كرونو

None

فنيات "بهجا" وأموال "العربي" تلخص بصمات المغاربة في السعودية

ضرب مهاجم نادي الوداد البيضاوي المغربي "أشرف بنشرقي" عرض الحائط بكل التوجيهات والنصائح التي قدمت له من أجل إثنائه عن خطوة الانتقال إلى الدوري السعودي في هذا السن المبكر على حساب اللعب في أوروبا، وهذا عقب تفضيله عرض نادي الهلال السعودي لضمه خلال سوق الانتقالات الشتوي الجاري.


وتوصل بطل أفريقيا بأكثر من عرض خلال الآونة الأخيرة عقب تألقه بقميص الواك، ولكنه صرف النظر عن الانتقال إلى أوروبا، من أجل تلبية النداء الخليجي، ليصبح آخر مغربي ينضم لكوكبة نجوم الدوري السعودي.



يعتبر تاريخ دوري المملكة حافلاً بعدد من النجوم المغاربة الذين كانوا خير سفراء لكرة بلادهم في الملاعب السعودية، حيث استطاعوا عبر سنوات من المجد وإنجازات محفورة أن يكتبوا اسمائهم بأحرف من ذهب عبر جدران الأندية السعودية الكبرى، ويرتبطوا بعلاقة ماسية مع جماهير تلك الأندية التي لا تزال تخلد ذكراهم في الملاعب.


التسعينات كانت مجرد بداية


يعتبر نادي الهلال هو الرائد بالتعاقد مع اللاعبين المغاربة، حيث جذب أداء المتميز "أحمد بهجا" في كأس العالم 1994 أنظار إدارة الأزرق له، ليصبح أول محترف أطلسي في الدوري السعودي.



بدون أي جدال يظل بهجا هو أفضل محترف مغربي في السعودية، ويعتبره البعض كذلك من ضمن أفضل 10 أجانب عبر تاريخ الأندية السعودية، فهو لم يصنع ربيعه مع الزعيم، حيث بعد تحقيق بطولتين مع الهلال انتقل في 1997 إلى الاتحاد الذي عرف معه طعم التتويج بسبعة ألقاب ستبقى في الذاكرة، وكان أبرزها الإنجاز القاري ولقب دوري أبطال آسيا 1999.


من ضمن الأسماء البارزة في التسعينات كان "سماحي تريكي" المدافع الذي قضى أغلب مسيرته في أوروبا، والذي تعاقد معه النصر ليزامل بهجا في الفريق الذي شارك في أول ظهور سعودي ببطولات كأس العالم للأندية نهاية الآلفية الماضية.


ولا تنسى جماهير العميد كذلك في التسعينات صفقة التعاقد مع ابن مكناس "عبد الجليل حدا" المعروف بـ"كاماتشو" والذي رغم قصر مدة تجربته في السعودية إلا أنه ترك ذكرى مع جماهير الإتي.


وعلى رأس التجارب السريعة في تلك الفترة الأسطورة الرباطية "سعيد شيبا" الذي انتقل منتصف التسعينات من الفتح الرباطي إلى الهلال، ورغم تواجده في العاصمة السعودية لمدة موسم واحد فقط إلا أنه تمكن من تسجيل 17 هدف من 22 مباراة لعبها مع الفريق.


ويبقى الاسم الألمع في تلك الفترة هو نجم الهلال "صلاح الدين بصير" الذي كان الفريق السعودي فأل خير بالنسبة له حيث حقق معه بطولتين مهمتين ثم انطلق للاحتراف في إسبانيا من بوابة ديبورتيفو لاكرونيا ليعرفه العالم أجمع.


تجارب حديثة مليئة بالأهداف والأهازيج


تتلخص تجارب المغاربة منذ بداية الألفية وحتى مرور 10 سنوات في صفحتين واحدة مضيئة ولامعة، والأخرى مظلمة تحتوي على علامات موسيقية للحن جنائزي حزين.


استرجاع تاريخ المغاربة في الدوري السعودي يُحملنا مع انطلاقة الألفية الجديدة الكثير من الحزن، وهذا بعد ذكر اسم واحد من ألمع اللاعبين المغاربة عبر التاريخ "هشام زروالي" أو "زيرو" كما يحب الأوروبيون تسميته، اللاعب الذي ارتدى قميص النصر لمدة موسم، ولم يكن يعلم أنه بداية طريق النهاية حيث لعب له موسمًا ثم عاد للمكان الذي بدأ منه كل شيء رفقة الجيش الرباطي هذه المرة قبل التعرض لحادثة سير عنيفة أودت بحياته عن عمر يناهز السابعة بعد العشرين.



العلامة المضيئة التي تحدثنا عنها تتعلق باسم المهاجم والهداف القدير "هشام بوشروان" والذي بدأ تجربته في الملاعب السعودية رفقة النصر في 2004 أين سجل 13 هدفًا من 15 مباراة بقميص الفريق، مما جعل منه معجزة الملاعب السعودية، ولكن نادي النصر لم يتمكن من الحفاظ عليه ليرحل عائدًا إلى بلاده ومن ثم تجربة احترافية رفقة ليل، ولكن يبدو أن إدارة نادي اتحاد جدة لم تنس ما فعله بها مع النصر، فقررت التعاقد معه صيف 2008 ليحمل لواء هجوم النمور لمدة موسمين سجل خلالهما 13 هدفًا من 26 مباراة ليأثر بهم قلوب جماهير الإتي في فترته الذهبية والتي عرفت أهزوجة "بوشا بوشا .. بوشا !!"


تاريخ المغاربة المشرف في الملاعب السعودية، دفع إدارة الهلال للتهور المبالغ به بعدما قررت في عام 2011 التفوق على فريقي إشبيلية وجنوى وتقديم عرض بلغ 7 ملايين يورو كقيمة قياسية في الكرة السعودية من أجل ضم مهاجم كان "يوسف العربي" والذي لعب للزعيم موسم واحد سجل فيه 16 هدفًا ثم رحل بمبلغ قدر بـ5 ملايين يورو إلى غرناطة.



الآن يسطر بنشرقي ومعه ثنائي النصر "فوزير ولكرو" قصة جديدة للاعبين المغاربة في الدوري السعودي، فيا ترى كيف سيكون مستقبل صاحب الـ22 ربيعًا، هل هو قادر على تخطي نجاحات بهجا، أو تقديم كرة ممتعة كالتي قدمها بصير، أو تسجيل أهدافًا أكثر من بوشا وشيبا، الإجابة عند خريج أكادمية فاس.

عرض المحتوى حسب: