تُثير فكرة فرض سقف للرواتب على مستوى كرة القدم الأوروبية، كما اقترح نادي باير ليفركوزن، جدلاً واسعاً بين إيجابياتها المحتملة والصعوبات القانونية الكبيرة التي تواجه تطبيقها.
ودعا فيرناندو كارو، المدير التنفيذي لنادي باير ليفركوزن، إلى ضرورة تطبيق سقف رواتب "على نطاق عالمي وبحد أقصى مطلق"، مشيراً إلى أن هذا النظام مطبق بالفعل في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) ودوري كرة القدم الأمريكية (NFL) ودوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA).
ويرى كارو، أن النموذج الحالي يسمح للأندية الإنجليزية بـ"تشويه" سوق الانتقالات عبر دفع رواتب أعلى للاعبين مقارنة بالدوريات الأخرى، مما يخلق "فجوة" عميقة بين الدوري الإنجليزي الممتاز وبقية المنافسات.
وتطرّق خافيير غوميز، المدير العام لرابطة الدوري الإسباني "لاليغا"، في تصريحات سابقة، إلى فكرة سقف الرواتب الموحد، قائلاً: "الأمر ليس واقعياً في الوقت الحالي، إنه معقد للغاية، والمثالي هو التنسيق: الجميع متساوون، بنفس القواعد، ولكن يجب أن يكون هناك تحكم فعال يمنع حالات عدم التوازن، هذا هو المثالي، على الرغم من أن السعي لتحقيق هذا الهدف، اليوم، معقد على المدى القصير".
وتُطبق بعض الدوريات قيوداً على الإنفاق، مثل حدود الرواتب التي يفرضها خافيير تيباس على أندية الدوري الإسباني، كما يفرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) قيوداً على رواتب الأندية المشاركة في المسابقات الأوروبية، مرتبطة بإيراداتها، وتنص أحدث لوائح الاتحاد الأوروبي بشأن تراخيص الأندية والاستدامة المالية، على ألا تتجاوز نسبة تكلفة الفريق 70% من الإيرادات، بعد أن كانت 80% ثم 90%، إلا أن هذه القيود ليست عالمية أو مطلقة كما يطالب كارو.
وعبّر ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، في السابق عن إمكانية وضع حدود لما يتقاضاه لاعبو كرة القدم لتجنب التفاوتات بين الأندية، وتُشير الحقائق إلى صعوبة تحقيق ذلك على الصعيد القانوني وفي ظل غياب توافق الآراء بين جميع الأطراف المعنية في كرة القدم الأوروبية، بما في ذلك الأندية، وجمعيات اللاعبين، والاتحادات، أو الدوريات الأوروبية، فضلاً عن العقبات العابرة للحدود بين البلدان، ولا يمكن فرض حد أحادي الجانب على ما يمكن للاعب أن يتقاضاه، حيث يخضع ذلك لقوانين العرض والطلب.
وكان الدوري الإنجليزي الممتاز آخر مسابقة طرحت إمكانية فرض سقف للرواتب على إنفاق اللاعبين اعتباراً من موسم 2025-26، وقد اعتمد الدوري الإنجليزي لسنوات على قواعد الربحية والاستدامة (PSR) للتحكم في الشؤون المالية للأندية، وقد طبق الآن أيضاً مؤشر تكلفة الفريق (SCR) الذي يشمل ما يُدفع للاعبين، والمدربين، والوكلاء، وتكاليف الانتقالات المستهلكة، ويجب ألا يتجاوز هذا المؤشر 85% من إيرادات النادي، وتُعدّ هذه خطوة مهمة نحو تغيير محتمل في المشهد الكروي.
وأفادت جمعية اللاعبين الإسبان (AFE) لصحيفة "آس"، بأن "تطبيق سقف للرواتب على العامل يُعدّ انتهاكاً لحقوقه العمالية وحرية ممارسة الأعمال التجارية، ولذلك، لا تُعدّ جمعية اللاعبين الإسبان خياراً للذهاب ضد حقوق لاعبي كرة القدم الذين، مثل بقية العمال، يجب أن يتمتعوا بحرية التفاوض على شروط عملهم ضمن العرض والطلب في السوق".
