كرونو

الجيش الملكي
الجيش الملكي

مقولة "إنشتاين" تُلخِّص حكاية الجيش الملكي .. سلك نفس الخطوات وانتظار نتائج مُختلفة

أيوب رفيق (البطولة)

يقول إنشتاين إن "الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة"، هذه حكمة تتجسد كثيرا في مشهدنا الكروي، وتجد لنفسها موطئ قدم ضمن الممارسة المقارباتية للكرة الوطنية.


هل يمكن أن تنطبق هذه المقولة على ، مع التحفظ على المعنى القدحي ل"الغباء"؟ في الواقع يبدو النادي العسكري ماضيا في ذات الخطوات التي راكمها في المواسم الماضية، والتي لم تجر عليه سوى الويلات والانتكاسات وجعلت أنصار الفريق ضحية لليأس والإحباط.


النادي الذي يبرم انتدابات خارج إطار أي مشروع رياضي ووفق آهواء المدربين الذين يتعاقبون عليه كل نصف موسم لا يمكن أن يمنح مؤشرات إيجابية لجماهيره، ولا الرأي العام الذي يهمه صحوة فريق مرجعي من قيمة "الزعيم" حتى يرتفع نسق المنافسة داخل الكرة المغربية.


منذ قدوم عبد الرحيم طاليب لاعتلاء العارضة الفنية للفريق، وإدارة الكتيبة العسكرية توقع على صفقات بدت بعيدة عن تطلعات المشجعين، وظهر أن النادي يغرف من التركيبة البشرية لأندية بصمت على موسم كارثي لا يؤهلها لبيع لاعبيها بمبالغ مالية تفوق تلك التي اقتنتها بهم.


ما يُحاك من انتدابات أغلقها الفريق منذ سنوات كانت تخضع في أغلب الأحوال للعبة "وكلاء الأعمال" الذين يظل همهم الوحيد هو عنصر الربح، وتمرير الصفقات، بغض النظر عن جودة الأسماء ومدى قدرتها على تقديم الإضافة.


لا يبدو أن أي تغيير قد طرأ على المقاربة الشاملة لمسؤولي الجيش الملكي لأوضاعهم الداخلية، بل حتى الصفحة الرسمية للنادي تعيش ما يشبه السبات، وإن هي آتت بمستجدات الفريق فإنها تصدرها دون معطيات كفيلة بإشباع فضول المتتبعين.


إن اللاعبين الذين يدخلون إلى القلعة العسكرية يخرجون منها بلا مستحقات تكفلها لهم عقودهم، وإذا رفضوا ذلك، فمصيرهم التهميش والإقصاء ولي الذراع، فتترسخ لديهم بذلك صورة مخالفة عن تلك المرتسمة في أذهانهم عن قيمة وعراقة أحد أبرز أندية العاصمة الإدارية على الإطلاق تاريخا وإرثاً.


في حوار خص به "البطولة" بعد رحيله بيومين عن دفة تدريب الفريق العسكري، لخص الإسباني كارلوس ألوس فيرير كل شيء في جواب واحد: "بالنسبة لي مجموعة من الأشياء يجب أن تتغير، أعتقد أن النادي يحتاج إلى مدير رياضي من الخارج يمكنه رسم نموذج النادي والتأسيس لاستراتيجية يجب على الجميع اتباعها حتى المدرب بنفسه. الفريق كذلك يحتاج إلى إحراز خطوة إلى الأمام لإضفاء المزيد من الاحترافية على النادي".


نحن لسنا بصدد توسم الفشل أو التمهيد له بدون أسباب موضوعية، غير أن المعطيات القائمة في الوقت الحالي تنذر بأن ما ينتظر جماهير النادي ليس أفضل مما سلف، إلا إذا كانت للصدفة كلمتها وفعلت فعلها كما هو شأن معظم إنجازات المرة المغربية المعدودة على رؤوس الأصابع.

عرض المحتوى حسب: