كرونو

وحيد خليلوزيتش وهيرفي رونار وهنري ميشيل
وحيد خليلوزيتش وهيرفي رونار وهنري ميشيل

وحيد وقبله آخرون أجمعوا على "ضُعف الكرة المغربية" .. تبرير واستباقٌ للفشل أم موضوعية بالغة؟

أيوب رفيق (البطولة)

في الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة من المدرِّبين الذين يتعاقبون على الإشراف على حلولاً للدَّفع بكتيبة "أسود الأطلس" إلى الأمام والمُضي بها إلى منصات التتويج، يعتمد هؤلاء المدربون على إبراز "ضُعف الكرة المغربية" سواء لتبرير نتائجهم السلبية معها أو لاستباق ذلك.


آخر المدراء الفنِّيين الذين اعتبروا أن المنتخب المغربي ليس له إمكانيات في الوقت الحالي تُؤهِّله للعبور إلى نهائيات " 2022" بقطر هو المدرب البوسني الأصل، وحيد خليلوزيتش، الذي قال بعد ودية النيجر، يوم أمس الثلاثاء: "لا يجب أن نكذب على أنفسنا، في ظل الوضع الحالي، ليست لدينا أية حظوظ للتأهل إلى كأس العالم القادمة".



ويُحيل هذا التصريح الذي اختلفت ردود الأفعال حوله على تصريحات سابقة لمدربين آخرين حاولوا تبرير "إخفاقاتهم" في المهام المنوطة إليهم بالتأكيد على أن الكرة المغربية ضعيفة، ولازال أمامها مسار طويل كي تكون لها المشروعية لتُمنِّي النفس بحصد الإنجازات على الصعيد القاري.


هنري ميشيل: "الدوري المغربي لم يبلغ المستوى المطلوب بعد"

في أعقاب إقصائه رفقة المنتخب الوطني من نهائيات " 2008" بغانا، عدَّد الراحل الفرنسي هنري ميشيل الأسباب والعوامل التي تجعل من الكرة المغربية تُراكم الانتكاسات، مُشيراً إلى أن " لازالت لم تصل إلى المستوى المطلوب والمنتخب الوطني لا يتوفر على لاعبين ذوي جودة عالية".


وأضاف المتحدث نفسه بالقول: "ليس من الطَّبيعي القول بأنه ينبغي علينا الفوز والقدرة على التتويج بكأس أمم أفريقيا دون امتلاكنا للظروف الملائمة والمناسبة"، قبل أن يسترسل في حديثه قائلاً: "بخلاف المنتخبات الأفريقية الأخرى التي تضم لاعبين كبار مارسوا في أندية محلية ثم التحقوا بأخرى كبرى وعريقة".



"المنتخب المغربي له لاعبين جيدين، لكن ليس من تلك الطينة القادرة على تغيير مجرى المباريات، وبالتحديد في اللحظات الصعبة والعسيرة"، يقول المدرب الفرنسي الراحل، مُردفاً: "لقد حان الوقت كي نبحث عن الحلول الفعَّالة والناجعة لمعالجة مشاكل الكرة المغربية، خاصة في الشق المتعلق باستقرار الإدارة التقنية الوطنية".


وكان هنري ميشيل قد قاد "أسود الأطلس" إلى نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا، واقترب معهم إلى الدور الثاني، بينما أُقصي من الدور الأول لنسخة "كان 2008" بغانا، عقب هزيمتيْن أمام أصحاب الأرض والجمهور وغينيا وانتصار لا يُغني ولا يُسمن من جوع أمام ناميبيا.


هيرفي رونار: "قبل مجيئي، المنتخب المغربي لم يصل للمونديال لعشرين سنة"

كُلَّما حاصرته الانتقادات أو عاكسته النتائج، ظلَّ الفرنسي يستخدم ورقة "النتائج المخيِّبة" للمنتخب الوطني قبل مجيئه ليواجه بها المؤاخذات التي تُسجَّل من الرأي العام على الأداء والنتائج، مُعتبراً أن "الأسود" لم يتأهلوا إلى المونديال لمدة عشرين سنة قبل أن ينجحوا في ذلك بعد قدومه وتوليه الإشراف على تدريبه.


كما ردَّد مدرب المنتخب السعودي حالياً أن المغرب لم يتجاوز الدور الأول من "كأس أمم أفريقيا" لـ13 سنة، حتى قاده إلى فك هذه العُقدة في نسخة الغابون التي وصل فيها المنتخب الوطني إلى دور الثمانية، قبل السقوط أمام المنتخب المصري، وصيف الدورة أنذاك.



وحتى في الرسالة الوداعية التي نشرها رونار عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تأكد رحيله عن المنتخب المغربي، ذكر الفرنسي هذا المعطى، قائلاً: "أنا فخور بنجاحي في رفع نسق الكرة المغربية، لقد بلغنا الدور الثاني من كأس أفريقيا في مناسبتيْن، وهي سابقة منذ سنة 2004، كما وصلنا إلى كأس العالم بعد عشرين سنة من الغياب".


وتُجمع تصريحات المدربين الذين يحاولون استخدام ورقة "النتائج المخيبة للمنتخب الوطني" قبل قدومهم على أن الكرة المغربية تظل في حاجة ماسة إليهم، وأنها غير مُهيكلة ولا تعتمد على أطراف أخرى في إطار مُقاربة تشاركية ذات أعمدة مُختلفة، بل تستند فقط إلى إسم واحد كي يتألق مع المنتخب الأول ويُخفي مردود المنتخبات الأخرى.

عرض المحتوى حسب: