كرونو

محمد إيحاتارن
محمد إيحاتارن

إيحاتارن .. موهبة كروية وُلِدَتْ من رَحِم "التضحيات" تُطاردها كبرى الأندية الأوروبية والمنتخب الهولندي

أيوب رفيق (البطولة)

حلَّ ، لاعب الهولندي، كإسم جديد باللائحة الأولية التي أعلنها الناخب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، والتي ضمَّت 46 لاعباً، لتبرز بذلك إمكانية تمثيل صاحب الـ17 سنة ، رغم الإغراءات التي تَرِد إليه من طرف الاتحاد الهولندي من أجل الدفاع عن منتخب "".


من هو محمد إيحاتارن .. موهبة إيندهوفن "الفذَّة"؟

أبصر اللاعب الذي يحمل القميص رقم "52" النور بمدينة أوتريخت سنة 2002، وينحدر من أسرة مغربية هاجرت في السبعينيات من القرن الماضي إلى "الأراضي المنخفضة" بقيادة والده الذي كان يشتغل في شركة مُصنِّعة للمشروبات الغازية. ويحظى "محمد أمين" بخمس إخوان وأُخت واحدة.


ولم ينتظر إيحاتارن سوى خمس سنوات بعد ميلاده كي ينضم إلى أكاديمية نادي "" الهولندي، ويقول عنه مدربه السابق في هذا الفريق، هنري فيرمولن: "لقد كانت لديه قدم يُسرى عظيمة، وكذلك تقنيات عالية، كما أنه يبدو قوي وهو يحمل الكرة، بالإضافة إلى امتلاكه رؤية جيدة للملعب".



وعقب خمس سنوات أمضاها محمد في "هوتن"، التحق اللاعب بصفوف "بي إز في إيندهوفن" عام 2010، مُتدرِّجاً بعد ذلك في فئاته السنية إلى غاية الوصول إلى الفريق الأول، شهر يناير الماضي، بمشاركته في أول لقاء عن سن الـ16 و348 يوماً.


تضحية "الأسرة"

كان محمد إيحاتارن من الأسماء التي تُقدِّم صورةً كافية توحي بأن لها مستقبلا زاهراً في عالم كرة القدم، حيث كان مُتميزاً عن أقرانه في الفئات السنية الصغرى والشابة ولافتاً للأنظار، وفي هذا الصَّدد، أوضح فيرمولن قائلاً: "لقد كان واضحاً منذ كرته الأولى أن محمد سيصير لاعباً مُحترفاً، الكل شاهد ذلك، حتى لو كانت لدى المرء عينٌ واحدة".


لدى اللاعب المغربي الشاب شقيقيْن كان يُمارسان كرة القدم وتبعث مستوياتهما على التفاؤل، غير أن الالتزامات المهنية لوالدهما حرمتهما من إتمام مشوارهما الكروي، في غياب فرد مُتفرِّغ للذهاب بهما يومياً إلى التداريب، غير أن هذا السيناريو لم يتكرَّر في حالة محمد، الذي استفاد من دعم أسري منقطع النظير قصد المضي قدماً في مساره.


وتخلَّى ياسر، شقيق محمد الذي يكبره بـ15 سنة عن وظيفته كأستاذ للتاريخ من أجل أن يُرافق أخاه الأصغر إلى التداريب، كما أن شقيقهما الآخر الذي كان يمتهن الصيدلة جمَّد نشاطه مؤقتاً لمساعدة محمد. ويقول ياسر في هذا الإطار: "لقد كانت مغامرة كبيرة، لكن كان من الواجب علينا إعانته ومساندته".


عادل رمزي .. مُنعطف حاسم في صقل موهبة إيحاتارن

شكَّل عادل رمزي، الدولي المغربي السابق، عاملاً هاماً وحاسماً في النهوض بمؤهلات إيحاتارن الذهنية والكروية، فقد جالس أسرة اللاعب وأكَّد لها أن إبنها يحتاج إلى المزيد من العمل والتأهيل النفسي حتى يكون قادراً على اعتلاء القمة، في الوقت الذي كان فيه رمزي يشغل مهمة منصب مدرب مساعد إيندهوفن لأقل من 16 سنة.


عكف رمزي على الاشتغال مع إيحاتارن لساعة ونصف إضافية بعد كل تدريب جماعي، إذ كان يُخضعه لتمارين في التسديد والتحركات والانطلاقات، كما ساعده على بلوغ أقصى حدوده الذِّهنية، وتغيير كافة الشوائب السلبية التي كانت تُحيط بشخصيته خارج أرضية الملعب.



ويُصرِّح رمزي لموقع "فولسكرانت" الهولندي بالقول: "محمد كان يقول في قرارة نفسه بأنه جيد وبأن يستطيع صنع الفارق، لكنه لم يكن جاهزاً، كان سميناً قليلاً ويتعب سريعاً، لقد كنت أدرك ذلك عن تجربة، لو واصل بذات العقلية وارتقى إلى مستوى آخر، لوجد صعوبات كبرى".


"اللاعبون المنحدرون من أصول مغربية يعتقدون دوماً أنهم يعرفون الكثير، لكن محمد وإبراهيم أفيلاي كذلك كانت لهما قابلية التعلم والاكتساب، من الخارج يبدوان هادئيْن، لكنهما من الداخل فإنهما يشتعلان حماساً ورغبةً"، يُردف لاعب المنتخب الوطني المغربي سابقاً.


بين المغرب وهولندا .. الاختيار "المُعلَّق"

يتواجد محمد إيحاتارن على حداثة سنه في مفترق طرق بين اختيار المنتخب المغربي أو نظيره الهولندي، وقد سبق لمدرب "الطواحين" حالياً، رونالد كومان، أن جالس اللاعب وطرح عليه فكرة الانضمام إلى المنتخب البرتقالي، غير أن صاحب الـ17 سنة لم يُوافيه بأية إجابة حاسمة حول مستقبله الدولي.


ورغم أن مدرب "أسود الأطلس" وحيد خاليلوزيتش قد وضع إيحاتارن ضمن لائحته الأولية، إلا أن اللاعب لم يكشف علانية لحدود الآن قراره النهائي بشأن الاختيار بين المنتخبيْن، مع العلم أنه دافع عن ألوان هولندا في 28 مقابلة ضمن المنتخبات السنية ما بين أقل من 15 سنة و19 سنة.



ويُعد محمد من اللاعبين الذين يفضلون عدم حرق المراحل والتريث في قرارتهم وحتى حديثهم، إذ سبق له رفض عروض كثيرة من أندية عملاقة أوروبياً مثل و و، مُعتبراً أن أولويته هي التألق في صفوف النادي الذي استثمر فيه كثيراً ورعاه منذ سن العاشرة من عُمره.


"إنه يسير خطوة بخطوة، الأندية الكبرى ستستمر في الاهتمام بعد ذلك بشكل طبيعي، لكن في الوقت الحالي محمد لديه أهداف أخرى، إنه يتطلع ليكون أفضل لاعب في الدوري الهولندي ومُغادرة إيندهوفن في أغلى صفقة ضمن تاريخ النادي"، يقول شقيقه، ياسر إيحاتارن.

عرض المحتوى حسب: