• ماينتس
    بوروسيا دورتموند
  • فولهام
    مانشستر سيتي
  • نوتينغهام فورست
    تشيلسي
  • غرناطة
    ريال مدريد
  • فياريال
    إشبيلية
  • يوكوهاما إف مارينوس
    العين
  • حسنية أكادير
    الرجاء الرياضي
  • المغرب التطواني
    المغرب الفاسي

كرونو

من أحداث لقاء الجيش والجديدة
من أحداث لقاء الجيش والجديدة

كلاسيكو الشغب : لطخة جديدة لصورة الكرة المغربية

رضى عثمان (البطولة)

عادت أحداث الشغب إلى ملاعب كرة القدم المغربية، و عادت من جديد لتعكر صفو، و هذه المرة في اللقاء الذي جمع  يوم أمس بين  فريقي و بملعب الفتح بالعاصمة الرباط و الذي انتهت نتيجته بفوز الفريق الزائر بهدف نظيف.

 

المباراة التي توقفت لأكثر من نصف ساعة، شهد شوطها الأول أحداث لا تمس للرياضة بصلة، بعد ان اقتحم عدد كبير من الجماهير المحسوبة على الفريق العسكري أرضية الميدان، و دخلت في شجار مع رجال القوات المساعدة و الأمن، ليوقف حكم اللقاء السيد بوشعيب لحرش المباراة في جولتها الأولى قبل أن يستأنفها بعد مغادرة عدد كبير من الجماهير للمدرجات.

 

أحداث الشغب هاته تعيد إلى الأذهان الأحداث المماثلة التي عرفتها ملاعبنا الرياضية خاصة في كرة القدم، و تعيد إلى الواجهة أيضا السؤال الذي لطالما طرحه المتابعون و المهتمون و القائمون على الشأن الكروي المغربي، ألا و هو إلى متى ستستمر مثل هاته الأحداث؟؟ و كيف يمكن لكرتنا أن تتخلص من هذه الآفة التي ابتليت بها منذ سنوات.

 

كلاسيكو الشغب و ذكريات الخميس الأسود...

لم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه الذي تعرفه الملاعب الكروية المغربية، بل سبقه العديد من أحداث الشغب التي تعكف على تلطيخ صورة البطولة الوطنية و الكرة المغربية على العموم، كان آخرها الأحداث التي رافقت لقاء الكلاسيكو بين الجيش الملكي و بمدينة الدار البيضاء، و الذي خلف ورائه خسائر كبيرة على مستوى البنيات التحتية، و هي الأحداث التي دفعت بالجامعة إلى اتخاذ قرار إجراء لقاء كأس العرش بين الفريقين بدون جمهور.

 

و في الوقت الذي كان "الكلاسيكو" يحمل كل معاني الإثارة و التشويق و الحماس لجماهير الفريقين، و لجماهير الكرة المغربية عامة، و في الوقت أيضا الذي كان يتبادل فيه جمهور الفريقين الكثير من  الود و الاحترام و الروح الرياضية، بات الكلاسيكو عنوانا لأحداث الشغب و الأعمال الغير الرياضية، يحبس أنفاس الأجهزة الأمنية و يضعها في وضعية استنفار و كأنها ستستقبل إعصارا من الاعاصير الجارفة، و تحولت مشاعر الاحترام و الروح الرياضية إلى كره و عداوة بين جمهورين يجمع بينهما كل شيء إلا ألوان فريقين.

 

الموسم قبل الماضي أيضا، و بالضبط في الجولة 23 من البطولة الوطنية و التي جمعت في إحدى لقاءاتها فريقا الرجاء و الجيش، عرف احد أسوء أحداث الشغب على مر تاريخ الكرة المغربية، و التي لقبت بأحداث "الخميس الأسود"، فبعيد انتهاء اللقاء خرج آلاف المناصرين المحسوبين على الفريق العسكري إلى احد اهم شوارع العاصمة الإقتصادية للمملكة فكسروا وخربوا و نهبوا، فلم تسلم السيارات و لا المعدات بل حتى المحلات التجارية الكبرى بالإضافة إلى الاعتداءات الجسدية التي تعرض لها بعض المواطنين، و كأنها عاصفة هوجاء أو سرب جراد أتى على اليابس و الأخضر.

 

و هو ما دفع برجال الأمن و القوات المساعدة إلى استنفار كل مكوناتها للتدخل السريع و انقاد ما يمكن انقاده  والقبض كذلك على مرتكبي هذه الجرائم التي كان يبدوا من الوهلة الأولى أنها أعمال مدبرة من قبل عناصر شغلها الشاغل إثارة مثل هذه الأعمال التي تشوه سمعة البلاد و الرياضة المغربية على حد سواء. و أقد أسفر تدخل رجال الأمن على اعتقال ما يقارب 193 شخص، 58 منهم من القاصرين ليتم إحالتهم لمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء.

 

وقد أعلنت حينها وزارة الداخلية أن أحداث الشغب التي تلت لقاء الرجاء و الجيش أسفرت عن تخريب واجهات ثماني قاطرات للترامواي، وسبع حافلات للنقل العمومي، و13 سيارة، وتكسير واجهات 15 محلا تجاريا.

 

أحداث متتالية..

لا يمر موسم كروي مغربي إلا و تتخلله العديد من أحداث شغب غير رياضية باتت تشكل وصمة عار على جبين كرة القدم المغربية، فبروز هذه الظاهرة الغريبة و الدخيلة على تقاليدنا الكروية كان بشكل خاص مع ديربي الدار البيضاء، بين الغريمين البيضاويين الرجاء و الوداد، خاصة وأن جماهير الفريقين معروفان "بعدائهما" التاريخي.

 فقلب البيضاء النابض مركب محمد الخامس ،بات غالبا ما تتثاقل نبضاته في لقاءات الديربي، أما الأجهزة الأمنية بالبيضاء فهي في حالة استنفار دائم سواء قبيل اللقاء او في الساعات التي تليه.

 

و في الكثير من المناسبات، يجرى الديربي البيضاوي بدون جمهور، مما يفقده الإثارة و الحماس المعهودين و يفقد المدرجات الجمالية و الرونق الذي اعتادت الأعين المغربية و العالمية على متابعتها، و السبب هي الأعمال " الهمجية" التي ترتكبها جماهير محسوبة على كرة القدم من تخريب للمنشآت العمومية و تكسير لزجاج الحافلات العمومية و البنيات التحتية و اعتراض لسبيل المارة و غيرها من السلوكيات التي تسيء للسمعة كرة القدم المغربية.

 

و ليست كرة القدم هي الرياضة الوحيدة التي تعرف الشغب في الديربي بل تسرب هذا "الفيروس الفتاك" إلى أنواع رياضية اخرى ككرة السلة مثلا، حيث عرفت إحدى اللقاءات التي جمعت الفريقين في منافسات البطولة الوطنية لكرة السلة  سنة 2012 أعمال شغب مؤسفة، أصيب على إثرها العديد من المشجعين و المواطنين العاديين و كذا رجال الأمن، و اعتقل على إثرها أيضا العديد من مثيروا الشغب.

 

و بعد  أحداث الديربي المتكررة، طفا على السطح "جيل جديد" من أحداث الشغب، الأمر  يتعلق بأحداث الكلاسيكو، بين الجيش و الرجاء، فبعد أحداث "الخميس الأسود" المأساوية قبل عامين، توعدت عناصر محسوبة على الجماهير الخضراء بالرد بالمثل بعد اعتراض الجماهير الرجاوية في لقاء ذهاب كأس العرش للقطار الذي كان يقل الجماهير العسكرية، و رشقه بالحجارة مما أدى إلى إصابة 7 أشخاص من مشجعي الجيش و 3 من رجال الأمن.

 

منصف اليازغي : " هذا الجمهور هو نتيجة لمنظومة أسرية و تعليمية فاشلة"

أمام  هذا الوضع و تفاقم الظاهرة، باتت الضرورة ملحة امام الجميع، خاصة القائمين على الشان الكروي المغربي، و نخص هنا بالذكر  الجهاز الوصي ،الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، و السلطات العمومية من أجل إيجاد حلول ناجعة و رادعة للحد من هذه الظاهرة التي تمس كرة القدم الوطنية و تؤذي صورتها و سمعتها ليس فقط على الصعيد الإفريقي و العربي بل على الصعيد العالمي أيضا.

و حسب الدكتور منصف اليازغي الدكتور المتخصص في السياسات الرياضية، فإن السلطات العمومية مطالبة بجزر كل المرتكبين لمثله هذه الأعمال، مشددا كذلك على ضرورة عدم التهاون في تطبيق القانون 0909 المتعلق بالشغب كما كان سابقا، مقارنة مع الجرائم الأخرى، لأنه يأتي في سياق خاص و في فضاءات أخرى"، و أشار الدكتور اليازغي أيضا في تصريحه لموقع "البطولة" إلى أن السلطات  كانت تتعامل بنوع من المرونة مع هذا القانون بحكم تزامنه مع أحداث الربيع العربي حتى تتفادى ذلك الاحتكاك مع الجماهير، لتتغاضى بعد ذلك على تطبيق فعلي لذلك القانون".

 

كما استغرب الدكتور المتخصص في السياسات الرياضية، للانتقادات الكبيرة التي تلقاها إصدار هذا القانون بدعوى انه جاء بمواد زجرية مبالغ فيها، وأشار إلى ضرورة تفادي ارتكاب مثل هذه الأعمال المخربة حتى لا يتعرض أي مشجع للعقاب، تماشيا مع المقولة المغربية الشهيرة " ماديرش ماتخافش"، و هو ما أدى حسب اليازغي " إلى توالي سلسلة الشغب، في كل مرة ترى جماهير مدينة أنها يقع التساهل معها تقوم جماهير مدينة أخرى بنفس الفعل و هكذا دواليك".

 

و الملاحظ ان المدرجات الكروية المغربية تعرف إقبالا كبيرا من قبل الجماهير العاشقة للرياضة الأكثر شعبية في العالم و غالبا ما تكون ممتلئة عن آخرها، لكن في الجهة المقابلة فإن هذه المدرجات باتت قبلة أيضا للعديد من القاصرين و المنحرفين، و هم من يتسبب في الغالب من الأحيان في مثل هذه الأحداث، و حسب الذكتور اليازغي" فإن هذا الجمهور ليس إلا "منتوجا للمنظومة الأسرية و التعليمية الهشة و التي لم تعد تزرع في النشأ القيم الأخلاقية الراقية و الكفيلة بان تعطينا جمهورا متحضرا و راقيا".

عرض المحتوى حسب: