كرونو

صورة مركبة
صورة مركبة

عساكِر سابقون يثأرون لأنفسهم بـ"الشّان" ويُعرُّون "قُصورَ" رؤية إدارة الجيش الملكي

قدَّمت مسابقة "طوطال الكاميرون 2020" عبراً ودروساً بدا ثمنها غالياً للمعنيين بها، ووضعت نادي أمام مرآةٍ لا تقبل أي تأويل أو تحامل، لِمَا أبرزته المنافسة القارية من طاقات بشرية فَقدها "العساكر" ولم يُحسنوا توظيفها لَمّا كانت تُمارس في صفوف الفريق إبّان المواسم القليلة الماضية، قبل أن تُساهم في حيازة "المحليين" للقب "الشّان" للمرة الثانية توالياً.

أنصار "الزعيم" لم يُخفوا خيبة أملهم إزاء إهدار ناديهم للاعبين أثبتوا قيمتهم في "الشّان"، وعضّوا أصابع النَّدم على أسماءٍ حلَّقت عالياً في الكاميرون، وكشفت حقيقة عجز إدارة الجيش الملكي عن استثمار مؤهلات لاعبيها، وتوفير الأجواء الملائمة لدفعهم إلى البذل والعطاء والخلق.


انطلاقا من مروراً ب ووصولاً إلى ، استيقظت مكونات نادي العاصمة الإدارية على واقعٍ يُسائل المسيّرين ويُحاسب مقاربتهم التدبيرية، وهي تُتابع عن كثب العروض الجيدة التي نسجها هؤلاء اللاعبون والإمكانيات التي يكتنزونها، والتي اصطدمت بجدارٍ سميكٍ وشاهق مطبوع بـ"العشوائية" و"التخبط" حال دون بروزها داخل فريق "الألوان الثلاثة".


بامعمر.. من فريسةٍ للانتقادات وسوء التوظيف إلى التألق القاري


انضم متوسط الميدان البالغ من العمر 31 سنة إلى "القلعة العسكرية" صيف 2019، قادماً من ، مُحمَّلاً بتجارب وخبرات راكمها مع و ثم "فارس دكالة"، ورغم الرسمية التي كان يحظى بها داخل المجموعة، بدا أن هَديرَ قدراته خبَا بسرعة، لأسباب لا ترتبط بالأساس بقيمته الكروية، بل بعوامل أخرى من صميم وصُلب النادي.


اللاعب المتوج رفقة "الماص" بثلاثية كأس العرش وكأس الكونفدرالية إضافة إلى كأس السوبر الأفريقي واجه أداؤه مع الفريق الرباطي انتقادات لاذعة من طرف قطاع عريض من جماهير النادي، ويظل ذلك مشروعاً من المتيمين بالجيش، وهم يقفون على البَوْن الشاسع بين نسخة بامعمر التي حملت ألوان "النمور الصفر" و"النسور الخضر" واللاعب الذي يُزاول أنذاك داخل الـ"as far".

موجة الامتعاض والسخط التي طالت بامعمر والإخفاق في استغلال مُمكناته الكروية أفضتا إلى خروجه من الباب الخلفي للجيش الملكي، ليلتحق بصفوف في الميركاتو الصيفي المنصرم، ويبدأ في استعادة نفسه وربط حاضره بماضيه، مُساهماً في تحقيق "فارس البوغاز" لنتائج إيجابية في المباريات الخمس الأولى من "إنوي".


وامتد مسلسل تألق متوسط الميدان إلى ظهوره مع المنتخب الوطني المحلي في "الشّان" بالكاميرون، حيث انْقضَّ على مكان أساسي في كتيبة المدرب الحسين عموتة، بل اختير رجلا لمباراة زامبيا، برسم ربع نهائي المسابقة، كما أحرز هدفيْن، رغم الأدوار الدفاعية المُناطة به، فضلاً عن تقديمه تمريرة حاسمة في النهائي أمام مالي لزميله أيوب الكعبي.


حمزة الموساوي يكتشف نفسه من جديد


مثَّلت صفقة انتقاله إلى الجيش الملكي صيف 2018 "ضربة مُعلم" بحق، لكن من الجانب النظري فقط، قياساً إلى ما أبدعه اللاعب رفقة المغرب التطواني، إذ اعتُبر حينها من الاكتشافات المُهمة التي لم توليها الكثير من الأندية اهتمامها، بخلاف "العساكر" الذين اصطادوا موهبته بقيادة المدرب أنذاك امحمد فاخر.


أما من حيث الواقع، فقد تكبَّلت أقدام الظهير الأيسر وضُرب طوقٌ على مؤهلاته مع بطل كأس العرش 11 مرة، وظهر بجلاء أن الموساوي كان يعوزه المُناخ المناسب للتعبير عن نفسه، في الوقت الذي كان يعيش فيه الفريق ضوضاءً وجلبةً خارجية بفعل الضغط الجماهيري وداخلية بداعي غياب التدبير المُحكم والتسيير الذكي حسب الكثيرين.

وبعد موسم واحد فقط أمضاه داخل الجيش، عاد صاحب الـ27 سنة أدراجه إلى ممثل "الحمامة البيضاء"، وهناك قَبِض مُجدّداً على ما يتحلى به من صفات وسمات كروية، وتوَّج مجهوداته بإيجاد موطئ قدم ضمن المنتخب الوطني المحلي، بحضوره لمعسكراته ومبارياته الودية ثم مسابقة كأس أفريقيا المُقامة حالياً بالكاميرون.


إبن مدرسة المغرب التطواني حصَّن منذ المقابلة الأولى لـ"الشّان" رسميته ولمع نجمه على نحو واضح في المنافسة، حتى أنه أحرز هدفاً في مواجهة أوغندا، التي كسبها "أسود البطولة" بخمسة أهداف لهدفيْن، ليؤكد بذلك الموساوي أن تواضع أدائه في رحلته مع "العساكر" لا يرتبط بما هو ذاتي وإنما بعوامل تتصَّل بالموضوعي.


عبد المنعم بوطويل.. شهادة ميلاد خارج الجيش أنقذته من الاندثار


عدَّه الكثيرون من المواهب القادمة بخطى ثابتة في الكرة المغربية، ونجح في حيازة الرسمية داخل الجيش الملكي وعُمره لم يتجاوز العشرين، لكن قُدوم عبد الرحيم طاليب لاعتلاء العارضة الفنية للفريق غيَّر كل الموازين، وأدخل بوطويل نفقاً تجرَّع فيه مرارة "التهميش" والشكوك، قبل انفلاته من "جحيم" الإقصاء نحو تجربة الاحتراف ببلجيكا.


اللاعب البالغ من العمر 22 سنة ظلَّ محط تقدير لجماهير عسكرية عريضة، وأكَّدت على الدوام أن الطاقات الكروية التي يختزنها لا يمكن أن تُخطئها العين، بيد أن طاليب بدا مُصِرّاً على رؤيته تجاه بوطويل، بإبعاده عن التشكيلة الرسمية للفريق في أغلب المباريات، مما حَمَلَ المدافع على البحث عن آفاق جديدة يُعيد بها استنشاق هواء اللعبة.

وقَّع بوطويل في كشوفات سانت جلواز البلجيكي شتاء 2020، ثم عاد قبل بداية الموسم الحالي إلى الكرة المغربية، بانتقاله كمُعار إلى شباب المحمدية، قبل أن تتلقَّفه أعين الإطار عموتة ويستدعيه للمنتخب المحلي، وهي الفرصة التي استثمرها اللاعب على نحو جيد وكسب بها رسميته رفقة "الأسود المحلية".


وأفلح صمّام أمان ممثل "مدينة الزهور" في رهان الاعتماد عليه في كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين "طوطال الكاميرون 2020"، وأقنع بما قدَّمه على مدار المواجهات التي خاضها المنتخب الوطني، وقد حضر كأساسي في كافة لقاءات المسابقة.

عرض المحتوى حسب: