كرونو

None

"حجي الصغير" .. إسمٌ يرتبط بِوجدان المغاربة ويُحيي ذَاكِرتهم

أيوب رفيق (البطولة)

قبل 15 سنة، وهو يسير بأولى خطواته على بِساط ، كان مُجرَّد امْتِدادٍ يُحيل على إنجازات شقيقه الأكبر، وانْعِكاساً يعود بالذَّاكرة إلى ما رَسَمهُ "مصطفى" من لوحات التألق والإبهار رفقة "أسود الأطلس"، أما اليوم، وهو يُعلن تعليق حذائه الكروي، فقد بات ، أكثر من لاعب بالنسبة للمغاربة. 


المهاجم الذي دشَّن مسيرته الدولية، سنة 2003، تحت قيادة الإطار الوطني بادو الزَّاكي، هو جزءٌ من الوِجدان الكروي للجماهير المغربية، وصفحة من التَّاريخ الرياضي لهذا الوطن، فكُلُّ من يتَناهى إلى سَمْعِهِ إسم "حجي الأصغر" ليْسَ لهُ إلا أن يستحضر هدفه في مرمى ، في " 2004"، واحتفاليته الشهيرة والرَّاسخة في الأذهان. 


ميلادٌ مغربي وتكوين فرنسي 

شهدت مدينة إفران بالأطلس الصغيرة، أولى صرخات يوسف حجي، إيذاناً برؤيته النور، وذلك في الـ25 من شهر فبراير سنة 1980، قبل أن يشدُّ الرِّحال إلى الديار الفرنسية، بعدما أتمم الحوْليْن، بِمعية أسرته الصغيرة، ومن بينها شقيقه مصطفى. 



عِشْقُ المستديرة تشرَّبَهُ في الأزقة الفرنسية، فما كان له إلا الانخراط في مدرسة "نانسي لورين"، في سبيل صقل الموهبة، واكتساب النضج التكتيكي في ممارسته. "لقد كُوِّنت من أجل تسجيل الأهداف وهز شباك الخصوم"، يقول اللاعب المغربي في تصريح إعلامي. 


ظلَّ حجي عاكفاً على التدرج في الفئات السِّنية الصغرى والشَّابة حتى عانقَ حُلم الاحتراف، سنة 1998، بالصعود إلى الفريق الأول لنادي ، والذي كان له بمثابة البَوَّابة الرئيسية نحو عالم الشُّهرة، محليّاً على الأقل، وهو ما أتاح له فرصة تمثيل المنتخب المغربي، سنة 2003، والانضمام إلى ، الممارس في ، في صيف نفس السنة.


مِشوارٌ دولي حافلٍ بالمشاعر واللَّحظات الخالدة

سيظل تاريخ العاشر من شتنبر سنة 2003 مُحتلاً لمكانةً خاصَّة لدى صاحب الـ23 سنة، أنذاك، حيث انضم فيه لأول مرة إلى المنتخب الوطني المغربي، بدعوة من بادو الزاكي، ضمن تركيبة بشرية بدماءٍ جديدة، تخلَّلها لاعبون جُدد على كتيبة "الأسود"، مثل و



شيَّد حجي لبِنات من مسيرةٍ دولية ناجحة مع "الأسود"، بلغت أوجها في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004، فاللاعب ساهم في قيادة أبناء الزاكي إلى نهائي المنافسة، بفضل أهدافٍ حاسمة، أهمها ذلك الذي أودعه شباك المنتخب الجزائري، ضمن ربع النهائي، وما أعقبه من فرحةٍ لازال يحتفظ بها المغاربة كذكرى بهيجة. 



ورغم الإخفاقات المتتالية التي تجرَّعها مع المنتخب في الوصول إلى ، إلا أنه استطاع إنهاء مساره الدولي بحصيلة إيجابية، بعدما دوَّن 16 هدفاً من أصل مشاركته في 64 مقابلة. ويقول المهدي بنعطية، زميله ومدافع يوفنتوس حاليا: "شكرا للاستقبال الذي منحته لي في المنتخب قبل 10 سنوات، لاعب مميز وبطل كبير، كان من الممتع مجاورتك". 


صانع تاريخ نانسي خلف ميشيل بلاتيني

انطلق يوسف حجي في رحلة تنقُّل بين عدة أندية سواء في فرنسا أو خارجها، فقد انضم إلى ستاد رين سنة 2005، ثم عاد إلى نانسي بعدها إلى موسميْن وعقب أربعة مواسم رجع إلى رين، قبل أن يُجاور العربي القطري وإيلازيغ سبور التركي. 



غير أن مغامرة اللاعب مع نانسي تُعد الأكثر لفتاً للنظر وإثارة للاهتمام، إذ أنه أحرز 90 هدفاً من أصل مشاركته في 376 مباراة، إضافة إلى 28 تمريرة حاسمة، بينما سجَّل 86 هدفاً ما بين "الليغ1" و"الليغ2"، ليصير ثاني هداف في تاريخ النادي، خلف الأسطورة ميشيل بلاتيني، صاحب 96 هدفاً. 


يُعدُّ الفصل الأخير من مشوار يوسف حجي عاكِساً لمجموعة من القيم، من بينها الاستماتة والتمرُّد على عامل السِّن، وهو الذي وقَّع عشرين هدفاً في آخر ثلاثة مواسم، رغم تواجده في الجزء الأخير من الثلاثينيات. "إنني حريص على الأكل والنوم الصحيين، أتبع نمطاً سليماً في العيش، لذلك أستطع التعامل بسلاسة مع تقدمي في السن"، يتحدث يوسف في خروج إعلامي قبل بضعة أشهر.

عرض المحتوى حسب: