• وولفرهامبتون
    أرسنال
  • فالنسيا
    ريال بيتيس
  • مانشستر سيتي
    تشيلسي
  • اتحاد طنجة
    اتحاد الفتح الرياضي
  • مولودية وجدة
    شباب المحمدية
  • الوداد الرياضي
    حسنية أكادير
  • مازيمبي
    الأهلي
  • الترجي التونسي
    ماميلودي صان داونز

كرونو

عدسة "محمود ماهر - البطولة"
عدسة "محمود ماهر - البطولة"

شارع روسيا (4) مونديال المنتخبات العربية “العاطفية”!

بقلم | محمود ماهر (البطولة/ فولجوجراد - روسيا)


خلال 24 ساعة على متن القطار المنطلق من موسكو في تمام الساعة 4:53 فجر الأحد والمتوجه إلى مدينة فولجوجراد أو ستالينجراد سابقًا، حيث سَتُلعب الاثنين 25 يونيه مباراة مصر والسعودية في الجولة الثالثة من المجموعة الأولى في كأس العالم 2018، فكرت في العودة مع حلقة رابعة من "شارع روسيا" وطرح مشكلة "قلوبنا التي تهزمنا" في هذا المونديال المليء بالأسرار والحكايات.


في الوقت الذي كان يتحدث فيه هيكتور كوبر لوسائل الإعلام للمرة الأخيرة، كنت أكتب هذا المقال، وأحاول نقل أحداث المؤتمر عبر صفحات البطولة بمساعدة أحد الزملاء داخل قاعة مؤتمرات ملعب فولجوجراد آرينا، كانت مهمة شاقة، مع حركة القطار المستمرة، لكنها مهنة البحث عن المتاعب..


قبل إنطلاق البطولة، دخلنا بمعنويات وطموحات لامست عنان السماء، رغبة منّا في التأكيد على تطور اللعبة في بلداننا العربية، فهذه المرة الأولى في التاريخ التي نُشارك فيها بـ 4 منتخبات في مونديال واحد.


مصر والسعودية وضعتا في مجموعة واحدة مع روسيا وأوروجواي، والمغرب سقطت في أصعب مجموعة مع إيران وإسبانيا والبرتغال، وتونس بجيل من اللاعبين المحليين وضعت في مجموعة بدت متوازنة مع إنجلترا وبنما وبلجيكا.


حلم تأهل مصر إلى ثمن النهائي رسمه تعملق محمد صلاح مع ليفربول في الدوري الإنجليزي، وطريقة اللعب الصارمة من هيكتور كوبر والتي تُشبه لحد ما طريقة أوتو ريهاجل في إدارة اليونان خلال يورو 2004.



وأحاط التفاؤل المغرب بسبب مستواها المُبهر في الوديات التي لعبتها قبل البطولة، والمرونة التكتيكية التي تميز الفريق على البرتغال وإيران، مع الإقالة المفاجئة لمدرب إسبانيا “لوبتيجي”، وكل هذه العوامل جعلتنا ننتظر زئير أسود أطلس في بلاد القياصرة.


وقلنا ربما تنفع خبرات تونس السابقة أمام إنجلترا وبلجيكا في مونديالي 1998 و2002، ويقود نبيل معلول النسور نحو المنافسة على المركز الثاني بشرف، بما أن إنجلترا ليست بشخصية ألمانيا أو تلك المنتخبات العظمى، وساوثجيت ليس على دراية بالمحافل الدولية.


لكن كل الأحلام والآمال تبخرت، وتحول المونديال الروسي من حلم إلى كابوس في غمضة عين بسبب التأثر النفسي التدريجي.


الحب يهزمنا



مصر اكتفت بهدف كسر لعنة مجدي عبد الغني، والسعودية تلقت ستة أهداف في مباراتين، والمغرب قابلها سوء طالع غير عادي أمام إيران وظلم تحكيمي بيّن أمام البرتغال، وتونس هزمتها إصابة يوسف المساكني وطه ياسين الخنيسي وعاندها التوفيق أمام إنجلترا قبل مواجهة الفريق المتوحش “بلجيكا”.


التأثر النفسي للعرب بنتائج بعضهم سار بشكل تدريجي، فعندما سقطت السعودية بخمسة أهداف أمام روسيا، شعر المنتخب المصري بأن مأموريته تعقدت والقصة انتهت قبل أن تبدأ، فهم ليسوا بالفريق الذي يستطيع مجاراة منافسهم المباشر بفارق الأهداف، بسبب أسلوب اللعب الدفاعي لمدربهم، مع ضعف قدرات رأس الحربة الوحيد “مروان محسن” وتأثر مستوى “محمد صلاح” بالإصابة التي ألمت به في نهائي دوري أبطال أوروبا.


عندما تابع المغاربة خسارة مصر في الدقيقة 90 أمام أوروجواي بعد كل المجهود الذي بذله الحارس الموهوب “محمد الشناوي” في إزاحة تسديدات كافاني الصعبة، والحد من خطورة وسرعة لويس سواريز، شعروا بإحباط غير عادي قبل مواجهة إيران، فخسروا بهدف ذاتي في الدقيقة 95 لعزيز بوحدوز بطريقة لو أعيدت 100 مرة لن تتكرر.


وزاد الوضع النفسي سوءًا حين سجل مهاجم إنجلترا “هاري كين” هدف الفوز على نسور قرطاج في الدقيقة 92، وحين حدث ذلك تذكرت على الفور صورة لاعبي تونس أثناء مُتابعتهم لمباراة مصر وأوروجواي، وردة فعلهم الحزينة بعد هدف خيمينيز.


السقوط السعودي في بداية المونديال أمام روسيا لم يكن له ذلك التأثير المعنوي على عرب شمال أفريقيا، فما حدث كان متوقعًا بسبب القرارات غير الاحترافية التي اتخذها وزير الرياضة السعودي “تركي آل شيخ” في إدارة ملف استعدادات البلاد على مدار الستة أشهر الماضية، كما أن السعودية تلقت نتائج مماثلة في مونديالي 2002 و2006 أمام ألمانيا وأوكرانيا، ومعتادة على مثل هذه السيناريوهات.



لكن الهدف القاتل الذي سجله مدافع أوروجواي وأتلتيكو مدريد “خيمينيز” في مرمى الشناوي عند الدقيقة 89، كان هو نقطة التحول الحقيقية التي أكدت أن المنتخبات العربية “عاطفية” ويَسهل تسلل الضرر المعنوي لنفوس لاعبيها أكثر من أي منتخبات أخرى.


قد يرى البعض أن اهتمام وتأثر كل فريق عربي بأحزان ونتائج الفريق الآخر ظاهرة صحية، ستساعد على تخفيف حدة التوتر بين العرب وبعضهم بعض.


مشاطرة الأحزان شيء جميل ولطيف، لكن المبالغة فيه ظاهرة سلبية خصوصًا عندما يتعلق الأمر بشعوب عاطفية بطبعها مثل الشعوب العربية تتأثر بسرعة قياسية من الناحية النفسية، ولا ننس أن التمادي في التعاطف أسوأ بالنسبة للرياضي حيث ينسف الغيرة الإيجابية في نفسه ويؤثر سلبًا على طموحه في التفوق والريادة على الأقل في منطقته.



بالتأكيد توجد 100 طريقة أخرى لإظهار التعاطف ولإظهار الحب الود بين العرب وبعضهم البعض، وهناك سُبل عدة للتخفيف من حدة التعصب بين الجماهير في الديربيات العربية أفضل من التعاطف والتأثر المبالغ فيه خلال مباريات المونديال الذي لا يتكرر سوى مرة واحدة كل 4 سنوات.


من الأحسن لنا أن نؤجل هذه العواطف الجياشة لمناسبة أخرى لا علاقة لها بكأس العالم، لأن مشاعرنا تغلبنا وهي ما هزمتنا بخلاف تصرفات الاتحادات المثيرة للجدل والتي سنناقشها معكم في حلقة من حلقات شارع روسيا بعد مباراة مصر والسعودية، خلال 24 ساعة أخرى على متن قطار العودة من فولجوجراد إلى موسكو..


إلى لقاء جديد..


الحلقات السابقة:

شارع روسيا (1) | الرجل الذي خان بوتين قبل المونديال

شارع روسيا (2) | جهل الروس والسخرية من مصر والسعودية!

شارع روسيا (3) | الطلبة الحمقى يجهلون مونديال 82


للتواصل مع الكاتب "محمود ماهر" عبر تويتر: www.twitter.com/mahmudmaher


عرض المحتوى حسب: