صارت الدوريات الخليجية "بُعبعاً" يقض مضجع الجماهير المغربية، وهي تتربَّص بلاعبي منتخبها الوطني، وتقتنص خدماتهم، بسلاح الإغراءات المالية، في الوقت الذي تخشى هذه الفئة من الأنصار من انخفاض المنسوب الفني والبدني لـ"الأسود"، بفعل الممارسة في هذه المسابقات التي يراها الكثيرون بعيدةً عن نسق الكرة الأوروبية.
وما إنْ انقضت المشاركة المغربية في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، وبدا الوجه الذي ظهر به بعض اللاعبين في المونديال مُشرقاً، حتى تهافتت أندية الشرق الأوسط، خاصة السعودية والإماراتية منها، على الظفر بتوقيع عدد من أفراد كتيبة المدرب الفرنسي، هيرفي رونار.
ولم يَسْلَم أحد أفضل الأسماء في المنتخب الوطني بكأس العالم، نور الدين أمرابط، من ارتباط إسمه بالانضمام إلى الدوري السعودي، حتى أن نادي النصر قدَّم عرضاً بثلاثة ملايين يورو لانتدابه، في حين طالب فريقه واتفورد بمبلغ ستة ملايين، بينما يظلَّ المغاربة نهباً للتخوف من إمكانية إغلاق هذه الصفقة وانتقال اللاعب للخليج.
وبعدما تعاقد الدوري الإماراتي مع واحد من النجوم البارزين للمنتخب المغربي، مبارك بوصوفة، قبل موسميْن، جاء الدور، اليوم، على مواطنه كريم الأحمدي، الذي التحق باتحاد جدة السعودي، وهو ما خلَّف سُخطاً عارماً في أوساط الجماهير المغربية إزاء هذه الخطوة.
ويرى المُتابعون والعاشقون لـ"أسود الأطلس"، أن اتجاه اللاعبين المغاربة للاحتراف بدوريات الشرق الأوسط يُلقي بظلال سلبية على أدائهم مع المنتخب الوطني، حيث ينخفض إيقاعهم هناك، بعدما تعودوا على نسق مرتفع في الدوريات الأوروبية.
وينضاف إلى الأسماء المرشحة للانتقال إلى "الخليج العربي" خالد بوطيب، الذي تحدَّثت مصادر تُركية، في اليوميْن الأخيريْن، عن توصل فريقه بعرض يناهز مليونيْن ونصف المليون يورو للانضمام إلى أحد الأندية السعودية.
في مقابل ذلك، اقتنع عدد من المغاربة بصواب الخطوة التي أقدم عليها الأحمدي وبوصوفة، في السابق، بالتوجه صوب الدوريات الخليجية، ذلك أن سنهم يُحتّم عليهم ذلك، حتى يستفيدون مالياً بشكل أكبر، في منطق يُغلب الجانب المادي على الرياضي.