كرونو

عادل رمزي
عادل رمزي

حوار/ عادل رمزي لـ"البطولة": "أظل رهن إشارة بلدي المغرب وبإمكان المنتخب الوطني صُنع المفاجأة في المونديال ولكن وِفق شروطٍ"

تحدّث الدولي المغربي السابق، عادل رمزي، في حوارٍ خصّ به "البطولة"، عن المسار التدريبي الذي يخطّه، حيث يستعد للإشراف على العارضة الفنية لرديف الهولندي، مُتطرقاً في الوقت نفسه للآفاق التي يرسمها ومساعيه لتسخير المعارف والتجارب التي اكتسبها لصالح .

وقال اللاعب الذي مثّل المنتخب المغربي في 26 مقابلة رسمية: "أعتقد أن تجربتي كلاعب في إيندهوفن والعمل المُضني الذي قُمت به في الميدان، فضلاً عن الموهبة التي ينعم بها المرء من الله، كلها عوامل جعلت إداريي الفريق الهولندي يثقون في مؤهلاتي ويُطوقّونني بهذا الشرف".

وأورد المتحدث نفسه تعليقاً على ورود اسمه ضمن قائمة المرشحين للاشتغال في الطاقم التقني للمنتخب المغربي في حال تغيير العارضة الفنية لهذا الأخير -أورد- بالقول: "سيكون لي شرف كبير إذا أُتيحت لي الفرصة لتسخير التجارب التي اكتسبتها هنا لصالح منتخب بلدي، والمسعى يبقى هو تقديم خدمات للبلد الأم وأنا مستعد ورهن الإشارة".

أما عن حظوظ "الأسود" في نهائيات كأس العالم قطر 2022، أوضح عادل رمزي قائلاً: "يُمكن القول بأنه بمقدورنا تحقيق المفاجأة بناءً على الترسانة البشرية التي نتوفر عليها، لكن بشرط التحضير الجيد ورسم هوية وترسيخ استقرار فني وتكتيكي، لدينا كل المؤهلات لصنع المفاجأة، أتمنى أن ننجح في هذا التحدي".

- بداية، كيف جاء انخراطك في ميدان التدريب بعد المسيرة التي بصمت عليها كلاعب مع المنتخب الوطني ومجموعة من الأندية؟

أشتغل في مجال التدريب منذ ثماني سنوات، تدرَّجت في مختلف فئات نادي بي إس في إيندهوفن بإشرافي على فريق تحت 16 سنة وتحت 17 سنة، وكذلك مساعداً لمدرب الفريق الأول لمدة سنة. في هذا العام كلّلت مساري التكويني بالحصول على دبلوم "يويفا برو"، حالياً أنا بصدد تولي تدريب الفريق الرديف ثم بعدها قيادة العارضة الفنية للفريق الأول، إذ يظل ذلك هدفاً بالنسبة لي.

تكويني في الميدان جاء على مراحل، وقد أضفت إلى سيرتي كل من شهادة "يويفا برو C" و"يويفا برو B" ثم "يويفا برو A". إن هذه الثقة التي حظيت بها من مسؤولي بي إس في إيندهوفن مصدر شرف واعتزاز لي كمغربي وعربي، يُمكن القول بأن الفريق الرديف يكتسي أهمية بالغة في منظومة النادي، لأنه يُعد آخر المراحل التي يمر منها اللاعبون قبل التحاقهم بالكبار، لذلك أُقدّر هذه الفرصة وآمل تشريف المغاربة.

- هل يكفي أن تكون لاعباً جيداً لتصبح مدرباً كبيراً؟ أم أنك ترى أن هناك متطلبات أخرى بالنسبة لأي مدرب بمعزل عن مساره كلاعب؟

على العموم، ليس أي لاعب كبير بوسعه أن يحوز مسارا تدريبيا ناجحا، هذه ليست قاعدة ثابتة، لكن هذا لا يمنع من أن المُمارسة كلاعب تُضيف إليك امتيازات أخرى عند اشتغالك في التدريب. أن تنخرط في الميدان التدريبي يعني أنك قد بدأت رحلة أخرى تتطلّب الاشتغال بجد والاجتهاد وكذلك بذل أكبر مجهود لحيازة أقصى حد من المعلومات والتجربة حتى يكون في المستوى المطلوب.

أعتقد أن تجربتي كلاعب في إيندهوفن والعمل المُضني الذي قُمت به في الميدان، فضلاً عن الموهبة التي تنعم بها من الله، كلها عوامل جعلت إداريي الفريق الهولندي يثقون في مؤهلاتي ويُطوقّونني بهذا الشرف. مبدئي هو أن أي مدرب هو مُلزم بتقديم الجديد والإتيان بالإضافة، وأن يحيد عما هو عادي وطبيعي وينكب على تجويد المنتوج الكروي، وهذا ما أطمح إليه كل يوم بهدف مطابقة ما أتمناه مع الواقع.

- يتساءل العديد من متابعي الكرة المغربية عما انكببت عليه بعد انتهاء مشوارك الكروي، كيف دبَّرت كل هذه السنوات التي تلت مسارك؟

حينما أتممت مساري الكروي، كان لدي دائما طموح الاشتغال في التدريب، كنت أهدف إلى أن أكون في مستوى الأطر الأوروبية، حيث يحزّ في النّفس أن ترى المغرب البلد الكروي الشغوف بهذه اللعبة يستقدم مدربين أجانب للإشراف على المنتخبات والأندية الوطنية.

عقدت الحزم على تدشين مسيرتي التدريبية في أوروبا والتي وصلت لحد الآن إلى ثماني سنوات، وحمداً لله، فقد نجحت في فرض نفسي في واحد من أكبر الأندية الأوروبية، وهنا أود مخاطبة كل من له أهداف في هذا المجال أن يوسع مجال طموحه ويبحث عن آفاق عالمية وليس وطنية فقط.

- كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس العالم قطر 2022؟

الكل متفق على أننا نزخر بإمكانيات مهمة للغاية على مستوى التركيبة البشرية وكذلك الإمكانيات المادية واللوجيستيكية التي وفّرتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بقيادة السيد فوزي لقجع. جميع الظروف حاضرة لتحقيق نتائج كبيرة، بالإضافة إلى لاعبين يُمارسون في أندية أوروبية كبرى، يُمكن القول بأن كل مكونات النجاح مُلتئمة، لكن ما نفتقده هو هوية محددة واستقرار فني وتكتيكي.

كمثال، عندما نتوقف عند المنتخب الهولندي، فهو معروف برسم خططي قائم على 3-3-4، وهناك منتخبات أخرى لديها هوية ثابتة، ونحن كبلد كروي في أمس الحاجة إلى بصمة وهوية نتميَّز بها، ومن ثم البناء عليها، فهي الأساس حتى يستوعب اللاعبون أساليب النجاح. أما إذا أخذنا في تغيير مخططاتنا كل سنة أو سنتيْن، فإننا سنبقى في حلقة مُفرغة.

تحقيق لقب كأس أمم أفريقيا والذهاب بعيداً في كأس العالم يستلزم التميز بهوية موسومة بالاحترافية العالية، وذلك ما نتمناه ونأمل أن تكون الإضافة مستقبلا لصالح المنتخب الوطني المغربي.

- تابعت بدون شك ورود اسمك ضمن قائمة المرشحين للاشتغال ضمن الطاقم التقني للمنتخب المغربي في حال الانفصال عن الطاقم الحالي، ما تعليقك؟

المنتخب الوطني يعود له الفضل الكبير في ما وصلت إليه كلاعب وأيضاً كمدرب، سيكون لي شرف كبير إذا أُتيحت لي الفرصة لتسخير التجارب التي اكتسبتها هنا لصالح منتخب بلدي، والمسعى يبقى هو تقديم خدمات للبلد الأم وأنا مستعد ورهن الإشارة، نادي بي إس في إيندهوفن وضع لي برنامجا خاصاً، لكن يظل بلدي في المقام الأول إذا كان في حاجة إلى خدماتي.

-هل تحرص على متابعة الكرة الوطنية ولو من بلاد المهجر وكيف ترى المستوى الذي وصلت إليه؟

أتابع بلا شك الكرة المغربية وأشتاق دوما لمشاهدة التطور الذي تُحرزه، سواء من الناحية التكتيكية أو الظروف المحيطة، أُلاحظ تحسنا مهما لا على صعيد الملاعب والبنية التحتية أو إيقاع اللاعب. هناك كذلك أندية وطنية تبصم على عروض كبيرة في المسابقات القارية، مثل الوداد الرياضي والرجاء الرياضي، إنني أحرص على مواكبة مباريات هذه الفرق وأحاول تصنيف الكرة الوطنية على المستوى الأفريقي.

أعتقد أننا نمضي في المسار الصحيح، وثمة تحسن يُمكن أن يتزايد منسوبه، المجهودات ظاهرة للعيان من طرف جامعة الكرة وكذلك الأندية الوطنية، وأتمنى أن تتضاعف الجهود مستقبلا للوصول إلى ما يطمح به إلى عاشق مغربي للمستديرة.

- ما تقييمك لعمل آخر ثلاثة مدربين للمنتخب المغربي (بادو الزاكي، هيرفي رونار ووحيد خليلوزيتش)؟

أظن هؤلاء المدربين الثلاثة وضعوا كل جميعهم بصمة إيجابية، وهذا ما يجب الاعتراف به واستثماره للمستقبل. أما بالنسبة لحظوظ المنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس العالم، فيُمكن القول بأنه بمقدورنا تحقيق المفاجأة بناءً على الترسانة البشرية التي نتوفر عليها، لكن بشرط التحضير الجيد ورسم هوية وترسيخ استقرار فني وتكتيكي، لدينا كل المؤهلات لصنع المفاجأة، أتمنى أن ننجح في هذا التحدي.

وأخيراً، أفتخر في قرارة نفسي بالمستوى الذي بلغته والذي يُشرّف الكرة المغربية والعربية، وآمل أن أُضيف ما اكتسبته للكرة الوطنية وخصوصا المنتخب الوطني أن أكون عند حُسن ظن الجماهير والمتابعين.

عرض المحتوى حسب: