يُكشَفُ النقابُ تدريجياً عن خلافٍ محتدمٍ بين حارس مرمى برشلونة، مارك أندريه تير شتيغن، وإدارة النادي الكتالوني، وذلك على خلفية بيان البارسا الأخير بشأن إصابته في الظهر.

فبينما أعلن الحارس الألماني بنفسه عن غيابه لمدة ثلاثة أشهر، يرفض البيان الرسمي للنادي تأكيد هذه المدة، بل يتحدث عن "إعادة تدخل" جراحي، في إشارة ضمنية إلى انتكاسة قد تستدعي فترة تعافٍ أطول بكثير.

هذه التباينات لا تبدو مجرد تفاصيل طبية، بل تؤشر إلى "صراعٍ" أوسع نطاقًا قد يمس مستقبل اللاعب والنادي، لا سيما مع سعي برشلونة للاستفادة من بند "الإصابة طويلة الأمد"، لتوفير جزء من راتب اللاعب وتسجيل لاعبين جدد.

وأجرى تير شتيغن عملية جراحية ناجحة، في عموده الفقري اليوم الثلاثاء، إلا أن البيان الطبي الصادر عن برشلونة، أثار العديد من علامات الاستفهام باستخدامه مصطلح "إعادة تدخل جراحي"، وهو ما يُفهم منه أن الحارس يعاني من انتكاسة بعد عملية سابقة خضع لها على يد الدكتورة ليغليس نفسها في دجبرن 2023، بسبب آلام في الظهر، واستغرقت حينها فترة تعافيه شهرين ونصف.

استخدام هذا المصطلح ليس عفوياً، فالعادة جرت أن تستلزم الانتكاسات فترات علاج وتعافٍ أطول، مما يعني أن غياب تير شتيغن هذه المرة قد يتجاوز الشهرين والنصف اللذين قضاهما في المرة السابقة.

هذا الغموض المتعمد في تحديد مدة الغياب، والاكتفاء بعبارة "تطور الحالة سيحدد مدى جاهزيته"، يعكس بوضوح عدم توافق بين الطرفين، فالنادي لم يؤكد مدة الأشهر الثلاثة التي أعلنها اللاعب، بينما لم يوافق الأخير على منح النادي صلاحية تحديد فترات غيابه.

ويكمن جوهر النزاع في التقرير الطبي الذي سيقدمه نادي برشلونة، إلى لجنة الخبراء التابعة للاتحاد الإسباني لكرة القدم، والتي ستُقرر ما إذا كانت إصابة تير شتيغن تُصنف كـ"إصابة طويلة الأمد"، وإذا ما أقرت اللجنة ذلك، سيُمكن برشلونة من تفعيل بند يسمح له بتوفير ما يصل إلى 80% من راتب اللاعب، للاستفادة منه في سجل الرواتب الخاص بالفريق.

وتضم اللجنة أربعة قضاة، أحدهم، وهو جوردي أرديفول، لن يتمكن من إصدار حكم بسبب ارتباطه السابق بالنادي الكتالوني، كمسؤول طبي لمدة خمس سنوات تقريباً، فيما سيتولى دراسة القضية القضاة الثلاثة الآخرون: فرناندو خاين، بارو باثوس، وبيريز سان روك.