كرونو

الجيش الملكي
الجيش الملكي

رجاءً .. ارحموا الجيش من عبثكم وارتجاليتكم!

أيوب رفيق (البطولة)

سقوط مُدوٍّ واندحار "مأساوي" ذاك الذي لطَّخ سمعة فريق ، يوم أمس الأحد، حينما تجرّع مرارة "الهوان" والإذلال في مواجهة بعد انهزامه بخماسية نظيفة. وإذا كان من واجبنا توجيه الثناء للصورة البراقة التي ظهر بها الفريق الأحمر، فلا يسعنا على الجانب الآخر سوى الرثاء والإشفاق على ما آل إليه النادي العسكري وواحد من أقطاب الكرة المغربية.

 

الخسارة المُهينة للفريق الرباطي ليست محض صدفة، أو حادثة سيْر "شاذة" تتنافى مع ما يعيشه النادي، بل هي تجسيد لشرخ بنيوي وخلل عميق يشوب منظومة "العساكر"، لا يُسائل مدربا أو لاعبا فقط، وإنما الهياكل الإدارية التي تسهر على زعيم صار يتحدث لغة الإذعان والرضوخ.

 

إن "فضيحة الأحد" جاءت لتُجسد الواقع المأزوم الذي يشكوه الجيش، وتُعري العبث والإرتجالية التي تُحيط بالمنهجية التسييرية لإدارة الفريق، فلا تصور المسؤولين حول مستقبل النادي يبدو واضحا ومبلورا، ولا القرارات التي أقدموا على اتخاذها كان مصيرها التوفيق والفلاح.

 

المتفحص للمقاربة التدبيرية لإدارة النادي العسكري، لا يحتاج للكثير من النباهة أو الدهاء ليُحصي الفشل الذي راكمته في جملة من الملفات، من بينها انتداب المدربين وصفقات اللاعبين، والتي ظلت محط انتقادات لاذعة من الجماهير ومؤاخذات من المتتبعين والمراقبين.

 

يحسب المسؤولون داخل "القلعة العسكرية" أنهم يُديرون فريقا حديث النشأة، وهم يضعون ثقتهم في مدربٍ تعوزه شخصية البطل، ويُعد أسلوبه "بائدا" ومتجاوزا، إلى جانب ضم لاعبين لا يُراعى في اختيارهم معيار الإنضباط والجاهزية.

 

لا أخفيكم أنني خِلْتُ أن "العساكر" بصدد المنافسة على تأمين مركزهم في القسم الوطني الأول، لمّا طالعت، قبل شهريْن، لائحة الإنتدابات التي وقّع عليها النادي في الميركاتو الصيفي، وشهدت تواجد أسماء مغمورة ليس لها لا حاضر ولا ماضي.

 

ما جرى استعراضه أعلاه من "هفوات" تسييرية يُبرز بجلاء أن الفريق العسكري فقد البوصلة، ولا يخطو وفق استراتيجية واضحة المعالم ومتينة الأركان، بل يهيم فقط على وجهه ويُفسح المجال للصدفة لتعبث بنتائجه ومآله.

 

بالطبع، لا يستقيم درء مسؤولية ما يحدث عن أطراف أخرى من لاعبين ومدرب، غير أن النزر الأكبر مما يُكابده الفريق ويقاسيه يُعزى إلى إداريين أدمنوا سياسة "الأذان الصماء"، واعتادوا الإنكفاء على الذات، وكذا التدخل في اختصاصات فنية صرفة لا تمت إليهم بأية صلة.

 

إن الظرفية الحالية تقتضي سن فلسفة جديدة تؤطر النادي وتحميه من أي خروج عن النص، وترسخ في أوساطه مبدأ احترام الإختصاصات وإسناد المهام الرياضية والفنية لذوي الإختصاص، بعيدا عن العشوائية التي لا تخفى "سطوتها" على سياسة النادي في الوقت الحالي. 

عرض المحتوى حسب: