• أستون فيلا
    تشيلسي
  • مانشستر يونايتد
    بيرنلي
  • وست هام
    ليفربول
  • يوفنتوس
    ميلان
  • أتليتيكو مدريد
    أتليتيك بلباو
  • شباب المحمدية
    إتحاد تواركة
  • حسنية أكادير
    الجيش الملكي
  • أولمبيك آسفي
    اتحاد طنجة

كرونو

المنتخب المغربي
المنتخب المغربي

تقرير خاص| رَمضان والمونديال .. "الأسود" بين الدِّين والطِّب والجاهِزية

أيوب رفيق (البطولة)

لن تكون الضغوطات النَّفسية وحْدَها من ستُلقي بِظلالها على استعدادات لنهائيات 2018، بل سيجد "أسود الأطلس" أنفُسهم مطوَّقون كذلك بـ"موضوع حسَّاس"، كما سمَّاه مدرب ، ، ويتعَّلقُ بنوعية التَّفاعل الذي سيربط بين تحضيراتهم للمحفل العالمي وشهر رمضان المبارك.


ليس رِجال الفرنسي بِمُفردهم من تنطبِقُ عليهم هذه القاعدة قبل كأس العالم، وإنَّما ثمة ثلاثة منتخبات عربية أخرى هي و ثم ، بالإضافة إلى منتخبات من قارات أخرى يحضر فيها عدد كبير من اللاعبين المسلمين، على غرار السنغال ونيجيريا، مما يجعل العدد يفوق 100 لاعبٍ معتنقٍ للدين الإسلامي ضمن أهم حدث كروي في المعمور.



وسيُدشِّن ممثلو الكرة المغربية استعداداتهم لمونديال روسيا، يوم غد الخميس، الموافق للثامن من شهر رمضان، بالعاصمة الرباط، على أن يُقيموا تربصا بعد بضعة أيام بسويسرا، فيما سيخوضون مباراتهم الأولى في المسابقة أمام ، في الـ15 من شهر يونيو المقبل، والذي سيكون من الأيام الأخيرة لهذا الشَّهر ذي الرمزية والدلالة الدينية العميقة بالنسبة للمسلمين.


إزاء كل ذلك، كيْفَ هي العلاقة بين الصِّيام والممارسة الكروية؟ وماذا يقول الجانب الفِقهي في هذه النَّازلة؟ وهل سيتأثر رِفاق الحارس منير المحمدي بهذه الثنائية وهم يُناقشون مجريات كأس العالم بالديار الروسية؟


"الثَّعلب" يَستَهْجِنُ "تجربة 2017" مع "الأسود"

يُقبل المدرب الفرنسي، هيرفي رونار، على هذه العلاقة الثنائية "الشائكة" بين كرة القدم وشهر رمضان بالنسبة للاعبين المسلمين، وهو مُحملٌّ بذكرى السنة الفارطة، حين قاد معسكراً إعداديا للمنتخب الوطني في ذات الشهر، وقد تخلَّلته مباراة الودية ومواجهة الرَّسمية.


"اللقاء الذي خُضناه أمام المنتخب الهولندي قبل الإفطار لم يُحقِّق الاستفادة المنشودة منه، كان سيكون من الأفضل بكثير مواجهتهم بعد الإفطار. توقيت المباراة لم يُساعدنا على استنتاج الخلاصات من أدائنا"، يقول ربان "أسود الأطلس"، في تصريح إعلامي أعقب لقاء المغرب وهولندا، شهر يونيو الفارط.



معاناة اللاعبين البدنية التي لمسها الطاقم الفني في مباراة هولندا، جعلت الكتيبة المغربية تتبنَّى مُقاربة جديدة في لقاء الكاميرون الذي جاء بعد ذلك بأيام قليلة، حيث أكد طبيب المنتخب الوطني، عبد الرزاق هيفتي، أن مكونات المجموعة اتَّفقت على إفطار اللاعبين خلال موقعة "ياوندي"، ضمن ً2019.



بيد أن التصريح الذي أدلى به هيفتي كان يطبعه بعض الشك في قابلية فئة من اللاعبين للانخراط في هذا الاتفاق، والإفطار في يوم المقابلة، بقوله: "نتمنى خالصاً أن يمتثل اللاعبون لهذا القرار المتفق عليه ويفطرون في اليوم الذي ستُجرى فيه المباراة".


الصَّوم والممارسة .. الانعكاسات الصِّحية

إذا كان المنتخب المغربي وكذلك المنتخبات التي يؤثثها اللاعبون المسلمون قد وقعت فريسةً للإنقسام، أو على الأقل للحيرة بشأن التعامل مع ثنائية الممارسة وشهر رمضان، فإن مجال الطِّب بدوره لم يحسم في الانعكاسات الصِّحية التي يُخلِّفها التفاعل بين الصِّيام والمزاولة الكروية.


يقول نيث وورث، أخصائي علاج طبيعي عَمِل داخل مانشستر سيتي وويغان الإنجليزييْن، فضلا عن اشتغاله في الإمارات العربية المتحدة، إن "الصيام المتقطع لا يترك أية فرصة للجسم كي يتأقلم، أما إذا كنت تصوم باستمرار، فإن الجسد يعتاد على المتطلبات والطاقة ويتكيف، لذلك من الأفضل تأجيل الصوم لوقت لاحق".



ورغم أن الموقف السَّالف الذِّكر يجد له تأييداً في الوسط الرياضي، إلا أن دراسة قام بها باحثون وعلماء من مركز "الفيفا" ومصلحته الخاصة بالتقييم والبحوث الطبية، خلصوا فيها إلى أن تأثير الصيام على النشاط الرياضي محدود للغاية، بناءً على نتائج استقوها من عيِّنة من الشباب الممارسين والصائمين في آن واحد.


بل الأدهى من ذلك، أشارت الدراسة التي جرى القيام بها سنة 2008، إلى أن أداء هؤلاء الشباب تحسَّن وتطوَّر في رمضان، مقارنةً بالأيام التي يُفطرون فيها، وهو ما يتماهى وينسجم مع ما قاله كولو تولي، الدولي الإيفواري السابق: "إن جسدك يصير سليماً، وتشعر بنفسك أقوى".


رأي الدِّين .. التضارب في الاجتهادات والمواقف

ما يَسِمُ الجانب الطِّبي من بعض الانقسام في تحليل ثنائية المجهود البدني والصوم، يسري أيضاً على الآراء الدينية والفقهية التي ما إن تظهر واحدة، حتى تعقبها أخرى تُخالفها في التوجه، خاصَّة في المغرب، بخلاف بعض الدول العربية والإسلامية.



ففي الوقت الذي أجاز فيه مفتي جمهورية مصر، شوقي علام، للاعبي المنتخب المحلي الإفطار خلال الاستعدادات للمونديال، وتأجيل الصوم إلى وقتٍ لاحق، ذلك أنهم "سيكونون على سفرٍ"، تحضر في المشهد الديني والفقهي المغربي عدة مواقف مُتباينة في مُقاربتها لهذا الموضوع.


وكان الشيخ عبد الباري الزمزمي، قد أكد في حديثٍ إعلامي يعود لبضع سنوات، أن الشرع يُجيز للمسافر الإفطار، وبالتالي يُمكن للمنتخب المغربي الذي سيُقيم تربُّصا بالديار السويسرية ثم الروسية الإفطار، "فحتى لو بقي هؤلاء اللاعبون شهراً كاملاً في تلك البلاد يجوز لهم الإفطار، اعتمادا على الحكم الشرعي للصائم المسافر"، يقول العالم الفقهي المغربي.


من جانبه، يرى أحد علماء المذهب المالكي، محمد التاويل، نقيض وِجهة نظر الزمزمي، باعتباره أن "السفر بهدف ممارسة كرة القدم هو غايته اللهو، وبذلك لا يمكن أن يستبيح إفطار شهر رمضان"، مُشدِّداَ على ضرورة عدم التضحية بهذه الفريضة الدينية من أجل مجرد لعبة رياضية.


رونار و"أسود الأطلس" .. كيف سيُعالجون هذه "الإشكالية"؟

تفرض علامات الاستفهام نفْسَها بشأن تعامل طاقم المنتخب الوطني المغربي ولاعبيه مع تزامن شهر رمضان مع تحضيرات "الأسود" للمحفل العالمي، والتي ستُجرى في شطرها الأول بالرباط، ثم سيرحلون بعد ذلك إلى سويسراً في المرحلة الثانية، على أن يباشروا رحلتهم المونديالية في روسيا.



ولم يُعلن المدرب الفرنسي موقفاً رسمياً أو واضحاً بخصوص مقاربته لصيام اللاعبين في خضم الاستعدادات لمونديال 2018، إلا أن موقفه السابق من ودية هولندا قد يُحيل على إمكانية الإفطار خلال التحضيرات التي ستشهد أكثر من حصة واحدة في اليوم، والتي تنصب بشكل كبير على الجانب البدني.


كما يملك "الأسود" خيار تأجيل الحصة التدريبية إلى ما بعد الإفطار، غير أن ذلك سيُحتِّم عليهم الاكتفاء بحصة واحدة في اليوم، وهو ما قد يؤثر على استعدادهم على الصعيد البدني، قبل انطلاق المسابقة العالمية التي تجرى على إيقاعات عالية من التنافس والندية.



وفي محاولة من "البطولة" لاستفسار نبيل العياشي، أخصائي التغذية داخل المنتخب الوطني، من أجل التعرف على المُقاربة الغذائية التي سيعتمدها مع اللاعبين في ظل هذه الثنائية، رفض المسؤول عن التغذية الإدلاء بأي تصريح بهذا الخصوص.

عرض المحتوى حسب: