كرونو

كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي
كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي

لا تنخدعوا بوداعة ميسي وإنسانية رونالدو

بقلم: أيوب رفيق ( البطولة )

منذ تصدَّرت صورة النجميْن و صفحات الجرائد، وتحول إسمهما إلى مادة تلوكها الألسن، لفرط شعبيتهما واحتدام منافستهما على لقب اللاعب الأفضل في العالم، صار الصراع بينهما يكتسي أبعادا مختلفة ويشمل مجالات أخرى، تنأى بمسافة شاسعة عن الميدان الرياضي وتمس صميم حياتهما الشخصية.

 

نتيجة ذلك، لم يعد التعلق بالأرجنتيني ميسي والولع بالبرتغالي رونالدو مرتبطا بالمردود الذي يقدمانه على البساط الأخضر، ولا مقترنا بالمهارات التي يتمتعان بها، بل غدا متصلا بما يصدر عنهما خارج عالم المستديرة، وبعيدا عن الملاعب الرياضية.

 

تجد الجماهير متعة منقطة النظير في تناول الجوانب الشخصية لأيقونة برشلونة وهداف رِيال مدريد، فيتكرر ذلك المشهد الذي يخوض فيه مناصرو رونالدو من جهة وعشاق ميسي من جهة ثانية سجالا حامي الوطيس، تتهم فيه الفئة الأولى الأرجنتيني بمساندة "الصهاينة"، بينما ترمي المجموعة الثانية الدولي البرتغالي بالغرور والتكبر.

 

سجَّلت عن قرب أشخاصا هرولوا إلى تمجيد رونالدو وتقديسه بعد نشره لتغريدة على موقع "تويتر" يُبدي فيها مواساته لأسرة الطفل السوري الغريق "إيلان"، كما تابعت عن كثب انبهار آخرين بتضامن ميسي مع اللاجئين السوريين، موظفين هذه الخطوة كمعيار وحيد لقياس مدى "إنسانية" اللاعبيْن ودماثة أخلاقهم.

 

إن كل سلوك يندُّ عن "الدون" و"البرغوث" وغيرهما من النجوم خارج الملاعب، ينبثق من استراتيجية تسويقية متجردة من كل ما هو إنساني، ترمي في المقام الأول إلى رسم صورة مشرقة عن اللاعبين واستغلالها للرفع من شعبيتهم لدى المتابعين.

 

فانخراط أي لاعب في مبادرات إنسانية أو تبني حملات خيرية لا يُحيل بالضرورة إلى وداعته وطيبوبته، وإنما قد يُترجم رغبته في استقطاب شركات الإعلان التي تولي اهتماما بالغا بالنجوم الذين يحظون بشعبية جارفة، بغض النظر عن سبل تحصيلها.

 

لقد بات نجوم المستديرة مُدركين للأهمية التي تحتلها سمعتهم في جذب المقاولات ومؤسسات الدعاية، مُحاولين من أجل ذلك إبداء مجموعة من المواقف المنسجمة مع الغالبية العظمة وإنتاج ردود الفعل الساعية إلى دغدغة عواطف الجماهير واستمالتها إلى ترويج صورة إيجابية عنهم.

 

الحديث هنا لا يُقصد به قطعا جميع اللاعبين والنجوم، لكنه ينطبق على فئة كبيرة منهم تحرص على سمعتها وتدأب على تسويق كل جوانبها الإيجابية، بغرض مراكمة الملايين من الإعلانات التي تُشكل نصف المداخيل السنوية للنجوم. 

عرض المحتوى حسب: