فاروق عصام (البطولة)

يُسيطر حاليًا سؤال وحيد على كل القنوات الأعلامية المُهتمة بالشأن الكتلوني وفريق برشلونة الإسباني، وهو كيف ستكون تشكيلة الفريق خلال الموسم المقبل؟ ما هو مصير هجوم البلاوجرانا بعد انضمام الفرنسي "أنطوان جريزمان"؟

بقاء المدير الفني "إرنستو فالفيردي" مع برشلونة ربما سهل من مهمة توقع التشكيلة وطريقة اللعب، ولا سيما في ظل تمسكه المستمر بأفكاره وفلسفته الفنية، على الرغم من كم الانتقادات التي طالته عقب الفشل في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في الموسمين الماضيين.

وسنحاول معكم الغوص أكثر داخل رأس مدرب بيلباو السابق من أجل التكهن بالشكل الذي سيكون عليه بطل إسبانيا خلال الموسم المقبل، وما هو التغيير المنتظر حدوثه في ظل وجود الهولندي "فرينكي دي يونج" والفرنسي "أنطوان جريزمان" في التشكيلة الأساسية.

خط الدفاع

بات من المستبعد حصول الإدارة الكتلونية على النجم الهولندي "ماتياس دي ليخت" في ظل تضيق يوفنتوس الطريق في المطاردة، لذلك سيبقى الوضع في عمق الدفاع على ما هو عليه ثنائية "بيكيه وأومتيتي" خاصة في ظل بقاء الفرنسي كما هو في برشلونة، بعدما عبر عن رغبته في الاستمرار داخل الكامب نو.

المداورة في عمق الدفاع سوف تتم بواسطة المتألق في الموسم الماضي "كليمنت لينجوليه" واللاعب الشاب "جيان كلير توديبو".

مركز الظهير الأيمن يبقى حتى الآن مصيره غامضًا، في ظل طلب البرتغالي "نيلسون سيميدو" الرحيل، وبات أتليتكو مدريد قريبًا منه، بينما يفضل فالفيردي بقاءه من أجل المداورة بينه وبين "سيرجي روبيرتو" الذي يبقى الأقرب للمركز الأساسي، بعد ابتعاده المنتظر عن مراكز وسط الميدان في ظل التخمة الموجودة على الدائرة.

مركز الظهير الأيسر يحتاج للتدعيم هذا الصيف، فلن يدخل البارسا الموسم بـ"جوردي ألبا" فقط، لذلك الاتفاق مع ظهير أيسر جديد أمر حتمي، والخيار بين اثنين الأول خبر "فيليبي لويس" الذي انتهى عقده مع الروخي بلانكوس، والثاني دفع 50 مليون يورو لريال بيتيس من أجل ضم "جونيور فيربو" الذي يعتبر هدف قديم للبارسا.

خط الوسط

المعادلة الأصعب التي أعتقد أنها تؤرق فالفيردي كثيرًا قبل بداية الموسم هي اختيارات وسط الميدان، هناك خمسة أسماء متاحة يجب اختيار ثلاثة فقط من بينهم من أجل اللعب بشكل أساسي، وفي حالة تغيير أسلوب اللعب إلى 4-4-2 سيكون هناك لاعبي وسط فقط في التشكيلة، فلمن سيذهب الاختيار؟!

الصحافة الإسبانية طرحت أكثر من خيار أمام الجماهير الكتلونية، وكانت الدهشة هي رغبتهم في الاستغناء عن لاعب الارتكاز المتألق في العقد الماضي "سيرجيو بوسكيتس" لصالح الصفقة الجديدة "فرينكي دي يونج" مع الإبقاء على ثنائية "أرتور وراكيتيتش"، وفي تلك الحالة سيكون على مقاعد البدلاء من أجل المداورة "بوسكيتس فيدال" بجانب وجود الصاعد "كارليس إلينيا" الذي بات بحاجة لدقائق أكثر من أجل إظهار موهبته.

ويبقى التخوف الأكبر لدى الجهاز الفني الكتلوني هو في قدرة الهولندي على القيام بأدوار بوسكيتس التي لطالما خلقت الفارق للبارسا، سواء في قدرته على الاحتفاظ بالكرة والربط بين الخط الخلفي والأمامي، أو الذكاء الكبير الذي يتمتع به خريج اللاماسيا في تعطيل الهجمات وتهدئة وقراءة اللعب في مباريات القمة.

خط الهجوم

بالتأكيد وصول جريزمان سبب صداعًا حميدًا لجهاز برشلونة، وبات فالفيردي مطالبًا باستغلال كل خبرته كمدرب كرة قدم من أجل إيجاد الشكل الأمثل لهجوم البارسا في الموسم المقبل.

الكثيرون يطالبون بوجود الفرنسي في مركز البرازيلي "نيمار" أثناء وجوده في برشلونة، ولكن أصحاب هذا الرأي ربما لم يتابعوا بطل العالم في آخر موسمين على الأقل، فقد أصبح مهاجمًا أكثر منه لاعب رواق، سواء مع الديكة أو اللوس كولشينيروس، لذلك مسألة وجوده في مركز الجناح ستكون مقبولة كحل للطوارئ في المباريات ولكنه لن يكون مُجديًا بالقدر المتوقع كحل أساسي، ولا سيما وهو الذي كان يلعب في مركز ميسي خلف المهاجم الصريح، وهو مركز مستحيل في برشلونة دون أي نقاش.

 

هناك تداخل متوقع في أدوار ثلاثي هجوم برشلونة، وإيجاد تشكيلة ترضي تطلعات "لويس سواريز" و"أنطوان جريزمان" معاً في غاية الصعوبة والتعقيد، خاصة في ظل وجود الأرجنتيني "ليونيل ميسي" الذي يتمتع بالحرية الأكبر في الثلث الأخير للبارسا، حيث يبقى البرغوث يفضل التمركز في منطقة "14" والتحرك منها بحرية على طرفي الملعب أو في العمق، وقد وجد الانسجام الكافي مع الأوروجوياني الذي بات يعرف كيف يتحرك من أجل فتح مساحة لنفسه ولصديقه المقرب في دفاعات الخصوم، وهي مهمة لن يجدها جريزمان سهلة في أيامه الأولى مع برشلونة.

طلبات رحيل منتظرة

إرنستو فالفيردي من نوعية المدربين الذين لا يمنحون الكثير من الفرص خلال الموسم، ويكفي للتدليل على ذلك تعاقده مع لاعبين في انتقالات الشتاء الماضية لم يحصلوا على فرصة ارتداء القميص الكتلوني ولو في مباراة تنافسية كبرى في النصف الثاني من الموسم.

من أجل هذا باتت هناك قنبلة موقوتة تهدد استقرار الفريق، حيث يتواجد هناك عدد من اللاعبين الذي سيكون رحيلهم هذا الصيف غنيمة، وعلى رأس هؤلاء البرازيلي "كوتينيو" الذي لم يعد له مكاناً في ظل تخاذله في الموسم الماضي، حاله حال مواطنه المتألق مع كل ظهور "مالكوم" ومعهما الفرنسي "عثمان ديمبلي" الذي سيتحول إلى لاعب بديل بعد قدوم جريزمان.

لذلك بات على فالفيردي في الموسم القادم احتواء غضب تلك الأسماء التي سوف تبتعد عن التشكيلة الأساسية، وسيكون أي خبر يخصهم مادة خصبة للصحافة من أجل الحديث عنها، فامتلاك مقاعد بدلاء قوية دائمًا له آثارًا جانبية تتمنى جماهير برشلونة تجنبها في موسم مصيري للجهاز الفني وكذلك مجلس الإدارة بقيادة العنيد "جوزيب ماريا بارتوميو".