محمود ماهر (البطولة/ القاهرة)

لطالما احتدم الصراع والتنافس ما بين الفرق المصرية والمغربية على صعيد المسابقات الأفريقية منذ سنين طويلة، وآخرهم كان بين المنتخبين في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا 2017 بالجابون وناديي الأهلي والوداد في نهائي دوري أبطال أفريقيا بنفس السنة.

الصراع المصري المغربي سينتقل هذه المرة إلى مباراة "العين والوحدة" على شرف كأس سوبر الخليج العربي يوم السبت المقبل، الموافق 25 أغسطس، على استاد 30 يونيو (الدفاع الجوي)، مُتجسدًا في الثنائي "حسين الشحات ومراد باتنا.

وستكون هذه المباراة بمثابة الفرصة الثمينة بالنسبة لهما للتعبير عن قدراتهما الخاصة في صناعة أو تسجيل الأهداف، على أمل الحصول على استدعاء رسمي للتواجد في الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أفريقيا 2019 مطلع الشهر المقبل.

باتنا سبق وتمنى التواجد مع منتخب المغرب في نهائيات كأس العالم 2018، لكن المدير الفني الفرنسي "هيرفي رونار" أسقطه من حساباته مفضلاً عليه المحترفين في أوروبا أمثال بوطيب وعزيز بوحدوز، رغم تقديم اللاعب صاحب الـ 28 عامًا لمستوى رائع وثابت مع ناديي الإمارات والوحدة خلال الموسمين الماضيين.

وشارك باتنا في 23 مباراة بالدوري الإماراتي الموسم الماضي رفقة الوحدة، وسجل 11 هدفًا، كما أسهم في بقاء الصقور "نادي الإمارات" بالدوري في الموسم قبل الماضي حين سجل 8 أهداف.

ويقول لاعب الفتح الرباطي الأسبق أن دوري الخليج العربي يضم عددًا من الفرق الجيدة وهناك منافسة بين أكثر من أربعة فرق على بطولة الدوري، مضيفًا "أتمنى أن يتابع مسؤولو المنتخب المغربي مباريات هذه المسابقة جيداً".

باتنا الذي خطف عدسات المصورين فور وصوله إلى القاهرة ليلة الأربعاء للتحضير لملاقاة العين، رُشح من جانب لجنة دوري المحترفين لنيل جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب أجنبي عن موسم 2018/2017 أمام كل من "ماركوس بيرج وكايو فيرنانديز وفابيو دي ليما وكايو كانيدو وتجاليبو وجوجاك وريم شانج ومارسيلو دا سيلفا ورومارينهو دا سيلفا".

ولحسين الشحات في نفس عمر مراد باتنا، حيث سيحتفل قريباً بعامه الـ 28، كما يُجيد مثله على الجناح الأيمن، وفي منطقة المناورات كصانع ألعاب تحت رأسي الحربة، وقدمه على المرمى ممتازة ويُجيد تمهيد الكرات الحاسمة لزملائه مثله.

وعاش الشحات نفس قصة باتنا، فرغم كل ما قدمه مع العين خلال النصف الثاني من الموسم الماضي بتسجيل 7 أهداف وصناعة 13 هدفًا في 11 مباراة بدوري الخليج، مع تقديمه لمستوى متميز على صعيد دوري أبطال آسيا، إلا أن المدير الفني الأرجنتيني "هيكتور كوبر" استبعده من المنتخب المصري قبل كأس العالم 2018.

وستكون مباراة السبت فرصة باتنا والشحات لإحراج كل مَن تجاهلهما قبل كأس العالم في روسيا، فكل منهما ورقة رابحة ومفتاح لعب مهم.

المحلل الحالي لقناة On Sport (طه إسماعيل) والمحلل السابق في جريدة الاتحاد الإماراتية، يعتقد أن وجود "حسين الشحات" في مباراة السوبر، سيضاعف من نسب مشاهدة كأس سوبر الخليج في مصر، مؤكدًا أنها فرصة مميزة بالنسبة له لإقناع المدير الفني الجديد لمصر "خافيير أجيري" بمستواه من أجل استدعائه للعب أمام النيجر مطلع الشهر المقبل.

وأكد شيخ المحللين العرب أن تواجد لاعب مغربي في موهبة "مراد باتنا" كخصم لحسين الشحات، سيشعل أجواء المباراة، وسيضاعف من الصراعات الجانبية أثناء سير اللعب، وهذا كله في مصلحة المشاهد خاصةً الذي سيحرص على الذهاب إلى الملعب.

وقال المحاضر الدولي في الفيفا والكاف خلال حديث خص به موقع لجنة المحترفين: "ستكون فرصة جيدة لكلا منهما للتعبير عن كل ما لديهما أمام أجيري ورونار للعودة إلى المنتخبين المصري والمغربي. أرى أن أجيري يَحضر معظم مباريات الأهلي والزمالك منذ توليه المسؤولية، ويجب أن يُتابع حسين الشحات في ملعب الدفاع الجوي، وأنا واثق من أن الشحات سيؤكد جدارته وأحقيته في الانضمام لصفوف المنتخب خلال الفترة القادمة بتصفيات أفريقيا 2019".

وتابع الشيخ طه "اسقاط اللاعب المحترف في الخليج العربي من حسابات المدراء الفنيين للمنتخبات مشكلة، فتلك الدوريات قوية ومليئة بالندية والجدية، وهناك انضباط مثلها مثل الدوريات الأوروبية".

وأشار بقوله "حين أاستبعد حسين الشحات من المنتخب في عهد هيكتور كوبر، قلت في وسائل الإعلام وقتها، إنه لمن العار على الجهاز الفني وكل أعوان المدرب، استبعاد لاعب بهذا المستوى الفني الراقي، والقدرات المتنوعة، حيث يُجيد على الطرفين وكظهير أيمن، وفي مركز صانع اللعب تحت رأس الحربة، ويستطيع التسجيل بشتى الطرق سواء من التسديد أو الاختراق، أنا مُعجب بمسيرته حتى الآن مع العين، لكن من المؤكد هناك خطوة تالية في حياته يجب أن تأتي في يوم من الأيام".

وكما يعرف حسين الشحات ملعب الدفاع الجوي جيدًا منذ فترته مع نادي مصر المقاصة في الفترة من 2014 إلى 2017، لمراد باتنا بعض الذكريات في مصر أيضًا، إذ تواجد خلال العام الماضي مع نادي الوحدة في ثلاث مباريات بالبطولة العربية للأندية التي استضافتها القاهرة والاسكندرية بنهاية يوليو حتى بداية أغسطس.