كرونو

منتخب إسبانيا
منتخب إسبانيا

الإسبان يعزفون أحلى الألحان

بقلم : يوسف الشافعي (البطولة)

على إيقاع نغمات "الفلامينغو" تمكن من اكتساح الأورغواي في المباراة التي وصفها العديد من النقاد والمحللين ب "النهائي قبل الأوان" لمسابقة ، لكن عزيمة ، قوة وإبداع الأسبان كان خارقا للعادة ومنع بطل قارة أمريكا الجنوبية من خلق نسقه الكروي المعهود.

 

وقام المدرب الإسباني بإعادة القائد التاريخي لكرة القدم الإسبانية ونجم لعرينه الذي غاب عنه لفترات بسبب الإصابة ، بينما فضل المدرب أوسكار تاباريز البدء بتشكيلة خالية من الهداف التاريخي لكرة القدم الأورغويانية مفضلا الاعتماد على كل من سواريز وكافاني. 

 

سيطرة وتفوق إسباني في شوط المتعة والإبداع

 

سيطر أبطال العالم "لاروخا" كعادته على الكرة منذ البدايات بينما وقف أبناء المدرب  أوسكار واشينطون تاباريز وفق النهج التكتيكي المرسوم من هذا الأخير وذلك لإيقاف الزحف الإسباني الكبير بقيادة الساحر والرسام الذي تفنن في رسم لوحات رائعة فوق أرضية الملعب منذ بداية اللقاء ، حيث ساهم في بناء هجمة التهديد الإسباني الأول في الدقيقة الرابعة ، الذي انطلق من الجهة اليسرى بسرعة في اتجاه المهاجم العائد لأحضان المنتخب الإسباني لكن الكرة مرت مسرعة خارج الملعب، عاد بعدها متوسط ميدان إلى ملامسة قائم الحارس فيرناندو موسليرا بكرة قوية زاحفة.

 

تواصلت السيطرة الإسبانية على الكرة في وسط الميدان دون فعالية تذكر ، خاصة في ظل الرقابة والانسجام التكتيكي الكبير المفروض من رفاق المهاجم المتألق وهداف الدوري الإيطالي إيدينسون كافاني ، لكن الضغط الإسباني تواصل دون كلل أو ملل وهو الأمر الذي كلف المنتخب الأورغوياني هدفا ضد مرماه من قائد المنتخب دييجو لوغانو في الدقيقة 20 بعد فشله في إبعاد التسديدة القوية المنفذة بإحكام من الجناح الطائر لنادي برشلونة الإسباني بيدرو رودريغيز.

 

وحاول المنتخب الأورغوياني الخروج من قوقعته الخلفية للرد عن هدف السبق الذي تلقته شباكه ، لكن محاولة الرد جاءت محتشمة من خلال بناء هجومي لنجم ليفربول الانجليزي لويس سواريز لكنه اصطدم بجبروت الدفاع الإسباني الذي يقوده سيرخيو راموس ، ومن كرة منفذة بإحكام من سواريز بنفسه تجاه رفيق دربه كافاني كاد منتخب "السيليستي" أن يعدل الكفة من رأسية مهاجم نابولي لكنها كانت سهلة نوعا في يد العائد لعرين إسبانيا والقائد التاريخي لكرة القدم الإسباني إيكر كاسياس.

 

واستغل نجم وقائد فالنسيا الإسباني روبيرتو سولدادو التمريرة السحرية لزميله سيسك فابريغاس في الدقيقة 31 من المباراة ليدك شابك حارس غلطة ساري التركي موسليرا بالهدف الثاني ، مطلقا العنان لفرحة كبيرة في أوساط الجماهير المساندة للماتادور الإسباني في ملعب "ريسيفي" ، وكاد مدافع برشلونة جيرارد بيكيه أن يدك شباك الأورغواي بالهدف الثالث في الدقيقة 38 من المباراة لولا يقظة الحارس موسليرا.

 

استمر الحال على ما هو عليه في بقية أطوار الشوط الأول لينتهي بتفوق إسباني لا مثيل له في ظل غياب تام لرفاق الاحتياطي دييجو فورلان.

 

تراجع إسباني في الأداء وسواريز يواصل الإبداع

 

ومع انطلاق الجولة الثانية ، قام المدرب تاباريز بإجراء أول تغيير وذلك بتغيير اللاعب غاستون راميريز بزميله ألفارو غونزاليس وذلك لضخ دماء جديدة في خط وسط الميدان.

 

واصل المنتخب الإسباني السيطرة المطلقة على الكرة وفي سيناريو مماثل للجولة الأولى ، كاد سولدادو أن يجل الهدف الثالث لمنتخب لاروخا بعد تلقيه لكرة زاحفة من لكنها مرت بسرعة ولم يتمكن من هز الشباك بها ، من جانبه عاد الرسام "أندريس انييستا" لرسم لوحاته الباهظة الثمن حيث تلاعب كيفما شاء بمدافعي المنتخب الأورغوياني لكن تسديدته القوية مرت محادية لمرمى ، لكنها لاقت استحسانا كبيرا وتصفيقا من الجماهير الحاضرة في المباراة.

 

وبما أن التغيير الذي قام به لم يقدم الإضافة المرجوة منه ، عاد العجوز والمخضرم أوسكار تاباريز للبحث عن البديل القادر على شحن همم زملائه فوق رقعة الملعب متناسيا وغافلا النجم دييجو فورلان ، حيث فضل الزج بالنجم الشاب نيكولاس لودييرو مكان متوسط ميدان انتر ميلان الحاضر 'الغائب" في المباراة والتر غارغانو في الدقيقة 62 من الجولة الثانية.

 

وحاول المنتخب الإسباني اللعب باقتصاد كبير خاصة في ظل غياب التنظيم في لعب المنتخب الخصم الذي بدا تائها وغائبا عن المباراة ، وهو الأمر الذي دفع ديل بوسكي يقوم بالتغيير الأول وذلك بعدما زج بنجم أرسنال الانجليزي سانتي كازورلا مكان سيسك فابريغاس في الدقيقة 65 وذلك لاعتماد نظام المداورة بين اللاعبين وإراحة العناصر الأساسية.

 

وشهدت الدقيقة 68 من المباراة ، هيجانا جماهيريا بالتصفيق بعدما وقف المهاجم الكبير والرائع دييجو فورلان لتلقي التعليمات للدخول في المباراة ، حيث قام المدرب تاباريز بمغامرة غير محسوبة المخاطر بالزج به مكان المدافع متوسط الميدان بيريز وذلك في محاولة منه لرد الاعتبار لمنتخب "السيليستي" الذي تلقى درسا قويا من بطل العالم وأوربا.

 

وبعد دخوله تحركت "الماكينة" في ظل هدوء وتراجع الإسبان ، حيث هدد لاعب أتليتيكو مدريد الإسباني كريستيان رودريغيز المرمى الإسباني بتسديدة قوية في الدقيقة 75 من المباراة ، لكنها حملت عنوان "التهديد المحتشم".

 

ولأنه شوط التبديلات والتغييرات ، عاد ديل بوسكي لممارسة "الشطرنج" بتغيير الأماكن وأقحم "أسعد رجل في المنتخب الإسباني" وهو نجم بايرن ميونيخ الألماني خافي مارتينيز مكان نجم برشلونة الإسباني تشافي هيرنانديز في الدقيقة 76 من الجولة الثانية ، قبل أن يعود مرة أخرى لاستيفاء التغييرات بالدفع بنجم الانجليزي خوان ماتا في آخر 10 دقائق من المباراة مكان بيدرو رودريغيز.

 

وتراجع نسق اللعب كثيرا في الجولة الثانية خاصة وأن المنتخب الإسباني تراجع وحاول استثمار الجهد في ظل ضمان الفوز منذ الجولة الأولى ونظرا للتشتت الذهني الكبير لمنتخب الأورغواي.

 

ونظرا للقيمة الكبيرة للاعب لويس سواريز ، تمكن هذا الأخير من تسجيل هدف رائع في الدقيقة 88 من المباراة عن طريق ركلة حرة لم تترك حظا للحارس إيكر كاسياس للتصدي لها ، وحاول منتخب الأورغواي في بقية الدقائق لكن المباراة لنتهت بفوز مستحق

عرض المحتوى حسب: