كرونو

لاعبو أكاديمية محمد السادس لكرة القدم
لاعبو أكاديمية محمد السادس لكرة القدم

طاقات كروية فتية في أول المشوار .. هل تَفْقِدُ البوصلة لغياب التأطير؟!

ما يُنجزه لاعبو "أكاديمية محمد السادس لكرة القدم" في "الكأس الدولية" المقامة حاليا بقطر جدير بالتنويه والثناء؛ أسماء يافعة ترسم لوحات فنية جميلة وتضرب المثل في الالتزام التكتيكي والانضباط بروح المجموعة على مدار المباريات التي خاضتها في المنافسة. وقد كلّل ممثلو الكرة الوطنية مجهوداتهم ومردودهم الجيد ببلوغ نصف النهائي بعد تخطي عقبة رينجرز الاسكتلندي.


لقد أثبت المغرب علو كعبه في الفئات السنية الصغرى والفتية، وما انفك فتيانه عن تقديم أوراق اعتمادهم في المحافل القارية والدولية، ولنا أننستحضر هنا تتويج المنتخب الوطني ب"كأس دانون" التي أقيمت بمدينة مراكش سنة 2015 وغيرها من المناسبات ذات البعد العالمي التيبزغ فيها اللاعبون المغاربة الفتيان والشبان.


بيد أن هذه الصورة الوردية التي استهللنا بها هذا المقال تكاد تغيب عن الفئات الكبرى للكرة الوطنية، فكم من لاعبٍ تألق وأبهر وتنبأ لهالجميع بمستقبل زاهر يذبل في رحلته نحو عالم الاحتراف، وما أكثر الأسماء التي تبدأ في نحت مسارها نحو القمة وتهوي بعد ذلك إلى قعرالنسيان والتقهقر.


ليس لنا إلا أن نذكر المنتخب المغربي للشبان سنة 2005 الذي أذهل العالم في "مونديال هولندا" ووصل إلى المربع الذهبي، ومن منا بوسعهأن يزيل من ذاكرته الفعالية الهجومية لمحسن ياجور وتسربات طارق بندامو وإبداعات رضى الله دوليازال في خط الوسط وبسالة أمينالبورقادي في الذود عن مرماه، لكن ماذا بعد؟ كيف انتهى المطاف بهذه الأسماء وأخرى بعدم معانقة العالمية وترجمة ما تكتنزه من مؤهلاتبدت جلية في مرحلة الشباب.


إن الأمثلة المتناسلة حول توقف اللاعبين المغاربة عن التطور ورفع النسق في طريقهم إلى الفئات الكبرى يُسائل القائمين على الكرة الوطنية،ثمة حلقة مفقودة في سيرورة اللاعب المغربي وتكوينه وتأطيره ومرافقته. وبدل الاشتغال على إنضاج الشبان وتطويقهم بمقومات يتطلبها عالمالاحتراف، فإنهم يتركون عرضةً لوهم "النجومية" و"تضخم الأنا".


لا سبيل لنفي الدور الذي يتحمله اللاعبون في هذه المعادلة، ومسؤوليتهم فيما يؤولون إليه من اندثار وتلاشٍ بعد أن يكونون إلى وقت قريبأسماء واعدة تتلمس طريق النجومية، غير أن الجهات الوصية تعوزها بالقطع مقاربات لترسيخ الفكر الاحترافي في أذهان هؤلاء اللاعبينوتجهيزهم نفسيا وذهنيا بما يلزم استعداداً لعالم لا يعترف سوى بالكد والاجتهاد المتواصل.


في عصرٍ تسير فيه المعلومة بوتيرة سريعة، ويتم تداولها على نحو شائع في وسائل التواصل الاجتماعي، يظل اللاعب المغربي الفتي مهدداًبالسقوط في وهم النجومية، وهو غير مجهز بأدوات التعاطي مع هذا الوضع ولا متشبعٍ بحتمية الاستمرار في البذل والتفاني من أجل رفعسقف الطموحات وبلوغ القمة.


تحظى الكرة المغربية بطاقات بشرية زاخرة تحتاج فقط إلى الإنضاج وحسن التأطير والمرافقة

الجيدة، وذلك حتى تتسلح المنتخبات الوطنية بزادٍ مهم من اللاعبين، وتتبدد أسطوانة الافتقاد عن الأسماء القادرة عن تمثيل العلم الوطنيوالتي بوسعها الممارسة في كبرى الأندية الأوروبية، شريطة تبنيها لفكر احترافي يعتبر من أهم الفوارق التي تميز لاعبي القارة العجوز عنا.

عرض المحتوى حسب: