كرونو

يورغن كلوب رفقة أوباميانغ
يورغن كلوب رفقة أوباميانغ

العدد الأول : نجوم الأسبوع

إعداد : أيوب رفيق / البطولة 

مع عودة عجلة الدوريات الأوربية  للدوران ، يعود نجوم الكرة إلى البروز على المستطيل الأخضر ، بمواهبهم الفذة و مستوياتهم العالية  ، و لأن لكل مباراة نجم و لكل جولة نجوم و أحصنة سوداء ، فسندأب طيلة الموسم الجديد على رفع الستار عن أبرز المكونات التي أبدت تميزها كل أسبوع ، بدء من حراس المرمى و وصولا إلى المدربين .

 

 فيما يلي العدد الأول من هذه السلسلة التي ستطل على القراء الكرام بشكل أسبوعي ، لترصد النجوم التي بزغت في سماء الكرة الأوربية . في هذا العدد سنقتصر فقط على الدوريين و ، في انتظار انطلاق الدوريات الكبرى الأخرى ، و هي ،   و .

 

هذه الإختيارات نابعة من قناعات الكاتب الشخصية ، لهذا تظل قابلة لأن تحظى بالتوافق كما المعارضة ، و بالتالي فلا تبخل أيها القارئ الكريم في الكشف عن أهم اللاعبين الذين نالوا إعجابك في جولة من الجولات لتتعدد وجهات النظر و يُثرى النقاش .

 

 

حراسة المرمى : .. لا خوف على حراسة مرمى

 

بهدف سد الفراغ الكبير الذي خلفه رحيل الحارس الأول للمنتخب الفرنسي ، هوغو لوريس ، تكفل الحارس الشاب ، أنطوني لوبيز صاحب 22 سنة بحماية عرين نادي أولمبيك ليون ، هذا الأخير الذي تسلح بشجاعة كبيرة لوضع الثقة في حارس لم يسبر بعد أغوار اللعبة و لم يخبر أسرارها ، كما هو الشأن بالنسبة لهوغو لوريس الذي تم استقدامه بعشرة مليون يورو و هو في سن الواحدة و العشرين ، قبل أن يُثبت أن الأداء المُبهر لا يعترف بعامل السن .

 

رغم الدور الكبير الذي اضطلعت به الآلة الهجومية لنادي أولمبيك ليون في اقتناص الثلاث نقاط الأولى في رحلة المُنافسة على اللقب ، إلا الأن الحارس لوبيز ، أدلى هو الآخر بمساهمة كبيرة و مهمة في هذا الإنتصار ، حيث برع في التصدي لخمسة محاولات بالغة الخطورة ، مُحافظا بالتالي على عذرية شباكه  ، و مُقدما أوراق اعتماده ليُطمئن بذلك مكونات النادي عن مركز حراسة المرمى .

 

الدفاع .. حينما تتحدى الإرادة عامل السن

 

اصطف مدافع ، سيلمان دياوارا إلى جانب نجوم هذا الأسبوع ، نظير ما قدمه خلال أطوار المباراة التي تغلب فيها نادي الجنوب الفرنسي على الصاعد الجديد لليغ 1 نادي غانغون بثلاثة أهداف مقابل واحد ، المدافع السينغالي الذي يُمارس في الملاعب الفرنسية منذ موسم 1998 ، استثمر تجربته الكبيرة في تقديم أداء مُميز ساعد به فريقه على الظفر بثلاثة نقاط أولى تمهيدا للإنخراط الفعلي في الصراع على معانقة لقب الدوري في قادم الجولات .

 

دياوارا البالغ من العمر 34 سنة و الذي يحمل قميص مارسيليا منذ موسم 2009 ، كان سدا منيعا ضد هجمات الوافد الجديد على الدوري ، بتدخلاته الموفقة ، كما كان له دور جوهري  في البناءات الهجومية لفريقه و التي تبتدأ غالبا من الخط الدفاعي ، صمام الأمان السينغالي أكد من خلال هذه المباراة أن عامل السن لن يُلقي بظلاله على علاقته بالتألق ، في انتظار الجولات القادمة التي ستختبر بشكل جدي مستوى اللاعب و رغبته في أن يكون رقما صعبا هذا الموسم .

 

 

 

وسط الميدان : .. صانع ألعاب قادم بقوة

 

فرض متوسط ميدان نادي أولمبيك ليون ، كليمون غرونيي إسمه ضمن أفضل اللاعبين خلال هذا الأسبوع ، الدولي الفرنسي البالغ من العمر 22 سنة برع في الإفصاح عن مؤهلاته في أولى مبارياته هذا الموسم في الدوري الفرنسي و التي تفوق فيها ناديه على مفاجأة الموسم الماضي نيس ، بوادر نجومية غرونيي بدأت تلوح منذ الموسم الماضي ، حيث أنهاه بحصيلة ثمانية أهداف و عشر تمريرات أهداها لزملائه في النادي ، لينجح بامتياز في الإضطلاع بدور صانع الألعاب .

 

إبان أطوار المقابلة ، ظهر غرونيي بمستوى متوازن  يمزج بين الجانب الدفاعي و الهجومي ، رغم دوره كصانع ألعاب الذي يعفيه بشكل نسبي من الواجبات الدفاعية ، إلا أنه كان عونا مهما و عنصرا جوهريا في التنشيط الدفاعي لفريقه ، حيث نجح في استخلاص الكرة في مناسبتين و حماية مجموعته من لهيب الهجمات العكسية و المُرتدة ، الأمر ذاته ينطبق على الأداء الهجومي للموهبة الفرنسية ، إذ أدلى بتمريرات على المقاس بلغت نسبة نجاحها 74 في المئة ، و الأهم من هذا و ذاك هي تلك الرأسية البديعة التي سجل بها هدفه و التي جسدت الصلاحيات التي يتمتع بها رقم " 10 " في خطة ( 1-3-2-4 ) كونه مهاجما ثانيا على قدر كبير من الأهمية . كل ما يُمكن قوله أن هذه المباراة شكلت فرصة للفرنسي لكي يُثبت صواب الأندية الكبيرة التي لهثت خلف خدماته هذا الميركاتو من قبيل أرسنال الإنجليزي .

 

الهجوم .. لا مجال للتأخر في إثبات الذات

 

لم يكن مهاجم الجديد ، بيير إيميريك أوباميانغ في حاجة إلى عامل الزمن ليُبرهن على استحقاقه الكامل للقيمة المالية التي انتقل بها للنادي الفيستيفالي و البالغة 13 مليون و نصف المليون يورو ، الهداف الغابوني قدم في أولى مبارياته في البوندسليغا أوراق اعتماده و أعلن عن نفسه كأبرز المرشحين للتربع على عرش هدافي الدوري المحلي . فبثلاثيته التي دونها في شباك نادي أوغسبورغ بعث مهاجم سانت إيتيان السابق إشارات قوية لمهاجمي المسابقة .

 

منذ أن وطأت قدماه أرضية الميدان بقميص دورتموند ، شغل أوباميانغ موقع الجناح الأيمن ، تموقع أتاح للدولي الغابوني فرصة إطلاقه عنانه للمؤهلات و الإمكانيات التي يزخر بها ، حيث أفصح عن سرعته الفائقة و استغلالها في تغيير المراكز مع المهاجم الصريح ، روبرت ليفاندوفسكي ، الأمر الذي أربك حسابات الخصم الدفاعية و أصابه في شلل تام . التألق المُنقطع النظير الذي أظهره أوباميانغ يُمكن إرجاعه بشكل كبير إلى تماشي قدراته و ملائمتها للنهج التكتيكي للنادي الأصفر الذي يعتمد في بناءاته الهجومية بشكل كبير على السرعة ، كما أن شغله الأطراف أفسح له المجال للتملص من المراقبة و مفاجأة الدفاع بسرعته من الخلف ، و هو ما أفرز ثلاثة أهداف من توقيعه و التي نسجها من دخوله السلس إلى مربع العمليات قادما من الأروقة .

 

المدرب .. رؤية فنية مُفعمة بالحكمة و التبصر

 

كان مدرب بوروسيا دورتموند ، يورغن كلوب كعادته على موعد مع إبراز البعد الواقعي للكرة و التأكيد على أن الإنضباط و التخطيط الإداري المُحكم لإدارة النادي ينطبق كذلك على  أداءه داخل المستطيل الأخضر ، فخلال مباراة أوغسبورغ التي فاز بها رجال الربان الألماني برباعية نظيفة و التي كان للوافد الجديد على المجموعة أوباميانغ النزر الأكبر منها بتسجيله ثلاثة أهداف ، ظهر جليا أن الإنجازات المُبهرة التي حصدها الفريق تحت إمرة كلوب في السنوات القليلة الماضية لم تكن وليدة الصدفة ، بل انبثقت من رؤية تقنية مدروسة بعناية و تبصر أماطا اللثام عن الوجه القوي للحصان الأسود لمسابقة دوري أبطال أوربا الموسم الماضي .

 

دخل الربان الألماني للمباراة كما درج على ذلك ، بخطة ( 1-3-2-4 ) التي شهدت تغيير الجناح البولندي ياكوب بلاتشيكوفسكي بالغابوني أوباميانغ في الرواق الأيمن ، مع إسناد مهمة صناعة اللعب للألماني الأصل و التركي الجنسية ، إلكاي غوندوغان ، فيما تكفل الألماني الأخر ، ماركو رويس بتنشيط الجهة اليُسرى ، رغم قلة التغييرات التي طرأت على هذا الرسم التكتيكي ، فقد كانت لها الكلمة الفاصلة و التأثير الأكبر ، و لنا في أوباميانغ المثال الصارخ  الذي ترجم حكمة كلوب و أثبت دهاءه . هذا و قد أخذ يورغن بعين الإعتبار سرعة أوباميانغ الفائقة ، و عليه فقد زج به في الرواق الأيمن كجناح و مهاجم ثان في ذات الآن ، بغية خلط أوراق دفاع الخصم ، و ذلك ما حدث بالفعل ، حيث تكفل القناص الصريح ليفاندوفسكي بالإستئثار بمراقبة الدفاع ، مقابل إتاحة الفرصة للغابوني الذي وجد شوارع شاغرة مارس فيها ما يحلو له بتوغلاته و انسلالاته السريعة من الرواق إلى العمق . هي ميزة فقط من مجموعة من الميزات التي يزخر بها الألماني و التي وضعته خلال السنوات الأخيرة إلى جانب كبار المدربين و أبرزهم . 

عرض المحتوى حسب: