قدّم المنتخب القطري واحدة من أضعف مشاركاته في البطولات الإقليمية، بعد خروجه المبكر من كأس العرب بنتائج متواضعة لا تعكس حجم الاستثمار الكبير في الكرة القطرية ولا مكانته كأحد المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026.
وبدأ “العنابي” مشواره في البطولة بهزيمة مفاجئة أمام المنتخب الفلسطيني بهدف دون رد، في مباراة افتقد فيها الفريق للفعالية الهجومية والصلابة في وسط الميدان، قبل أن يكتفي في الجولة الثانية بتعادل مخيب أمام المنتخب السوري بهدف لمثله، في لقاء لم ينجح خلاله اللاعبون في فرض إيقاعهم أو إظهار شخصية المنتخب المرشح للذهاب بعيدًا في المسابقة.
وتعمّقت أزمة المنتخب القطري في الجولة الثالثة، بعدما تلقى هزيمة ثقيلة أمام المنتخب التونسي بثلاثية دون رد، أداءً ونتيجةً، ليُنهي دور المجموعات في المركز الأخير بنقطة واحدة فقط، ويغادر المنافسات من الباب الخلفي وسط موجة من الانتقادات.
وكشفت هذه الحصيلة الهزيلة عن غياب الهوية التكتيكية وضعف الانضباط الدفاعي وتواضع الحلول الهجومية، وهي مؤشرات تدقّ ناقوس الخطر قبل المشاركة المرتقبة في كأس العالم 2026، حيث يُنتظر من المنتخب القطري تقديم مستوى أكبر بكثير مما قدّمه في هذه الدورة.
وبات على الجهاز الفني القطري إعادة تقييم اختياراته وبرامجه التحضيرية، خصوصًا أن الجماهير تعتبر أن المشاركة في كأس العرب كانت فرصة مثالية لقياس جاهزية الفريق، غير أنها كشفت في النهاية عن نقاط ضعف تحتاج إلى معالجة جذرية قبل دخول غمار المونديال.
وتؤكد هذه المشاركة أن الفريق يعاني أزمة عميقة تتعلق بالهوية والشخصية قبل أن تكون مرتبطة بالنتائج، فلا تنظيم دفاعي، ولا حلول هجومية، ولا انسجام بين الخطوط، في وقت يُفترض فيه أن يكون الفريق في مرحلة نضج قبل المشاركة في كأس العالم.
ولعل ما ظهر به المنتخب القطري في كأس العرب لا يوازي حتى الحد الأدنى من انتظارات جماهيره، ولا يشبه منتخبًا يمثل دولة تستعد للمونديال بعد أشهر قليلة.


















