مع انطلاق كل نافذة انتقالات في الدوري الإسباني، تُطرح تساؤلات كثيرة حول قدرة بعض الأندية على التعاقد مع لاعبين جدد، في ظل القيود المالية الصارمة التي تفرضها رابطة "الليغا"، ومن بين أبرز هذه القيود، تبرز ما يُعرف بـ "قاعدة 1:1"، وهي أحد المفاتيح لفهم حدود الإنفاق والانتدابات داخل البطولة الإسبانية.

* مفهوم القاعدة:

قاعدة 1:1 هي قاعدة مالية تنظّم إنفاق الأندية، التي تعاني من قيود في ميزانيتها، أو اقتربت من الحد الأقصى لسقف الرواتب المسموح به، خصوصًا الأندية التي كانت تعاني من مشاكل مالية مثل برشلونة في السنوات الأخيرة.

وبموجب هذه القاعدة، يُسمح للنادي بـ: إنفاق يورو واحد فقط مقابل كل يورو واحد يقوم بتوفيره.

* كيف يوفر النادي المال؟

يمكن للنادي توفير الأموال بطرق مختلفة، مثل: بيع اللاعبين، تخفيض الرواتب (سواء بتقليص عقود أو خروج لاعبين)، الحصول على دخل إضافي موثّق (رعايات، عقود تلفزية، استثمارات).

* من المستفيد من هذه القاعدة؟

تُطبق القاعدة عادة على الأندية التي لم تعد تعاني من عجز حاد في ميزانيتها، لكنها لا تزال خاضعة لرقابة رابطة الدوري، مثلما كان الحال مع برشلونة في السنوات الأخيرة، حيث اضطر للامتثال للقاعدة من أجل تسجيل لاعبين جدد.

* مثال توضيحي:

إذا قام نادٍ ببيع لاعب مقابل 30 مليون يورو، أو وفّر هذا المبلغ من الرواتب، فبموجب قاعدة 1:1 يمكنه استخدام كامل المبلغ (30 مليونًا) للتوقيع مع لاعبين جدد، أو تجديد عقود لاعبيه الحاليين.

الفرق بينها وبين القاعدة 1:4:

قبل الوصول إلى القاعدة 1:1، قد تكون الأندية خاضعة لقاعدة أكثر صرامة، وهي القاعدة 1:4، والتي تعني: لا يمكن إنفاق سوى ربع ما يتم توفيره (أي كل 4 يورو يتم توفيرها، يُسمح بإنفاق 1 يورو فقط).

وغالبًا ما تُفرض هذه القاعدة على الأندية التي تجاوزت سقف الرواتب، أو تواجه عجزًا حادًا في ميزانياتها.

* لماذا وُضعت هذه القواعد؟

تسعى رابطة الدوري الإسباني من خلال هذه القواعد إلى: ضمان الاستقرار المالي للأندية، تجنّب تكرار أزمات مالية تهدد استمرار الفرق، الحفاظ على عدالة المنافسة وضبط سوق الانتقالات.

* خلاصة:
قاعدة 1:1 ليست مجرد رقم، بل أداة رقابية تفرض نوعًا من "الميزان" المالي، تضمن من خلاله رابطة "الليغا" أن لا تصرف الأندية أكثر مما تكسب، في محاولة لإرساء ثقافة التوازن والاستدامة المالية داخل كرة القدم الإسبانية.

وتشير تقارير إعلامية إسبانية، إلى أن الخطوة الأولى والأهم بالنسبة لبرشلونة حاليا، هي العودة إلى قاعدة 1:1، حيث كان النادي قد عاد إليها بعد صفقة بيع واستغلال 475 مقعدًا من فئة كبار الشخصيات (VIP) في ملعب "سبوتيفاي كامب نو"، مقابل 100 مليون يورو في دجنبر الماضي، ولكن الشكوك التي أبداها المدقق المالي الخاص بالنادي دفعت رابطة "الليغا" إلى التراجع عن ذلك القرار.