كرونو

وليد الركراكي
وليد الركراكي

الفتح الرياضي .. لكل مُجتهد نصيب

يوسف الشافعي (البطولة)

لم يُراهن أشد المتفائلين من أنصار اتحاد الفتح الرياضي ولا أكثر المتشائمين من عشاقه على نجاح مشروعه الحالي بقيادة مُدربه الشاب وليد الركراكي .. هذا الأخير الذي تصدر المشهد الكروي في المغرب في العامين الماضيين، إذ حاز لقب كأس العرش في أول موسم له كمدرب أول للفريق، قبل أن يكتب سطرا جديدا من تاريخ الكرة المغربية ويجد لنادي الفتح الرياضي مكانا في مُجلد الأساطير والأبطال بنجاحه في الظفر بلقب الدوري المغربي الأول في تاريخ النادي بعد 70 عاما من الوجود على خريطة الكرة المغربية.

 

نجاح مشروع اتحاد الفتح الرياضي المُبهر خَطَّتهُ مجموعة من الأسماء والأدمغة التي تشتغل في الخفاء وفي صمت رهيب، إذ لا يُجيد أو بالأحرى لا يُحبذ مسؤولو الفتح الرياضي لُعبة الاصطفاف أمام الكاميرات بالبذل السوداء الباهضة الأثمان، والتهافت على ميكروفونات القنوات والإذاعات، وذلك للظهور واستغلال المناصب لخدمة مصالح أخرى يعرفها الجميع ..

 

عندما راهن مسؤولو اتحاد الفتح الرياضي على اسم وليد الركراكي قبل عامين من الآن، هناك من استهتر بهذا الاسم الذي شغل المغرب ويشق طريقه بثبات لنحث اسمه بأحرف من ذهب في سماء القارة الإفريقية، كما أن هناك من وصف القرار الجريء لمسؤولي الفريق الرباطي بالمغامرة، خاصة وأن الركراكي حينها لم يسبق له أن درب، وكانت تجربة الفتح ستكون الأولى بالنسبة له كمدرب أول.

 

كان موسم الفتح الرياضي الأول رفقة المدرب وليد الركراكي بمثابة الرد والإجابة الصريحة على أن هذا المشروع يسير وفق أهداف مُخططة بإحكام، إذ أحرز خلالها الفريق لقب كأس العرش واحتل المراكز الأولى في سلم ترتيب الدوري المغربي مُزاحما أصحاب الأموال والأسماء الكبيرة، لكن الإشارات التي قدمها الفريق لم يأخدها منافسوه على محمل الجد، خاصة وأن الغرور أعماهم، غير مُكثرتين للمشروع الرياضي القادم في صمت.

 

وجاء موسم الفتح الرياضي الحالي للتأكيد على أن المشروع يسير في الطريق الصحيح، خاصة وأن المدرب وليد الركراكي قام بتحديد مكامن الخلل مُعززا الفريق بأسماء اختارها بعناية كبيرة، ويأتي في مُقدمتها عناصر الخبرة بنجلون والحواصلي، إضافة إلى أيوب سكومة .. دون تناسي أسس المشروع المرتكز بالأساس على تصعيد نسبة مهمة من لاعبي مدرسة الفريق، وهو ما قام به المدرب رفقة الإدارة التقنية للفريق والتي يرأسها بنفسه ..

 

بوصوله إلى محطة المربع الذهبي لمسابقة كأس الاتحاد الإفريقي "الكاف"، وحيازته للقب الدوري المغربي الاحترافي واكتفائه بالوصافة في مسابقة كأس العرش بعد الهزيمة في النهائي بالضربات الترجيحية، يكون نادي اتحاد الفتح الرياضي قد نجح بنسبة كبيرة في تحقيق موسم تاريخي يؤكد بالملموس وجود عمل قاعدي في الخفاء، وإدارة يرأسها رجال حكماء في التسيير الرياضي والكروي.

 

يتساءل كثيرون عن الرجال الذي يعملون في الخفاء، والذين يُشكلون العناصر الأساسية لنجاح المشروع والحفاظ على استمراريته، إذ ما لا يعرفه البعض أن المدير العام للفريق والذي يُدعى امحمد الزغاري يعتبر الركيزة الأساسية لما وصل له نادي العاصمة الإدارية في الظرف الحالي، إذ يشتغل هذا الرجل في صمت رهيب، ويتفادى الظهور تحت الأضواء، مُركزا بالأساس على وضع ثوابت فريق احترافي وفق استراتيجية واضحة المعالم، وهو الأمر الذي نجح في تحقيقه على أرض الواقع، كما أنه نجح رفقة مكتبه الذي يرأسه السيد حمزة الحجوي في تشييد أكاديمية أو مركز تكوين من الطراز العالمي، إذ من المنتظر أن يرى النور في الأشهر القليلة المقبلة، إذ وما إن تطأ قدماك المركز الرياضي الجديد للفريق، قد يُخيل لك لوهلة أنك تزور إحدى منشآت نادي أوروبي كبير.

 

امحمد الزغاري .. حمزة الحجوي .. وليد الركراكي وطاقمه .. إضافة إلى قلب المشروع المتمثل في اللاعبين أو المجموعة المتجانسة التي تحمل ألوان الفريق وتُدافع عن ألوانه بذراوة وبسالة، ناهيك عن كل العاملين في المشروع الحالي للفريق ..  كلها عوامل ساهمت في إنجاح هذه التجربة الاحترافية التي تُواصل جني الثمار في بداية الطريق.


نجاح تجربة الفتح الرياضي تُكرس وتؤكد المقولة الشهيرة .. لكل مُجتهد نصيب ..

عرض المحتوى حسب: