كرونو

تاريخ الإزدياد 1978-11-28
مكان الإزدياد None
البلد تونس
الطول 179 سنتيمتر
الوزن 77 كيلو
الموقع Midfielder
تاريخ الإزدياد 1999-05-06
مكان الإزدياد None
البلد None
الطول 0 سنتيمتر
الوزن 0 كيلو
الموقع Unknown
صورة مركبة
صورة مركبة

ماذا لو كان داري والمترجي ومبينزا في تشكيلة الوداد أمام الهلال، هل سيُلام النفطي أو غيره فعلا؟

أعتبر من وجهة نظر شخصية أن ما قدّمه الفريق بالأمس أكثر مما كان متوقعا، نظير الذي لا يحتاج للتذكير بقيمة لاعبيه، وكذلك بالمستوى الذي كان يقلق جمهور في الدوري المحلي قبل انطلاق منافسات .

في كرة القدم أحيانا لا ضرورة في تحميل مسؤولية الإخفاق لجهة ما أو شخص ما، فذلك يحيد عن العدل وعن الصواب، قد يؤدي ذلك إلى سوء التشخيص وبعده لزعزعة الثوابت ثم للانهيار، طالما قدّم الجميع ما عليه ظاهريا أمام مرأى العامّة والنّوايا يتولاها ربّها.

إن بعض الخسارات والانتصارات في عالم كرة القدم تكون مُسلًّمة، تتداخل فيها تفاصيل صغيرة قد لا تستوعبها ولا تتحكّم في معطياتها، أو كما علّق مهاجم السيتي هالاند في لقاء مع مجلة GQ البريطانية قائلا: "في هدف رودريغو العام الماضي، وبعد أن لمس أسينسيو الكرة برأسه، تتأمّل في الهدف فتعتقد أن هناك فعلا إله يقرّر من فوق في هذه الأشياء"، طبعا حسب ما يكاد يستوعبه المهاجم النرويجي أما نحن فنؤمن قطعا بذلك وهنا نقطة الالتقاء.

أظن أن النفطي كان شجاعا بالأمس، بل أعتقد أنه كان ذكيا جدا ويتمتع بدهاء كبير، لأنه موّه الجميع بما فيهم خبراء محللي فريق الهلال - هؤلاء بالمناسبة كنت أجلس وراءهم في المنصة، وأعتقد أنهم أرجنتينيو الجنسية، إذ لا يتركون لقطة ولا فرصة ولا تفصيلة صغيرة إلا وناقشوها ودوّنوها بحماس وانفعال مع بعض تفاصيل المباراة، وهذه قصة أخرى للفوارق والإمكانيات لا وقت لمناقشتها الآن للأسف - فعلِم أن هؤلاء سيقومون بتحليل آخر مباريات الوداد، والتركيز سيكون أكبر على مباراة الفتح، فاختار تكتيكا ضحّى من خلاله بالنقاط الثلاث، يعتمد على ثلاثة مدافعين، وخط وسط وهجوم يختلف عما شاهدناه بالأمس، بإقحام أربعة لاعبين مغايرين واعتماد تكتيك مخالف أيضا، ساهم في إرباك الهلال بشكل واضح رفقة ضغط المناصرين وهتافهم، إذ لم يكن أحد يتوقع شجاعة هذا الرسم التكتيكي الضاغط المُحتكِر، وإحصائيات المباراة قبل تقدم الوداد تؤكد ذلك، إذ تجاوزت عدد المحاولات على المرمى 9 منها 4 على المرمى، مقابل واحدة فقط لبطل آسيا وزعيمها الهلال.

إن ما أطرحه ليس دفاعا عن النفطي أو لاعبي الوداد أو للتقرب من سعيد الناصيري أو حنينا لماضٍ كان في "الكورفا نور"،  لقد اعتدتُ أن أصرّح بما أراه حقيقيا وحقّاً وعدلاً من زوايتي المتواضعة، أكان إيجابيا أم سلبيا، لأن أكبر خطأ قد يقع فيه الوداديون الآن بشرائحهم ومسؤلياتهم ومناصبهم هو التسرع في الحكم والاستسلام للغضب، أًوَليسَ الغضب من الشيطان؟

ساهم الغضب والتسرع في الأحكام في جلد هذا اللاعب وذاك المدرب وذلك المسؤول، كم من مشجع الآن يتحسر على هذا الرئيس والمدرب واللاعب، والسبب هو ما ذكرنا سلفا، لأننا جمهور نتائج لا نؤمن إلا بها، حتى وإن لم نصطبر لتتحقق، هَوينا جميعا إلى القاع، فمنا من لم يذق طعم التتويج من سنوات، ومنا من فقد هيبته ويصارع على البقاء، ومنا من غادر لظلام الأقسام الدنيا، بل حتى للهواية، وهذا للاستدلال كمساهمة وليس للقطع كمُسبّب أول.

إنّ الإصلاح في وقت الرخاء أفضل منه في وقت الشدة، ولا إصلاح في كرة القدم وسط التباري، وأفضل إصلاح يقوم به الوداد هو مسايرة طموح النفطي، فهو يسعى لكتابة تاريخ له شخصيا، وتجهيز فضاء أنسب له لهذا الطموح سيفيد الفريق مهما كان الحال، ولا تحاسبوا الآخرين بسقف الركراكي، وليد رفع سقفه على الجميع والمقارنة معه ظلم كبير هنا وهناك.

أخيرا وعن نقطة معينة كانت بالأمس سأتذكر قولة أحد أصدقائي الأعزاء بمقام الأخ أضعها قاعدة شخصية في بعض العلاقات، رحل هو إلى دار الآخرة قبل سنوات طوال يهنأ برحمة الرحيم حيث قال لي لحظة غضب منه بسبب موقف تافه: "أليس لي عندك ذكرى حَسنة تمحي لي بها هذه الزلّة؟" عانقته وأحسست بالنّدم ولا زلت أعمل بقولته إلى الآن وأنصحكم بها ليس لمن يتعاطف مع الوداد فقط، بل للجميع، سواء مع مسؤوليكم أو لاعبيكم ممن له ما يشفع له، وليس للخوّان، من تغارون عليهم إن كانوا يستحقون، بل حتى مع معارفكم ومقربيكم، فالجحود إنكار وسوء، والسوء لا يأتي إلا بالسوء، والعفو رحمة وخير، والخير لا يأتي إلا بالخير.

دمتم بخير..

عرض المحتوى حسب: