتيكو مدريد كوِجهةٍ مستقبلية له، إثر كسر قيمة الشرط الجزائي لعقده مع الفريق الأندلسي والالتحاق في صفقة حُرة إلى "الروخي بلانكوس" ثم إعارته للاس بالماس لثلاثة أشهر.

والحال أن نادي العاصمة الإسبانية استغل فراغاً قانونيا، فسلَّم فيتولو القيمة المالية لفسخ عقده، بسبب حرمان الفريق من إبرام التعاقدات إلى غاية الشتاء المقبل؛ وهو الموعد الذي سيحظى فيه الفريق بخدمات صاحب 28 سنة بعد انقضاء عقد إعارته مع الفريق الأصفر "الكناري".

ولم يتردَّد إشبيلية في رفع شكاية إلى الاتحاد الدولي "الفيفا"، يُقدِّم فيها دفوعاته وأدِلَّته على أن اللاعب أمضى بالفعل عقد التَّجديد، لكنه نكث وأخلَّ به عقب ساعات معدودات بالانضمام إلى كتيبة المدرب الأرجنتيني، دييغو سيميوني، حيث سدَّد 36 مليون يورو بدل 50 مليون يورو، القيمة الجديدة لكسر العقد، حسب رواية الفريق.

داني ألفيس .. نسْفٌ لوعدٍ تُجاه بيب غوارديولا

كانت كُل التَّكهُّنات تشير إلى انضمامه لصفوف مانشستر سيتي، إثر مبادرته إلى الاتفاق مع فريقه السابق يوفنتوس لفسخ العقد، على أن يوقع بعد ذلك في كشوفات "السيتيزنس" تحت إشراف المدرب الإسباني، بيب غوارديولا، قبل أن تتغيَّر قِبلة داني ألفيس في آخر المطاف إلى نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان.

ويقول الظهير الأيمن لنادي برشلونة سابقاً: "كُنت مأخوذا بفكرة العمل مجددا مع بيب غوارديولا، إنه يدري ويعلم كم أقدِّره، لكن بعد ذلك قررت اختيار باريس سان جيرمان للزملاء الذين يمارسون في صفوفه"، مُعترفا بذلك باتفاقه مع "الفيلسوف' قبل الإقدام على اختيار مُخالف.

جون أوبي ميكل وتشيلسي ومانشستر يونايتد

يتذكَّر الكثير من متتبعي الدوري الإنجليزي الممتاز فصول قصة النيجيري جون أوبي ميكيل، رغم حدوثها قبل 12 سنة، حيث اتفق السقاء مع المدرب الاسكتلندي، السير أليكس فيرغسون، بل وأمضى عقداً مع مانشستر يونايتد، ثم نكث بعد ذلك بالاتفاق وصوَّب وجهته نحو تشيلسي.

ويقول اللاعب الحالي لنادي تيانجين تيدا الصيني: "لقد كانت لدي 15 سنة فقط وكان هناك تشيلسي ومانشستر يونايتد يُريداني، كنت لازلت حينها في المدرسة. جالست فيرغسون وأمضيت عقدا، لكن بعد ذلك له إنني أرغب في الانضمام إلى صفوف البلوز".

ولعب البرتغالي جوزيه مورينهو، المدير الفني للفريق اللندني، أنذاك، دوراً في إقناع ميكيل بصواب قرار الانتقال إلى الكتيبة الزرقاء، مثلما اضطلع "السبيشل وان" بأدوار مشابهة في حالة المصري محمد صلاح، الذي كان قريبا من ليفربول ثم انضم إلى تشيلسي في نهاية الأمر.