بينما يغادر بوروسيا دورتموند نحو مدينته للاحتفال بلقب كأس ألمانيا، في ساحة بورزيجبلاتس، فإن الغموض سيكتنف استعدادات الفريق للموسم المقبل، بعد فترة وجيزة للغاية من انتهاء تلك الاحتفالات.

وبعد فوز دورتموند 2/1 على آينتراخت فرانكفورت، في المباراة النهائية لكأس ألمانيا، قال توماس توخيل، مدرب دورتموند: "لقد كانت مهمة صعبة حقًا، لم نقدم الأداء الأفضل لنا، لكنه ليس بالأمر الهام.. أنجزنا المهمة بنجاح، أريد أن أتقدم بالشكر الجزيل لفريقي".

ورغم الصعاب التي واجهت دورتموند، لكنه أنهى بطولة الدوري الألماني في المركز الثالث، خلف بايرن ميونيخ (البطل)، ولايبزيج (الوصيف)، ليتأهل مباشرةً لدوري أبطال أوروبا.

واجتاز الفريق الفجوة الكبيرة التي تفصله عن بايرن، بعدما أطاح بالفريق البافاري من الدور قبل النهائي لبطولة الكأس، رغم الخلافات الواضحة بين توخيل وإدارة النادي.

وأشار توخيل إلى احتمالية عقد اجتماع مع إدارة النادي لتحليل الموسم الفائت، حيث قال: "لا أستطيع الجزم بما سيحدث.. مازال عقدي ساريًا مع الفريق وأرغب في الاستمرار.. لا أريد أن أبدو ساذجًا، أو أرغب في مضاعفة الضغوط، لكن النتيجة التي سيخرج بها الاجتماع تبدو مفتوحة".

وفي الأسابيع الأخيرة، أعلن كبار المسؤولين في دورتموند، مثل هانز يواخيم فاتسكه، المدير التنفيذي للنادي، وراينهارد راوبال، رئيس النادي، عن وجود خلافات مع توخيل، ما عزز الشائعات التي أفادت برحيل المدرب.

وكان المدرب - ومازال - يحظى بتقدير كبير، عندما تم اختياره قبل عامين لقيادة دورتموند، خلفًا ليورجن كلوب، الذي تمتع بشعبية طاغية لدى جماهير الفريق، وذلك رغم إخفاق دورتموند في التتويج مع توخيل بأي لقب، قبل الحصول على بطولة الكأس أمس.

وتبدو نتائج توخيل مع دورتموند مقبولة، حيث حصل على المركز الثاني ثم الثالث في الموسمين الأخيرين بالبوندسليجا، فيما خسر نهائي الكأس العام الماضي أمام بايرن، قبل أن يتوج به هذا العام.

ورغم ذلك، يجد دورتموند نفسه في موقع فريد بكرة القدم الألمانية، حيث مازال يمتلك عدد ألقاب يقل كثيرًا عن بايرن، ولكنه يتفوق بفارق كبير على الأندية الأخرى.

ويرى البعض أن حملة دورتموند في الموسم المنقضي حققت النجاح، فرغم أن التأخر بفارق 18 نقطة كاملة عن بايرن المتوج بالبوندسليجا، يبدو أمرًا تفوح منه رائحة الفشل، بالنظر إلى إنفاق إدارة دورتموند أكثر من 100 مليون يورو على الصفقات، لكن حتى هذا المبلغ يبدو متواضعًا مقارنةً بالنفقات التي يتكبدها بايرن عامًا بعد آخر.

وقال ماركو رويس، صانع ألعاب الفريق، الذي توج بلقبه الأول مع دورتموند، عقب المباراة: "كل لاعب كرة يرغب في حصد الألقاب، لذلك فإنني مسرور للغاية لأننا تمكنا من القيام بذلك أخيرًا".

وعقب حصول دورتموند على لقب الكأس، فإن ذلك يشكل نجاحًا لتوخيل في هذا الموسم الصعب، الذي شهد مطاردة لعنة الإصابات لعدد كبير من اللاعبين، فضلًا عن تعرض حافلة الفريق لهجوم بالقنابل في نيسان/أبريل الماضي.

وصرح رومان بوركي، حارس مرمى دورتموند: "هذا اللقب تتويج لجهودنا في هذا الموسم.. لم أواجه مطلقًا مثل تلك العقبات التي واجهناها فيه، سواءً داخل الملعب أو خارجه، لقد تكاتف الفريق بصورة مذهلة، لم يكن الأمر سهلًا، استمر هذا الفريق في التحسن مع كل مباراة، بإمكاننا أن نشعر بالكبرياء".

وبعد انتهاء الاحتفالات فإن مشاعر دورتموند بالفخر ستزداد، لكن يتعين على إدارة النادي اتخاذ بعض القرارات الصعبة.

وألمح توخيل: "لقد توصلنا جميعًا لأهدافنا وتخطينا هذا الموسم المميز، ذلك لا يحدث إلا إذا كانت هناك ثقة متبادلة".