كرونو

ربيع حريمات
ربيع حريمات

حوار/ حريمات لـ"البطولة": "ذَرفْتُ الدموع لشعوري بعبئ المسؤولية داخل الجيش الملكي وجدَّتي تمنّت تتويجي مع الفريق بلقب قبل وفاتها.. أنا مُناصر للزعيم قبل أن أكون لاعباً له"

في حوارٍ أجرته معه "البطولة"، أبرز متوسط ميدان ، ، علاقته الوطيدة بالفريق العسكري منذ طفولته ونشأته في أسرة وكذلك منطقة سكنية بالرباط مُتيِّمة بعشق "الزعيم"، لافتاً في سياق آخر إلى تقديره الكبير للمساندة التي يحظى بها من طرف أنصار وجماهير الـ"AS FAR" في أول موسم له رفقة المجموعة.


وقال صاحب الـ26 سنة، إن الدموع التي ذرفها بعد التأهل إلى نصف نهائي على حساب جاءت تلقائياً ونِتاج الحمل الثقيل الذي يَشعر به من أصدقائه وأسرته وأنصار الفريق المتعطشين للنتائج الإيجابية، مُضيفاً في سياق آخر إلى ما عاناه في تجربته مع الفتح الرياضي وخروجه من حسابات المدرب وليد الركراكي، وهو ما أعطاه حافزاً للاشتغال أكثر لبلوغ المكانة التي يرى أنه يستحقها.


وفيما يلي الحوار الكامل الذي أجرته "البطولة" مع متوسط ميدان الجيش الملكي، ربيع حريمات:



البطولة: حدثنا عن بداياتك قبل الانضمام إلى الجيش الملكي؟


حريمات: بدأت مساري في مدرسة الفتح الرياضي، تدرَّجت في فئاتها إلى غاية الوصول للفريق الأول، تم تصعيدي من طرف المدرب جمال السلامي، الذي آمن بقدراتي ومؤهلاتي، قبل رحيله وتعويضه بالإطار وليد الركراكي. فُزت مع هذا الأخير بكأس العرش، ثم أدركت بعدها بأنني لا أدخل ضمن حساباته، ولا أدري لحدود الآن في الواقع خلفيات هذا الموقف، لذلك غادرت كمُعار إلى سطاد المغربي، قضيت هناك موسميْن، وعُدت إلى الفتح الرياضي صيف سنة 2018، حيث وقَّعت على عقدٍ جديد يمتد لثلاثة أعوام، أمضيت موسماً واحداً شاركت فيه لمباريات عديدة وكُنت مُتعدّد الأدوار والمراكز على أرضية الملعب. وفي الموسم الموالي (ما قبل الماضي)، خرجت مُجدّداً من مخططاته، قبل رحيله ببضعة أشهر عن النادي، مما دفعني إلى مُجالسة المسؤولين ومُصارحتهم باستحالة مجاورة الركراكي لأنه لا يعتمد علي بشكل شبه كُلي ولا يولي أي اهتمام أو التفاتة لي.


أعتقد أن ما حدث لي مع الركراكي ساهم بجلاء في اللاعب الذي أصبحته. في موسم 2019 كنت مُرشّحاً للانضمام إلى الجيش الملكي، ووعدني إداريو الفتح بجلب عرض رسمي من أجل تسريح خدماتي، لكن الصفقة باءت بالفشل في آخر المطاف. بعد ذلك ورد إلي اهتمام النادي القنيطري، وعبَّر لي رئيسه أنذاك نور الدين الحلوي عن إعجابهم بمؤهلاتي، فقررت بعد تفكير الانضمام إلى الكاك لأنه سيُتيح لي استعادة التنافسية والظهور من جديد، ذلك أنني واثق من قدرتي على تقديم أوراق الاعتماد. عانيت من بعض الإكراهات في النادي القنيطري بالموازاة مع المشاكل التي كان يعيشها الفريق، لكنني أحتفظ بذكريات جيدة مع إدارييه، أبليت هناك البلاء الحسن وخُضت الكثير من المقابلات بانتظام.


البطولة: كيف جاء انتقالك إلى الجيش الملكي؟


حريمات: قدمت إلى الفريق العسكري بعد فترة اختبار تحت أنظار طاقمه التقني بقيادة عبد الرحيم طاليب أنذاك، شاركت خلالها في مقابلتيْن وديتيْن، ليتقرر بناء على مردودي في هذه الفترة التوقيع لي، ومن هناك دُشّن مساري مع "الزعيم"، أمضيت عقداً يمتد لثلاثة مواسم، وذلك إلى غاية صيف 2023.


البطولة: هل يمكن القول بأن تجربة الفتح أعطتك دافعا قوياً للبروز؟


حريمات: ما عشته داخل الفتح الرياضي كان نُقطة تحول، هناك أسماء داخل النادي أساءوا مُعاملتي، وثمة في المقابل إداريون شرفاء ونزهاء لم أرَ منهم سوى الخير. تجربتي مع هذا الفريق منحتني الكثير ولو أنني عانيت فيها، لو لم أخض هذه التجربة لما كنت ما أنا عليه الآن، لقد شعرت بغُبنٍ وظُلم وتهميش هناك، أشكر هؤلاء على إحداثهم رجّة نفسية شكّلت دافعاً وحافزاً للمضي قدماً في مساري الكروي.


البطولة: من يتحمل المسؤولية في ذلك؟


حريمات: كل طرف يتحمّل جزءا من المسؤولية، المدرب وليد الركراكي وكذلك بعض المسيرين داخل الفتح الرياضي، أُفضّل التحفظ على ذكر أسمائهم رغم أنني لا أهاب الكشف عن هويتهم. لكن في مُجمل الأحوال هناك عدالة إلهية وربانية وجزاء يظهر في الدنيا والآخرة. أنا حاليا أعيش حُلماً بمجاورتي لفريق تلتف أسرتي حول حُبّه ونشأت في حيٍّ يعقوب المنصور بالرباط الذي يتوحد سكانه في عشق النادي، والحلم يأخذ في الاتساع مع توالي النتائج الإيجابية.


البطولة: شاهدناك تُذرف الدموع بعد مباراتكم أمام الرجاء وتأهلكم إلى نصف نهائي كأس العرش، هل لك أن تُحدّثنا عن شعورك في تلك اللحظة؟


حريمات: كُنت أحمل عبئاً ثقيلاً من أصدقائي وأسرتي الذين يطمحون لرؤيتنا ونحن ننافس على الألقاب، وكذلك جدتي التي كانت تتمنى قبل وفاتها أن أُحرز لقباً مع الفريق، التأهل إلى نصف نهائي كأس العرش يُشعرنا بأننا نقترب من الهدف ونتسلق المراتب، ويأتي ذلك ضد اعتقاد البعض بأن المهمة مستحيلة، حيث يؤكدون أن "الزعيم لن يعود"، لذلك فانتصارنا على الرجاء جاء لتبديد الشكوك التي كانت مُحيطة بالفريق.


البطولة: رأينا ربيع حريمات بوجه آخر أكثر فعالية ومساهمة بعد قدوم المدرب سفين فاندنبروك.. هل ساهم توظيف الطاقم التقني الجديد لك في هذه الطفرة؟


حريمات: ليست قضية توظيف، كل مدرب واستراتيجيته، بالنسبة لي كلا المدربان أحسنا معاملتي، طاليب وثق في مؤهلاتي ومنحني الفرصة، وفي المقابل فاندنبروك استمر في إيمانه بقدراتي. قبل انضمامي للجيش للملكي لم يكن يعرفني أحد، وبعدها اكتسبت زخما واعترافا حمداً لله من أنصار الفريق العسكري وكذلك الجماهير المغربية، والفضل يعود لهذا النادي الكبير.


البطولة: قبل الانضمام بالجيش الملكي كيف كانت علاقتك بالفريق؟


حريمات: كُنت مدمنا على الحضور في الملعب، وأن أعيش تلك الطقوس المرافقة للتشجيع في المدرجات، انطلاقاً من حجز التذكرة ووصولاً إلى ترديد الأهازيج وإشعال الشهب الاصطناعية. وحينما ينهزم الفريق فالحزن يتولاك والتذمر كذلك رغم أنني في نفس الوقت كنت لاعبا في الفتح الرياضي والنادي القنيطري، إنني واحد من الأنصار في المقام الأول قبل أي شيء. الآن أجرّ خلفي حملاً ثقيلاً من المشجعين، لأنني أدرك ما يشعرون به وما يتملّكهم من مشاعر مرتبطة بنتائج الفريق. ليس من السهل على الجماهير رؤية ناديها وهو يبتعد عن منصات التتويج لسنوات، إنه شعور عصي على الهضم والتقبّل، لكن ما بلغته المجموعة هذا الموسم يبث الاطمئنان ويزرع الأمل لدى المناصرين، لكن لحدود الآن لازلنا لم نبلغ أي شيء، قطعنا فقط الأشواط الأولى في رحلة بعيدة المدى.


البطولة: ما هي أهدافكم هذا الموسم، بلا شك أخذت تتسع مع توالي المباريات...


حريمات: يوماً بعد يوم يكبر الحلم، بالنسبة لنا الخطأ غير مسموح خاصة في كأس العرش، نحن على مقربة من المشهد الختامي لهذه المسابقة، بالطبع مواجهتنا في نصف النهائي أمام بني ملال لن تكون سهلة، لأن منافسنا فريق جيد وفي مباريات الكأس يغيب المنطق، لكن هدفنا هو الوصول إلى النهائي ومن ثم المنافسة على حظوظنا في مقابلة يظل فيها كل شيء ممكنا، هاجسنا هو إعادة "الزعيم" إلى منصات الألقاب لأنه نادٍ عريق وبتاريخ عريض يُحتِّم عليه المصالحة مع التتويجات.


البطولة: ما هي عوامل النتائج الإيجابية التي تحققونها؟


حريمات: هناك جدية كبرى في العمل والاجتهاد، وكذلك لاعبون شباب يطمحون جميعاً إلى صنع اسمهم وتقديم الإضافة لفريقهم، وعندما تشتغل بتركيز فالنتائج تظهر بدون أدنى شك. لدينا الآن منظومة بعدة أطراف من لاعبين وطاقم تقني يعملون على نفس الهدف، هذا هو سر تألقنا في المباريات الأخيرة ضمن هذا الموسم.


البطولة: رسالة أخيرة إلى الجماهير العسكرية...


حريمات: بصفتي لاعبا للجيش الملكي، أود توجيه تحية خالصة لأنصار الفريق الذين قدّموا لي دعما هائلاً ولم أكن أتصور أن أحظى بهذه المكانة لديهم، أتلقى رسائل مساندة من كافة أنحاء المغرب تُشعرني بحب واحترام كبيريْن، أنا لاعب وكذلك مُناصر مثلهم، وحينما أنتهي من مساري سأصعد مجددا إلى المدرجات. تقدير مشجعي الفريق العسكري هو شيء ثمين لأن هذا الجمهور ذكي ولا يمكن أن تنطلي عليه أي حيلة. أتبادل معهم كل المشاعر التي يُكنّونها لي، وأعدهم بأنني سنتصارع على الاستحقاقات التي نخوضها إلى آخر رمق ونحن مصرون على عدم الخروج من هذا الموسم خاليي الوفاض.

عرض المحتوى حسب: