كرونو

None

وجهة نظر: "على مسيري الرّجاء الاتّسام بالوضوح والشفافية.. تفسير حقيقة التضحية بالمنافسة المحلية نظير الكأس العربية..!"

أعتقد أن خَيار المنافسة على الكأس العربية والتضحية بلقب البطولة الوطنية، ليس خيار مسيري الرّجاء فقط، بل الأولوية في اتخاذ القرار لجماهيره، بغض النظر عن التوفيق في حيازة هذا اللقب أو ذاك، إذ نناقش هنا فقط مسألة اتخاذ قرار المنافسة على لقب والتضحية بآخر، خيَار وقرار من أولا؟ مكتب الرجاء أم مناصروه؟


مكتب الرّجاء يفكر بمنطقاستثماري أكثر منه انتمائي للكيان، لا أظن أن لقب الكأس العربية (بغض النظر عن مسمّاه "الملك محمد السادس" والذي تحاول إدارة النادي بالخصوص الركوب عليه كمعطى لتوجيه المناصرين نحو جعله أولوية على أي لقب آخر هذا الموسم) لا أظن كما قلت أن لقب هذا الكأس كلقب في حد ذاته، يعد أولى من لقب البطولة الوطنية عند المناصر المغربي.


كأس محمد الخامس للأندية شاركت فيه أندية مغربية ولم تحققه، إلا في مناسبة وحيدة، وكأس الحسن الثاني للمنتخبات شارك فيه المنتخب المغربي الأول، وكذلك لم يحققه، لأنه لم يتم الترويج آنذاك بقيمة تسمية الكأس، أكثر من قيمة المسابقة الكروية كمسابقة دون استغلال معطيات أخرى والترويج لها بطريقة معينة، تخدم مصلحة ما غير مباشرة، وإلا سيكون لقب كأس العرش بلغة هذا المنطق، اللقب الأكثر أهمية من درع البطولة، و شارك حائزه ووصيفه في منافسات دوري أبطال القارة!


إدارة الرجاء وُجب عليها التعامل بشفافية مع مناصيريها أكثر، وأن تجعل من المنصة الرقمية لها عبر شبكات التواصل، وخرجات فعالياتها الرسمية عبر المنابر الإعلامية، فرصة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين وتوحيد القرارات والرؤى والأهداف، لا أن يكون هدفها توجيه الرأي العام الرجاوي نحو فروع مواضيع هامشية أحيانا، واستغلال الإنتماء الكبير لهم في زيادة مداخيل خزينة النادي لا أكثر.


على إدارة الرجاء ومحيط هذه الإدارة من أصحاب القرار الغير مباشرين، الإعتراف بأن هدفهم الأول هذا الموسم هو القيمة المالية للمنافسة العربية، والتي قد تعيد التوازن المادي للنادي الأخضر، بل وقد تجعله لأول مرة منذ سنوات، مكتفيا ذاتيا بل ويتمتع بفائض ما، قد يساهم في محو الديون السابقة، وتطوير منتوج الفريق الأول بالخصوص، بالحفاظ على ركائزه، وجلب أسماء أخرى قادرة على خلق الفارق، والمنافسة وقتها على اللقب المحلي والقاري، برزانة ومكانة أكبر مما عليه اليوم، وهذا الاعتراف لا أعتقد أنه ليس مسبة أو عيبا، لا طالما المعطيات الحالية تؤكد هذا الطرح وبقوة.


ليس الرجاء وحده ككيان، يشكل جمهوره قوته الضاربة والثابتة، ويجد تعاملا جافا من مسؤوليه، بل أغلب الأندية الوطنية إن لم نقل جلها، ترى في المناصر مصدرا لشيئين اثنين، أولهما مادي وثانيهما معنوي في مواقف ما، أما دون ذلك، لن ترى المسير أو المسؤول المغربي يفكر في فرح وأسى هذا المشجع، باعتبار إنساني صرف، بحكم تضحياته الكبرى وانتمائه الأولي، بل يرى فيه نا ذكر سلفا، ليكون المناصر دائما القيمة الثابتة والركيزة الأساسية في كرة القدم كمنظومة، الكل يتغير إلا هو، يظل ثابتا مهما طال به العمر حتى لو تغيرت درجة هذا الارتباط بينه وبين كيانه الكُروي الأول.


للتواصل مع الكاتب: m.zaid@elbotola.com




عرض المحتوى حسب: