كرونو

أوزيبيو دي فرانشيسكو
أوزيبيو دي فرانشيسكو

دي فرانشيسكو .. المُتمرِّدُ على مبادئ الكرة الإيطالية

الكِبار يولدون في المواعيد الكبرى، ولا يرتضون تقديم أنفسهم إلى العامَّة سوى بصورة تُضاهي قيمتهم؛ ذلك ما يُمكن أن ينطبق على ، الذي ظلَّ صيْتهُ منحصراً في الكرة الإيطالية، إلى غاية مباراة الأمس، أمام ، والتي شاعَ فيها وذاع، وبلغ أطراف العالمية، مُصيباً الكثيرين بالذهول والدَّهشة، لجسامة الإنجاز الذي صنعَ. 


يبلغ من العُمر 48 سنة، ومن مواليد مدينة بيسكارا الإيطالية، لكن جنسيته لا توحي قطعاً بالنمط والأسلوب الذي يتكئ عليه في مبارياته، فإن كان الإيطاليون وزراء الدفاع، وأبطال التماسك في الجبهة الخلفية، فإن أوزيبيو مُدمنٌ على ترجمة حِسِّه الهجومي، ولا يُقرُّ بالرُّكون إلى الخلف، أو الانكفاء على الذات، خشية من الآخرين، مهما كانت قوة آلتهم الهجومية.


اقتحم دي فرانشيسكو قلعة كرة القدم بصفة لاعبٍ، سنة 1988، وظلَّ يُزاول المستديرة لما يناهز العقديْن، مجاوراً عدة أندية محلية أهمها التي سيعود لتدريبها فيما بعد، قبل أن يُعلِّق حذاءه سنة 2005، غير مُدرك أن التدريب يحتفظ له بالشُّهرة التي لم تُقدِّمها له الممارسة. 



يعشق صاحب الـ48 الكرة الهجومية، ويعكف على هندسة البناءات التي تُمكِّن فريقه من النفوذ إلى دفاعات المنافسين. يقول في تصريحٍ سابق لدى تقديمه مدرباً لنادي العاصمة: "حتى عندما كُنت في لم أعتمد الكرة الدفاعية أمام أي أحد، لن نغير نمط الأداء، سنحاول تقديم كرة هجومية للسيطرة على الخصوم". 


شاء القدر أن يُسجِّل الإيطالي عودته إلى أيس روما، سنة 2006، لكن من بوابة مدير الفريق، قبل أن يُدشِّن مسيرته التدريبية سنة 2008 مع فريق لانسيانو، ثم يُعرِّج على عدة أندية في مقدمتها ساسولو، الذي قضى رفقته خمسة مواسم، وكان خلف تصعيده إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي. 



بفضل خمس سنوات من الاجتهاد والمثابرة على رأس ساسولو، استطاع أوزيبيو أن يُبلور أسلوباً خاصا به، ويجني كل ما قدَّمه لفريقه المغمور بتصدر المشهد الكروي الأوروبي والدولي فيما بعد مع أيس روما، من خلال قهر برشلونة بنجومها، والتفوق تكتيكياً على إرنستو فالفيردي، لدرجةٍ عجز فيها الإسباني عن مجاراته. 


يصِلُ دي فرانشيسكو الآن إلى مرحلة جديدة من مشواره التدريبي، ستكبر فيها طموحاته الشخصية، وستُعقد عليه آمال أعْرَض فيها من طرف العشاق والمتابعين، وستزداد كذلك الضغوطات على إداريي أيس روما من أجل التفريط فيه، خاصة أن هناك أندية غنية قادرة على رصد مبالغ خرافية من أجل اصطياد الإيطالي.

عرض المحتوى حسب: